31 December 2005

! سيدي الرئيس



سيدي الرئيس
شكرا لاهتمامك
كانت ستمسي ليلة سخيفة
لو انهم ظلوا هناك بوجوههم السوداء ..
و رائحتهم التي لا تطاق ..
المخمورون
المصابون بالإيدز
و خمورهم الرديئة
و ثيابهم الرثة !


كل شيء سيدي يهون
حتي لو خمسين قتيلا
.. الا بهجة ليلة رأس السنة !

سيدي الرئيس
نخب الإنسان !
Happy New Year!






23 December 2005

" ماشي الحال "

يري " هانز يوناس " أن الوجود أفضل بما لانهاية من اللا وجود , و يتخذ من ذلك منطلقا لفلسفته الأخلاقية الداعية الي الفعل بما يحفظ الوجود الإنساني الآني و استمراره في المستقبل .
بقدر من التلفيق الفلسفي الشائع في الفكر العربي يمكن أن أبرر لنفسي - وفق يوناس – احتفالي اليوم بذكري ميلادي ( بداية وجودي ) باعتبار ان ذلك كان حدثا نقلني الي حالة افضل بما لا نهاية.
في الجملة الأخيرة تحديدا , يبدو تلفيق يوناس هو الآخر واضحا ...فلا أحد كان موجودا أو سوف يكون في حالة اللا وجود – أو حتي يمكنه تخيل ذلك - ليمكنه ان يحكم علي هذه المقارنة .
و لكن علي كل حال انا موجود الأن و أنتم موجودون , و بغض النظر هل ذلك فعلا أفضل أم لا , أو أفضل من ماذا , فــ " ماشي الحال " بدون " يوناس " أو غيره .

بدا لي الأمر طريفا لو أني كنت قد تناولت فلسفة يوناس و قمت بانتقادها علي هذا النحو في اختبار " فلسفة الأخلاق " أمس . إلا إني لم أفعل و فضلت أن أتناول فلسفة " إيمانويل ليفيناس " لما بها من طرافة و ما تثيره لدي من ذكريات ... فـ" ليفيناس " يري أن تجربة وجه الآخر هي مصدر الشعور الأخلاقي ...فوجه الأخر عند " ليفيناس " هو مظهر وجوده الذي يثير فيك المسئولية عنه و تجاهه .... ربما هذا ما حدث لي قبل أكثر من عام في حديقة معهد جوته .. وجه
رضوي و هي تقرا لي قصيدة الشاعر عبد الحميد عبد الهادي عن ولده آثر , قررت أن تقرأها لي بلا سبب مفهوم سوي أنها تذكرتها , و أمام تعابير وجهها و هي تقرأ القصيدة بانفعال , أدركت أني أمام واحد أخر- غيري - من " أبناء الله المدللين " – سوف أحدثكم عنهم فيما بعد - و تلقائيا شعرت بتلك المسئولية التي يتحدث عنها " ليفيناس " فدعوتها علي آيس كريم ثم خطبتها ثم أوقفت لها تاكسيا و ودعتها ثم رجعت الي البيت و نمت .

هل كان هذا فعلا من أفعال المسئولية ...تبدو أفعال
رضوي مصداقا أكثر لأفكار " ليفيناس " فهي من ساعتها تعتني بي عناية كاملة و تظهر نحوي مسئولية " أمومية " نادرة تجعلني خجلا من أخلاقي الفلسفية " الباردة " .

رضوي أهدتني اليوم السيرة الذاتية لإدوارد سعيد " خارج المكان " , لا تعرف الي اي حد مسني ذلك , فبالاضافة أني كنت أكن ودا عميقا علي البعد للراحل إدوارد سعيد كانسان , فانا متيم بشكل كامل بالنموذج الذي كانه كمثقف .
كم أن هذه العبارة " خارج المكان " – يا الله – ...لا شيء يعبر عن " مكاني " أكثر منها .
يوم أمس في الاختبار.. تلك الدكة في طرقة قسم الفلسفة , بدت لي تحديدا مكاني الذي أريده ...حين امتشقت كل ما لدي من حاسة تحليلية نقدية و أخذت أرصد العلاقة بين فلسفة كانط الأخلاقية و بين مثيلتها عند يورجن هابرماس ...أيه متعة تلك التي جعلتني أتناسي عاقبة من يجرؤ علي الاجتهاد في جامعات مصر المحروسة هذه الأيام ... لا يهم ..تكفي جدا تلك اللحظات التي استمتع فيها بكوني محلا للمسائلة والاستجواب الفلسفي .
هل هذا فعلا مكاني علي الأرض أم أني خارج المكان ...مكتوب بجوار اسمي ذلك التوصيف العجيب ( طالب نظامي / منتسب / مؤهلات عليا ) ..لا تسألني عن ذلك التناقض بين نظامي و منتسب ..اسأل الفلاسفة الذين في شئون الطلبة .
هل مكاني هو مكان اسمي الموجود وحده في ورقة منفصلة تحت هذا التوصيف , و بحذائه رقم جلوسي ...الرقم الأخير في القائمة و الطرقة.
هل مكاني هو مكان اسمي - لم لا - فوق لافتة من تلك اللافتات المعلقة علي يمين و يسار طرقة القسم و التي تحمل - بجانب أسماء لها قدرها - أسماء بعض الموظفين علي درجة أستاذ فلسفة .
أم مكاني هو ذلك الذي يحتله اسمي بعد كلمة مهندس أسفل يمين اللوحات التي تحمل تصميماتي الانشائية .
أم هو ذلك الذي يحتله اسمي أحيانا تحت بعض كلمات تشغل حيزا من صفحات جريدة أو مجلة .
أم هو مكان اسمي تحت كلماتي هذه هنا و حسب !

لم يكفني ربع قرن من التسكع و المراوحة و التجريب ... لذا احتجت " يوناس " لابرر احتفالي بذكري ميلادي مع رضوي التي أصرت علي ذلك ... بينما أري أنا في تلك الذكري معاني النفاذ و الفوت و الانقضاء و الأيام المبعثرة... و أري معهم ذكري طموحات كبيرة معلقة و آلاف الكلمات و الأفكار و الاحلام و الخطط و التوقعات و التحولات و الخيبات و المراوحات ثم معاودة الكرة مرة تلو أخري و..........." ماشي الحال " .


الأكثر تعبيرا عما أشعر به اليوم في إيجاز فلسفي غير مخل – دعك من يوناس و ليفيناس و كانط و هابرماس - هو, في الحقيقة , خالد الذكر" عمرو دياب " الذي فاجأني اليوم بأدائه شديد الايحاء لمقطع من أغنية هزلية
له .. اعتبرت ذلك موجها لي بشكل خاص , حين قال باسما و هو يرفع رأسه قليلا في منتصف جملته :
" كل سنة بقي و انت طيب ! "


-------------------------------------


هوامش :
- " ماشي الحال " : الفلسفة المصرية الأكثر أصالة .
- صورة متفلسفة لي بدون مناسبة ... يمكن أن تفيد في حال اضطر المدونون للتضامن معي لاحقا لأي سبب .
- المقطع المذكورلصاحبه من أغنية
" معاك بجد " من آخر عبوة غنائية له .
" كل سنة و انت طيب " : وجه آخر للفلسفة المصرية الأكثر أصالة
.

10 December 2005

! إلي آبائنا الذين في المباحث



رغم ما يتردد من أن الدولة في مصر أزالت كل الحساسيات الدينية بين المصريين , لانها " طلعت أديانهم " و " كفرت أيمانهم " جميعا .... إلا ان وزارة الداخلية تكذب هذه الأنباء و تري أن ذ لك لم يحدث بعد , لذا فحتي الحين الذي يتم فيه ذلك بشكل كامل , فهي تتبني وجهة النظر القائلة ان الدين علاقة شخصية و خاصة جدا جدا بين الفرد و جهاز أمن الدولة ... و تحديدا ادارتين خاصتين في هذا الجهاز : ادراة لمكافحة الأسلمة و ادارة لمكافحة التنصير...و هذه الأسماء ليست رسمية بالطبع .
هاتان الاداراتان برز دورهما مؤخرا علي خلفية الفتن التي اشتعلت بعد ما جري من محاولات فتيات و سيدات الانتقال ذهابا أو إيابا بين الإسلام و المسيحية ..( لا أدري لماذا كلهن من النساء ؟ )
يمكن الآن أن نفهم علي أية خلفية تم القبض علي الصحفي أبي إسلام أحمد عبد الله . فهو يدير مركزا يسمي " مركز التنوير الاسلامي " , و نشاطه هو دراسة مقارنة الأديان ( بغرض الدعوة للإسلام و الرد علي الأديان الأخري ) علي أيدي متخصصين من رجال الأزهر و أساتذة دار العلوم و بعض المتخصصين الآخرين من ذوي الاتجاهات الإسلامية ....و ربما يستضيف رهبانا أو قساوسة أو مفكرين مسيحيين كمحاضرين زائرين .
نشاط المركز يرجع لثلاثة أعوام ..تخرج خلالها دفعتين من الدارسين و الدفعة الثلاثة توقفت الدراسة بها احتجاجا علي اعتقال أبي اسلام ( بحسب تصريح ابنه ) أو ربما بأمر أمن الدولة و هو الأرجح .
هذا المركز أيضا يقدم أنشطة ثقافية عامة لغير الدراسين .. هذه الأنشطة تتقاطع مع أهداف شبكة بلدي علي الانترنت – التي يديرها أبو إسلام – و هذه الأهداف هي مقاومة " النصرانية و التنصير و الماسونية " و الشبكة تفتح ذراعيها –بحسب ما مذكرو بها - للمنصفين من الأقباط المصريين و تهاجم الكنائس الغربية باعتبارها صنيعة الغرب و الاستعمار.
إسلام – نجل الشيخ المعتقل - أفادنا بهذه المعلومات في زيارتنا ( أنا و مالك و سقراطة و منال و علاء ) له الثلاثاء الماضي ...و زاد أنه حدثت حالات تحول للإسلام بالمنطقة التي يقع بها المركز ,كما أن الشباب من ناشطي المركز نجحوا في ايقاف حالات تنصير في نفس المنطقة .
أظن أن الأمر أصبح واضحا بقدر ما ... ولكن سقراطة كانت مندهشة جدا يومها وهي تردد " طب و إيه المشكلة ؟ " و تحاول الاستزادة من إسلام .. و اندهشت أنا من اندهاش سقراطة ...بينما كنت مندهشا أكثر من شيء آخر ... كيف تسامحوا مع هذا المركز كل هذه المدة, بينما فلسلفتهم أن الباب الذي يأتي منه الريح ...ابن مكانه حائطا خرسانيا.
هل تسامحهم مع " المركز " – الذي أري وجوده حقا لناشطيه رغم كل شيء – يندرج تحت ما يشاع عن توجهات لارخاء الحبل لتحركات تساهم في تحجيم تحركات الأقباط المطلبية هنا و هناك و التي تتوازي مع تصاعد أنشطة الدعوة للمسيحية و الرد علي الإسلام علي الانترنت و الفضائيات .. التعامل الأمني " الرخو " مع بوادر فتنة كنيسة محرم بك –ان لم نتحدث عن أضواء خضراء أو تورط ما - يقوي من هذ التفسير ...الذي - ان صح - يشير إلي أن ألعاب التوازن البلهوانية لا زالت تجري في دماء النظام المصري الذي لم يتعظ من درس انشاء و دعم الجماعات الإسلامية في الجامعات و التي انتهت – مع تفاعلات أخري - بمقتل السادات.
و لكن ما الذي جد مؤخرا لكي يعتقل أبي إسلام ؟
هناك تفسير للأمر يرجع الاعتقال لمقالات ساخنة نشرت مؤخرا علي شبكة بلدي ترد علي زكريا بطرس ( قس الفضائيات الشهير ) بلهجة حادة و عدوانية تجاوزت بطرس لتشمل عموم المسيحيين .
و هناك تفسير آخر أخبرنا به إبنه إسلام أن ذلك حدث لأن أباه كشف أمر بعض المندسين من قبل الأمن في " المركز " و قام بطردهم ...كما رفض أبو إسلام أي تعاون مع إدراة مكافحة التنصير بأمن الدولة حول حالات تنصير تعرض لها شبانا مسلمين و نجح في عرقلتها شباب المركز من الدارسين .
و يمكن أن تقوم تفسيرات أخري بناء علي ما ذكره لنا إسلام عن شعبية أبيه بين الشباب الإسلامي و علي غرف البالتوك و انتظار كثير من الشباب لكلمته بشأن أحداث فتنة محرم بك و التي رفض فيها أبو إسلام أي مشاركة لتلاميذه في الفتنة ....و يمكن أن أضيف من عندي أن مشاركة أعداد من الشباب السلفي – لأول مرة - في تظاهرة الثلاثاء الماضي للمطالبة باطلاق أبي إسلام هو تحول نوعي في اسلوب نشاط السلفيين , المنسحبين تماما من الحياة السياسية العامة .
و هو شيء ربما ينبيء عن بدايات تبلور و ظهور مجموعات سلفية جديدة ذات ميول حركية , كما يمكن ان يكون دالا علي مدي نشاط ونفوذ إبي إسلام إنطلاقا من الانترنت و " المركز " .
بغض النظر عن سبب الاعتقال الذي يري علاء أنه من العبث البحث عنه لاننا نتعامل مع أجهزة دولة شديدة الانطوائية لذا فهي لا تعبر عن أفكارها و مشاعرها فيما يخص عدوانيتها مع المواطنين من رعاياها .. بغض النظر عن ذلك السبب ( أو الأسباب ) فإن مجموعة المدونين المذكروة أعلاه بالإضافة لآخرين .. قرروا التضامن مع أبي إسلام باعتباره ناشطا علي الانترنت , ولأن اعتقاله - بغير سند قانوني - انتهاك لحرية التعبير و لحقوق الإنسان بشكل عام.
كما أن هذه فرصة لكي يثبت المدونون حيادهم الكامل و انحيازهم فقط لحرية التعبير , فكما تضامنوا مع كريم عامر الذي اعتقل بسبب تعبيره الذي رآه الكثيرون تطاولا علي الإسلام و المسلمين ...فهم يتضامنون الآن مع أبي إسلام الذي اعتقل بسبب تعبيره الذي يراه الكثيرون أيضا تطاولا علي المسيحية و المسيحيين .



" يا آباءنا الذين في المباحث " أطلقوا سراح أبي إسلام .. و أخلوا سبيل " أبونا" و " أبو البلد" ...وهي تعمر !


08 December 2005

" ! تلك هي المسألة ... "



(1)
تصورت ان تلك اللحظات من مساء أمس , هي من تلك اللحظات الطيبة التي يجود بها أحيانا قدري السمح , و التي يجب أن تملأ أعماقي فرحا , بعضها كان كذلك بالفعل , الا إن بعضها بدا لي غير ذلك , فالتساؤلات هي التي تدفقت سيالة من روحي .

(2)
في الوقت الذي وقفت فيه في منتصف شارع عبد الخالق ثروت أمام نقابة الصحفيين رافعا لافتتي الخاصة المذيلة باسم هذه المدونة و التي تحمل عنوان
تحيتي التدوينية لنهي الزيني , كان أحد الضابط ينظم المرور قانعا بما تبقي من الطريق خاليا منا , و كلما اختبرته و تقدمت خطوات ليبدو وجه لافتتي أوضح للسيارات القادمة , يتقدم هو الآخر موجها سخطه للسيارات لتسرع في مرورها من أمامنا .
رضوي ترفع لاقتة مكتوب عليها بخطي " ارفعوا أيديكم عنا يا حثالة " تحت خبر الاعتداء علي أسماء حريز صحفية " الكرامة " ...الضباط يقرأونها مبتسمين و أيديهم في جيوبهم أو ممسكة باللاسلكي ...
و عندما اقتربت يد أحدهم مني , في شارع 26 يوليو و نحن نسير في فوضي بين صفوف السيارات السائرة أو الواقفة في الاشارة , كانت لأن ضابطا ربت علي كتفي في حنو ينبهني لأتفادي احدي السيارات معتذرا في أدب معللا ذلك الانتهاك الذي بدر منه تجاه حق التظاهر الحر في الشوارع " معلش علشان سلامتكم " .

(3)
المظاهرة كانت من أجل نهي الزيني و أسماء حريز , تضامنا مع القضاة و الصحفيين ضد انتهاكات الانتخابات ..و لكن تدريجيا تحولت المظاهرة كلها لمجاميع كومبارس خلف أعضاء الغد بلافتاتهم المطالبة بالحرية لأيمن نور الحبيس حتي السبت القادم , و خلف بعض شباب الإسلاميين الرافعين صور
" أبي إسلام أحمد عبد الله " الصحفي المختطف لأجل غير مسمي ...شعارات كفاية الفضفاضة توارت معالمها و تلبستها أرواحا أخري علي خلفية تلك اللافتات التي ترفع صور و اسمي الثنائي الحبيس .. و التي تجاوزت أعدادها أعداد لافتات الدعوة الأساسية للمظاهرة .. لم تفلح الهتافات التي تهتف بالحرية للجميع في تجاوز هذا المازق .....شيء أشبه بأن يعتلي أحدهم كتفك رغما عنك و يهتف....
في شارع رمسيس نحتل نصف الطريق فقط ... جميلة اسماعيل " تنشق " عنا و تأمر شباب الغد باحتلال النصف الآخر بلافتة برتقالية عريضة يتصدرها اسم زوجها , تتجاهل اعتراضات الضباط المهذبة جدا , و نفير السيارات الغاضب المزعج .
يتحول الألف متظاهر - تقريبا - لنثار من السائرين بلافتات أو بدون , يهتفون أو يراقبون في صمت , افراد علي الرصيف و آخرون بين السيارات , بعضهم يثرثر ضاحكا و اخرون يتناقشون بجدية – في خضم هذا الصخب - حول إشكاليات الديمقراطية و التغيير .
بعد جولتين في شوارع وسط البلد ,عودة الي نقابة الصحفيين .
الأمن رافقنا في الجولتين و كان في منتهي الرقة مما استفز بعض الشباب الذين ضخموا من بعض الأمور (اصطدام غير مقصود أو احتكاك طفيف ) محاولين تسخين الجو.
هذا التسامح لا يبدو طبيعيا .

(4)
اللحظات الطيبة بالفعل.
قمة تدوينية مصغرة في النادي اليوناني ...
التقطني
عمرو غربية في نهاية المظاهرة و عرفني علي مالك و جين و توجهنا الي النادي و هناك انضم الينا منال و علاء ثم نورا يونس .
بعد فاصل لذيذ من الدردشة و المزاح , توجهنا – عدا
نورا و عمرو غربية – الي منزل أبي إسلام أحمد عبد الله لمقابلة ابنه إسلام (و هذه قصة أخري )
بعد اللقاء عودة الي مقهي البورصة ...
عمرو غربية و محمود توفيق ينضمان الينا بعد لقاء حضراه حول " تطوير " حركة كفاية.
عمرو – باسما - ينقل لنا اشكالية اللقاء الرئيسية : هل
حركة كفاية " بوتقة " تصهر ناشطيها بمختلف اتجاهاتهم, أم أنها " قفة " – أي و الله – يجتمعون فيها مع حفاظ كل ناشط علي كيانه و اتجاهه الخاص .

(5)
سأحاول أن أدلي بدلوي في الاشكالية السابقة " بوتقة أم قفة ؟ " , علي خلفية تلك اللحظات التي قضيتها متظاهرا و التبست علي ّ , أهي لحظات طيبة ام غير ذلك .
مؤكد أنكم منذ قليل علمتم ما فعل الحثالة في اعادة الجولة الثالثة من الانتخابات .
هم حثالة بالفعل حتي ولو ظللنا نطوف وسط البلد حتي الصباح برفقة زملائهم .
تسامحهم معنا اذن ليس الا سحبا لتنظيمهم المجاني لنا بالكردونات و صفوف الجنود.. ليس الا سحبا لفرص كادرات جذابة تجمع المناضلين مع جنود الطاغية .. يتركوننا في مواجهة فوضانا ... و لم لا ؟ ... نحن نخوض معركة افتراضية في شارع لا يعرفنا جيدا ... بعض قائدي السيارات و المارة يظنون أننا جميعا أنصار أيمن نور ...و آخرون لا يعرفون عما يحدث سوي كلمة" كفاية " ... لا أحد تقريبا يعرف نهي الزيني و لا ما فعلت ... اللافتة التي حملتها كانت بلا معني سوي للزملاء المتظاهرين .
وجوه الحثالة تظهر جيدا هناك حيث المعركة الحقيقية عندما تجاوزالاخوان توقعات أصحاب الفكر الجديد , و تجاوزت مقاعدهم عدد المقاعد المرسومة في الديكور الديمقراطي .
" بوتقة أم قفة ؟ "
فلنخرج من هذه الثنائية و لنفتح أفقا أرحب و أكثر شاعرية للسؤال .
هل كفاية " وردة" في عروة السترة الديمقراطية...التي يعدل النظام من هندامها مخفيا في " الصديري " الطبنجة لوقت الجد ...
أم هي " علم " ننصبه و نتظاهر حوله غاضبين كلما جد جديد , سواء تجمعت حولنا حشود الحثالة أم لم تتجمع ؟
" وردة أم علم ؟ " تبدو الإشكالية الآن أكثر شاعرية !

(6)
ليست أعراضا مرضية أن يطمئنني رد الفعل العنيف و يقلقني التسامح الزائف .
النشوة العابرة و أنت تسير حرا تهتف , يجب أن تتحول لغصة عندما تسمع الآن عن اعداد القتلي أمام لجان الانتخاب .. و أعداد معتقلي الأخوان في الدوائر الساخنة ... و تقرأ عن انتهاكات فاضحة في دائرة حمدين صباحي ...و عن اهانة القضاة غير المنبطحين .
لذا فرغم تعاطفي الشديد و غضبي لما حدث في امبابة الأسبوع الماضي , من طعن شاب بعد خروجه من مركز " تضامن " أهل امبابة ( مقر كمال خليل الانتخابي سابقا ) , و الذي أدي لاصابة بالغة في فخذه التئمت بثماني عشر غرزة ,الا ان تذكري لذلك أعاد لي بعضا من الأمل أن هناك تهديدا ما, يشكله قطاع من حركة التغيير قرر التحرك بشكل مختلف , و تحركه استوجب ردا و ارهابا و سفورا للوجوه القبيحة ..
ربما تكون أجمل اللحظات من مساء أمس علي الإطلاق , عندما التقيت الشاب المصاب في المظاهرة " يزكّ " علي ساقه المصابة .
ذلك الذي ملأ أعماقي فرحا و أملا .


" كــَمَنـْجَة بدَقــْـن "



أخيرا ... و بعد مناوشات بيننا كادت أن تتطور إلي اشتباكات بالأيدي , رضخ شاعري المفضل و الكسول , لأمري , و افتتح مدونته منذ أيام ...
مدونة ( نور ) لصاحبها أخي الأوسط محمود ( قريبا ... يأتيكم الأصغر و الأخير من آل عزت ان شاء الله )
http://nournour.blogspot.com
محمود دون قصائدا عامية في البداية كنوع من السلامات المرحة ...... انتظروا له أيضا كوارث فصحي .
و لمن هو في عجلة من امره, ابحث في مجلة " أفق " الالكترونية أو ملتقي الأدب العربي .
من أعجبه منكم شعره , فعليه بتعليقات شديدة اللهجة أو رسائل تهديد لكي يواصل تدوينه بشكل منتظم .