ربما وجد الكثيرون فيه صورتهم، صورة الواقفين على مسافة مما يحدث يتقلبون بين التعاطف النسبي مع ما يحدث في الثورة وبين عدم الاستيعاب أحيانًا والرغبة أحيانًا أخرى في أن ينتهي كل هذا ونعود إلى «حياتنا الطبيعية».
يمثل أحمد شفيق لكثيرين صورة «رجل الدولة»، المسؤول الذي أدار مشاريع وليس مثل باقي المعارضين القادمين من ساحات النضال، البعض في مصر لا يزال يفكر في رجل دولة. كان بجانب مبارك ورئيس وزرائه وكان أحد محاولاته لفرملة الثورة؟ بالنسبة لكثيرين هذا شيء حميد.
يمثل شفيق لكثيرين صورة تشبههم، الصامتين داخل النظام من أجل أن «يأكلوا العيش» - كما عبر ببلاغة في مؤتمر صحفي له - الساكتين عن الفساد أو المشاركين فيه أو من يرونه يمر بجانبهم، ممن ليس لديهم أدنى خيال لتغيير ما يحدث بشكل جذري، ربما يفكر بعضهم في تغيير محدود لبعض الأشخاص والسياسات.
البعض يراه مثله كان من الكتلة الكبيرة الساكتة الساكنة التي تؤدي عملها وأقصى أمالها أن تكون ناجحة في «الكارير»، ومثلت لهم الثورة فترة من الغموض والمغامرة غير المحسوبة وذات الآثار الضارة على «الكارير».
البعض الآخر يرى فيه صورة الباشا، العسكري القديم، الذين يفكر في مصلحة الجميع وشفته ممتعضة في حزم ولهجته مستهينة وواثقة تستند إلى سلطة ما خفية تقبع وراءها. البعض لا يزال يفكر كالعبيد ويحب السيد ذا الشرف والحسب والنسب والتاريخ العسكري والمناصب في الدولة، طيب القلب أحيانًا، لكنه أحيانًا ينظر باحتقار لمن لا يفهمه ويوجه له الأوامر التي سيفهمها لاحقًا، يمكنه بهذه الطريقة أن يدير رعية عزبته ويفكر في مشروعات تستفيد من كونهم أنفار «يعملون بملاليم» كما عبر في أحد البرامج.
طريقة كلامه؟ الهذيان والهجص العملي عن المشروعات السياسية الاستثمارية بعيدًا عن عالم الأفكار مقنع لكثيرين ويشبه كلامهم عن السياسة باعتبارها طريقة لإدارة الشركات والمزارع.
وعود شفيق بالتصالح مع الجميع يبدو جذابًا بالنسبة لمشوشي الذهن الذين لا يعرفون أين يقفون تحديدًا. لا هم مع الثورة ولا ضدها. أو هم معها قليلاً أو ضدها كثيرًا أحيانًا. شخصيته المشوشة المثيرة للسخرية بالنسبة لكثيرين تشبه تشوش الكثيرين الذين أعياهم مشهد الثورة المعقد ولا يفهمون حماسة وانفعال وفخر أولئك الذين هم داخل هذا المشهد.
هؤلاء المشوشون الذين يقفون على مسافة يبدون أحيانًا تعاطفًا حذرًا أو عداوة شرسة، حسب تقلب الأحوال والمزاج. يبدو شفيق شبيهًا لهم وهو يبدو تارة تعاطفًا مع شباب الثورة والألتراس ويريد أن ينشئ لهم مراكز شباب ويوفر لهم بونبوني وأحيانًا أخرى يتوعدهم بسيناريو العباسية اللطيف من وجهة نظره.
المسخرة التي تبدو عليها حالة أحمد شفيق في نظر البعض، جعلته بالنسبة للبعض الآخر «واحد منهم» وسط حلقة المرشحين أصحاب الفرص التي تبدو كلها مندفعة باتجاه الثورة بمن فيهم عمرو موسى الذي يحاول مجاراة المعارضين،
لكن شفيق هو الحذر المشوش تجاه الثورة، المتعاطف والعدواني، العسكري والمدني، رجل الدولة المقرب أحيانًا والمستبعد وعلى مسافة من النظام أحيانًا. إنه صورة التشوش والهذيان وتجمع الطاقات المعادية للثورة التي تراوغ في إعلان ذلك أو المتبعة منها وتصرخ من ذلك وتزعق بالشكوى تريد الاحتماء بسلطة قريبة مما تعرفه. سلطة تعيد العالم إلى ما كان عليه أو أقرب إلى ما كان عليه، لا مانع من بعض الحديث عن التطهير والتحديث ومواجهة الفساد مثلما كان يتحدث مبارك. المهم أن تتوقف هذه المغامرة المرعبة ويعود إليهم العالم الذي يعرفونه.
من "بين صورتي خالد سعيد وأحمد شفيق"
5 comments:
مش ح نشارك و خلى اللى ينجح يبقى ناجح باقلية لانها مش ح تفرق مين من الاستبنين فى النهاية ح يسقط و ياخد خازوق عمره لان ماحدش منهم بيعبر عن مصر و لا يسوى الدم و الارواح والعيون و لا قد مصر
اللى شارك فى الانتخابات
46% بس
و الوطنى و الاخوان اخدوا ربع اصوات اللى راحوا و عشرة فى المائة من اجمالى اصوات من يحق لهم التصويت...
مشكور
Thanks for it .. I hope the new Topic is always
Le succès .. J'espère que le nouvel écran est toujours
Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen
Post a Comment