30 January 2008

عن القرار الأصعب

في مواجهة المخاطر التي تهدد النظام العام و السلام الاجتماعي, من جراء شعور المواطن المصري السماوي بوطأة و قسوة وجود اسم ديانة غير سماوية في خانة ديانة بطاقة هوية أخيه البهائي الواقف بجانبه في الأتوبيس أو طابور العيش .. اتخذت محكمة القضاء الإداري قرارها الأصعب, و تجاوزت عن قسوة و خطورة وجود الأخ البهائي نفسه و وجود دينه المشكلة هذا في رأسه, و قضت له في خطوة شجاعة بحقه في وضع شَرطة أفقية قصيرة, وصفتها المحكمة بهذه الدقة و إن لم تحدد طولها, بدلا من إلزامه بكتابة دين سماوي كما أصرت محكمة سابقة في سابقة غير مسبوقة .
هذا الحكم ,و هذه الشَرطة, شجاعة خالصة لا اضطرار فيها, فالخيارات المنطقية الأخرى كانت متاحة أمام هيئة المحكمة. أبسطها أن تمنحهم -بدلا من الإلزام - مهلة للإقتناع بدين سماوي معترف به فيدخلون فيه أفواجا و السلام, و إن رفضوا فيمكن العمل بنظام الـ" بدون " في مصر, و البهائي سيظل مصريا فالموطنة لا جدال فيها, و لكنه سيكون مصريا "بدون بطاقة", يمكنه أن يلتحق بإخوانه من الـ"بدون" و الطيور الجارحة و الضباع في جبال الصعيد أو مجاهل الصحراء ... و إن تعنت البهائيون في قبول هذه الحلول المعقولة يظل هناك خيار المذبحة الجماعية التي اقترحها نواب الإخوان باعتبار أن البهائيين في حكم المرتدين.
شجاعة المحكمة تجاوزت كل هذه الحلول الممكنة, و وازنت بين ضيقها بهذه الأقلية الممتنعة الوجود فلسفيا و دينيا, و بين رغبتها في "إثبات حقوق هذه الفئة " مع مراعاة " منع اندساسهم بين أصحاب الديانات الثلاث " بحسب نص الحيثيات .
و لكن شجاعتها تجاوزت كل الحدود في حكمها الآخر برفض إثبات تحول محمد حجازي المسلم إلى بيشوي المسيحي, عندما أثبتت في حيثياتها أن " كافة الدساتير المصرية قد أقرت جميعها حرية الاعتقاد", أي نعم و لكن " الأديان السماوية قد أنزلت من رب العزة في تسلسل زمنى يجعل من الارتداد من الدين الأحدث إلى الدين الذي يسبقه خروجا عن المألوف ولذا فمن أسلم وآمن فأنه قد مارس بالفعل حريته في العقيدة ولا يجوز له الارتداد عن الإسلام وإلا كان مرتداً ومتلاعباً بهذا الدين الحنيف ".
و بهذا يقدم القضاء المصري أطروحته الجديدة في تفسير معني حرية الاعتقاد في الدستور التي تعتمد على "حداثة" الدين, و تحدد التنقل حصرا من الأقدم إلى الأحدث. و عليه, يكون من حق اليهودي نقلتان و للمسيحي نقلة واحدة, بينما- أعزائي المستمعين - للأسف الشديد .. لا حرية اعتقاد للمسلم في هذا البلد !



. العبارات بالخط و المنطق المائلين من نص حيثيات المحكمة

25 January 2008

عن القرار الصعب


في رواية,أن الحكمة التاريخية لمبارك قد استغرقت كل هذا الوقت لتحسم أمرها. و لكن في رواية أخرى أن القدر قد صاغ السؤال بصورة أكثر سهولة ليسهل على مبارك اتخاذ قراره: تجاوز عن اقتحام الفلسطينين للحدود عبر الثغرات التي أحدثتها التفجيرات أو أصدر أوامرك بإطلاق النار على صدورهم !
لقد كان قرارا صعبا, و لكن القدر ساعده على ألا يكون شجاعا بل مضطرا .فتنفس مبارك الصعداء و عبر في تصريحاته بوجهه أكثر من كلماته عن اضطراره أمام بؤس حالة الغزاويين الجوعى الذين سمح لهم بالدخول و الأكل ثم العودة سريعا . تعبيرات الوجه المتصعب كانت تقول أنه لولا المساكين الجوعى لما أغضب إسرائيل و لما فرّج عن فلسطيني غزة حصارهم الذي يعلم أجيالهم الجديدة أن انتخاب الإسلاميين يعني الحياة معهم في معتقل كبير !
القرار الصعب الذي كان رهن حسم مبارك, أجبر أبو الغيط على ابتلاع " أنياب الديبلوماسية المصرية" و ترك اللعب بقناع الوحش البلاستيك الذي لم يصدقه أحد .. رغم أنها كانت لحظة مواتية لظهور الأنياب الديبلوماسية بعد احتكاكات مع أطراف إدارة معبر رفح : إسرائيل و الاتحاد الأوروبي بحسب الاتفاق.. بالإضافة طبعا للولايات المتحدة من قبل و من بعد, بحسب العقيدة الساداتية !
من توبيخ ليفني لمبارك, و هي التي لم تكن انتهت من لصق طوابع الكليات في استمارة الرغبات لتقدمها لمكتب التنسيق الجامعي الاسرائيلي بينما بدأ مبارك في حكم مصر, ثم قرار الكونجرس بتقليص المعونة الأمريكية الذي أعقبه إشارة أبو الغيط لنمو أنيابه, و أخيرا قرار البرلمان الأوروربي بشأن حقوق الإنسان في مصر الذى أسفر عن غضب مصري وصل للدرجة التي دعت فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إلى التلويح بقتح ملفات حقوق الإنسان في أوروبا ! ألا تكفي هذه المبررات لأن نرى طرفا من الأنياب و المخالب بقرار أسرع بالتخفيف من حصار غزة .. هذا و دع عنك أصلا اعتبارات الإنسانية و الجوار و الأخوة و الشهامة و ربما الأمن القومي .
كتب هيكل لمبارك أوائل الثمانينات في رسائله المفتوحة التي لم تنشر أنه "لا يفهم السياسة العربية لمصر ". و بعد 25 عاما تنشر رسائل هيكل متضمنة كثيرا مما يمكن أن يقال الآن, و ما يمكن أن يتأمله مبارك و يأخذه مأخذ الجد في تفكيره العميق للقرار القادم .
المستنقع لم يتحرك كثيرا بعد ربع قرن .. أطال الله عمر الجميع !

14 January 2008

دي حلوة دي


داعب زياد الرحباني في " شوهالإيام " لحن سيد درويش " الحلوة دي " .. حازم شاهين مع "اسكندريلا" يرد المداعبة نيابة عن درويش .
boomp3.com


- في الصورة من اليمين: أيمن صدقي, شادي مؤنس , آية حميدة , حازم شاهين. من مشاركة اسكندريلا في الاحتفال بذكرى ميلاد الشيخ سيد درويش فى كوم الدكة 2007. تصوير حمدي زيدان.
- تسجيلات أخرى لاسكندريلا في منتدى أيلول.