يبدو
لي غريبا السؤال
والاستفسار عن سبب
عودة
الاحتجاج
إلى
ميادين
القاهرة
والمحافظات
يوم
25
يناير،
وكأن
الناس
في
القاهرة
والمحافظات
توقفوا
لحظة
عن
الاحتجاج.
يمكنني
أن
أملأ
هذا
المقال
بالإشارة
فقط
إلى
أماكن
ومطالب
احتجاجات
الأسبوع
الماضي.
ولكن
هناك
فقط
كأمثلة
من هذا
الأسبوع:
قطع
عمال
إحدى
الشركات
طريق
كورنيش
النيل
أمام
فندق
شهير
وقت
اجتماع
للمجموعة
للاقتصادية
المالكة
للشركة
فيه،
تجمع
غاضب
واشتباكات
أمام
قسم
شرطة
شبرا
الخيمة
بسبب
مقتل
مواطن
على
يد
شرطي،
تجمع
غاضب
لأهالي
الشهداء
أمام
محكمة
في
الإسكندرية
وقت
محاكمة
ضباط
متهمين
بقتل
متظاهرين،
احتجاج
شباب
ألتراس
أهلاوي
بوقف
خدمة
مترو
الأنفاق
وكوبري
6
أكتوبر
لبعض
الوقت،
وهما
أهم
مرافق
المواصلات
في
القاهرة
على
الإطلاق،
مظاهرة
لأئمة
المساجد
في
الأقصر
احتجاجا
على
انحياز
إدارة
وزارة
الأوقاف
للمنتمين
للإخوان
المسلمين،
وقفة
لحاملي
شهادات
الدراسات
العليا
أمام
منزل
رئيس
الوزراء،
مجموعات
“أناركية”
تهاجم
مقر
حزب
الإخوان
في
مدينة
السادس
من
أكتوبر
وتتوعد
“الجماعة
الفاشية"،
وقفة
احتجاجية
للصحفيين
أمام
نقابتهم
في
ذكرى
الأربعين
لزميلهم
الراحل
الحسيني
أبو
ضيف
الذي
سقط
في
اشتباكات
الاتحادية
إثر
احتشاد
شباب
الجماعة
الفاشية
لفض
اعتصام
المعارضين
هناك،
وأخيرا،
معارضون
يوقفون
السكك
الحديدية
في
الإسماعيلية
وقت
زيارة
الرئيس
للمدينة.
الصورة
الأكبر،
لمن
سيطالع
الصفحات
الداخلية
لأي
صحيفة
مصرية،
فيها
عشرات
الوقفات
أمام
أقسام
الشرطة
والمحاكم
والوزارات
والمصانع
والشركات
والجامعات،
وحملات
حقوقية
عن
استمرار
العسف
بحياة
وسلامة
المواطنين
على
يد
الشرطة
وتهديد
الحريات
الخاصة
والحريات
الدينية
وحرية
التعبير
والحريات
الطلابية
والنقابية
وتهديدات
لحرية
الإعلام
واستقلال
القضاء
وتلاعب
بالمسار
السياسي
والنظام
الانتخابي.
وحملات
شبابية
تجوب
بعض
أحياء
القاهرة
والمحافظات
بعنوان
"كاذبون
باسم
الدين"،
واحتكاكات
واشتباكات
شبه
يومية
في
مواقع
متعددة
وصلت
للمساجد
بسبب
إبداء
خطباء
وأئمة
لآراء
سياسية
داعمة
للسلطة
على
منابرها.
هذا
كله
فضلا
عن
اعتصام
رمزي
ممتد
في
التحرير
وأمام
قصر
الرئاسة
منذ
أزمة
الإعلان
الدستوري
ثم
أزمة
الدستور.
لم
يتوقف
الاحتجاج
لحظة
واحدة
لأن
هناك
انتقالا
حدث
للسلطة
ولكن
السلطوية
لا
تزال
جاثمة
عل
أنفاسنا
مهما
تذرعت
بديباجات
الثورة.
ولذلك
يعود
الاحتجاج
الجامع
في 25
يناير.
فقط
ليصل
إلى
ذروة
الجدل
بين
رغبات
وآمال
ومخاوف
طرفي
الاستقطاب
المتناثر
في
معارك
متفرقة
في كل
ما
سبق.
من
ناحية،
في
أقصى
يسار
الأمل
الثوري،
هناك
توتر
راغب
وآمل
في أن
يكون
تاريخ
اليوم
الأيقوني
للثورة
المصرية
هو
التعويذة
السحرية
التي
يمكنها
أن
تجمع
كل
شرارات
الغضب
هذه
لتصنع
"لحظة
فارقة"
جديدة
– مع
الاعتذار
للشيخ
أبو
إسماعيل
-
كما
صنعت
سابقا
لحظة
فارقة
ضربت
الزمن
المصري
وأخرجته
من
إطار
"الحسابات
العقلانية
والمتوقعة"
إلى
زمن
آخر
انفتح
فيه
الواقع
على
الخيال
، ولا
يزال
الخيال
يصارع
ثقل
الواقع
الجاثم
على
ضفاف
النيل.
وعلى
الطرف
النقيض،
هناك
توتر
سلطوي
يتساءل
مستنكرا
عن
"جدوى"
و"عقلانية"
ذلك
الطموح
لتلك
"اللحظة
الفارقة"
المحتملة.
استنكار
يستعيذ
من هذه
اللحظة
بكل
ما
تدعيه
السلطة
من
إنجازات
أو
أعذار
عن
الأخطاء
والخطايا،
وبكل
ما
أوتي
لسان
السلطة
في مصر
من
بلاغة
مديح
الاستقرار
والصبر
أو
هجاء
المعارضين
و"مؤامراتهم".
البلاغة
نفسها
التي
استخدمها
مبارك
ثم
المجلس
العسكري،
حرفيا.
البلاغة
التي
تتلبس
كل
الأطراف
والتيارات
والفئات
الاجتماعية
التي
تمثل
الآن،
ببساطة،
ثقل
الواقع
الذي
يصارعه
الخيال.
في
أوقات
الثورات
واللحظات
التأسيسية
في
حياة
الجماعات
كان
هناك
دائما
ذلك
الخيال
الذي
راود
البشرية
لتنتقل
معه
من ثقل
واقع
التسلط
والتفاوت
إلى
السير
في
اتجاه
اقتراحات
"الحرية
والمساواة"،
كان
ولا
يزال
تمام
ذلك
خيالا،
ولكن
بعضه
صار
إنجازا
على
الأرض
وبعضه
لا
يزال
طرقا
مرسومة
بمداد
الخيال،
يكافح
المقاومون
الحالمون
من أجل
التقدم
فيه
قليلا
ومن
أجل
أن
يتقهقر
السلطويون
والطائفيون
فيه
قليلا.
تحاول
كل
جماعة
سلطوية
قديمة
أو
جديدة
احتكار
الواقع
والواقعية
والعقلانية
والممكنات.
وتلك
علامة
تركهم
لخيال
الثورة
إلى
خيالات
السلطة
والواقع.
للواقع
الثقيل
خيالاته
المضادة.
مثل
خيالات
من
شاركوا
وصدّقوا
أنفسهم
أو
كذبوا
عليها
وعلى
الناس
أن
النسخة
المعدلة
هنا
والشائهة
هناك
من
دستور
1971
هي
فعلا
دستور
نادر
المثال.أو
خيالات
الرئيس
وجماعته
عن
"المؤامرات"
التي
لا
يعلن
عنها
أبدا.
وخيالاتهم
المنثورة
في
قرارتهم
وتصريحاتهم
وأبواقهم
الإعلامية
التي
يحيلها
برنامج
ساخر
مساء
الجمعة
من كل
أسبوع
إلى
مسخرة
العالم.
الخيالات
الأهم
عن
إمكان
الإصلاح
المحدود
– باسم
الثورة
-
بنفس
هيكل
ومؤسسات
وفلسفة
دولة
يوليو
السلطوية،
بعد
إضافة
ديباجة
إسلامية
لهذه
السلطوية.
لا
تعرف
خيالات
السلطوية
عن
خيال
الثورة
سوى
أنه
أشواق
تسكن
لمجرد
زيارة
صناديق
الانتخابات،
ثم
تترك
المشايخ
الحائزين
على
ثقة
الشعب
ديمقراطيا
يتحفزون
للانتقاص
من
ساحة
الديمقراطية
وحرياتها
وضماناتها،
ويتبجحون
بالحق
في
تضييق
المجال
العام
وتكبيل
مجال
التشارك
الديمقراطي
باسم
"الأغلبية"
و”إجراءات
ديمقراطية
شكلية”
على
مثال
تصعيد
وإضافة
سلطات
لمجلس
الشورى
الميت
إكلينكيا،
ناهيك
عن
إجراءات
استثنائية
مثل
“الإعلان
الدستوري”.
هيهات.
أين
يمكن
يا ترى
أن
تذهب
تلك
الطاقة
الكبيرة
عند
هؤلاء
الذين
ألهمهم
الخيال
الثوري
ثم
وجدوا
بينه
وبين
آمالهم
مسار
سياسي
أخلد
إلى
الأرض
وثقل
الواقع،
وسلطة
استمرت
في زرع
شوارع
القاهرة
بأسوار
أسمنتية
في
مواجهة
الاحتجاجات،
وأسوار
من
التحريض
الطائفي
والتخوين
في
مواجهة
المعارضة
وحشود
تحلم
بفاشية
طائفية
وتهرع
لنجدتها.
في
الاحتجاجات
اليومية
المتناثرة
ومعاركها
السابق
ذكرها
تنفجر
هذه
الطاقات
هنا
وهناك
بلا
هوادة.
بضرباتها
اليومية
تحاول
بخيال
أرحب
– ديمقراطي
بحق-
أن
ترغم
الواقع
على
أن
يسعها
وينزل
على
سلطانها.
ربما
لن
يكون
يوم
25
يناير
هذه
السنة
آخر
المحطات.
والآمال
المعلقة
على
لحظة
فارقة
يأتي
بها
اليوم
الأيقوني
لن
تتوقف
عنده
وربما
تصادف
تواريخ
أخرى
تصنعها.
والنفاد
النبيل
لصبر
الشباب
والحالمين
والمقاومين
الذي
لا
ينهي
الأمر
بضربة
واحدة
ثورية،
يتعلم
أن
الثورة
عملية
أطول
وأعقد
من
الإسقاط
المتكرر
لسلطة
هؤلاء
الشائخين
سنا
وروحا
وخيالا،
هؤلاء
الذين
تجبرهم
الضربات
الثورية
وتفشي
الخيال
وخروجه
عن
السيطرة
على
أن
يظهروا
كامن
سلطويتهم
وطائفيتهم
ليكونوا
رعبا
ثم
يكونوا
مسخرة.
نشر في "الشرق الأوسط" في 25 يناير 2013
1 comment:
تابعوا معانا كل جديد فى عالم حواء
منتدى مملكة حواء
Post a Comment