يوحي هذا التعبير- الذي كان يحلو لعبد الوهاب المسيري أن يصف به نفسه في حواراته الأخيرة - أن إنتاجه الفكري كان من عينة محاولات متواضعة شائعة للتوفيق بين عناصر مختلفة بدلا من تحمل كلفة الانحياز لأحدها.
ولكني على العكس، أجده قبل كل شيء دالا على حسه المرح في التعبير عن موقفه المركب والمميز. انحيازاته الأخيرة واضحة في إنتاجه، ومما أحبه فيه أنه كان يتحلى ببساطة الانحياز وحراراته سواء في فكره أو حركته، ولكنه أيضا كمفكر أصيل ذي تجربة لا يمكنه إنكار تأثير كل جوانب التجربة على موقفه النهائي.
الهوية - كما يقول تيري إيجلتون- هي ما لا يمكننا أن نتخلى عنه. هذا إن صحت ذاكرتي لأني لم أستطع الرجوع الآن إلى مصدر قوله هذا.
المسيري أيضا كان كثيرا ما ينسى الإحالة للمراجع في كثيرا من أعماله الفكرية- أو يتجاهلها عمدا في رأي نقاده الأعنف- ويمكن أن نلومه على ذلك. ولكن المفاهيم الكثيرة التي اقتبسها من الفلسفة والفكر الغربيين، لا تمنع اعتقادي أنها في سياق أفكار المسيري كانت تنبض نبضا مختلفا، ربما بسبب أصالة همه الفكري، الذي لم ينفصل عن تجرية كشف عن جوانبها في سيرته الذاتية/ الموضوعية. وهي من أكثر السير التي قرأت إمتاعا وثراء.
التعبير عن هذا تحديدا كان طموح مقالي عن المسيري، الذي حاولت فيه أن أركز على التشابك ما بين التجربة الشخصية والإنتاج الفكري، وبين جوانب هذا الإنتاج الفكري المترابط والمتناغم. وأتمنى أن يكون خطوة تحضيرية للتعامل النقدي مع أفكار وأطروحاته.
المقال كتبته بعد وفاة المسيري مباشرة، كمشاركة في ملف عنه تعده مجلة "القافلة" السعودية. ولم ينشر بسبب سوء تفاهم حول المساحة المخصصة. ولكني أشكرهم على التعامل مع سوء التفاهم هذا بقدر فائق من الاحترام. وهو ما يندر تواجده في عالم الصحافة اليوم.
مرور عام على وفاة المسيري، قد يكون لحظة مناسبة لنشر المقال، وهو حجة أيضا لأعلن عن مدونتي الجديدة: أشغال عامة. والتي أجمع فيها كتاباتي الصحفية التي لا تشجعني طبيعتها على إضافتها هنا إلى ما بدا لي. كنت أود تأجيل ذلك حتى أستكمل إضافة أرشيف ما كتبته في صحف ومجلات أخرى قبل الشروق. ولكن يبدو أن ذلك بعيد الأمد، والله المستعان.
كما أني أتمنى أن تحقق هذه المدونة هدفها وأن أحظى بآرائكم وتعليقاتكم إن كان في محتواها ما يثير اهتمامكم، وبالطبع تصويباتكم ومراجعاتكم بخصوص ما لا يعجبكم.
أشعر الآن أن هذه التدوينة مثل: "كوهين ينعى ولده ويصلح ساعات"! ولكني كثيرا ما أستخدم هذه المدونة للدعاية لكل ما يبدو لي أن أنحاز إليه. وياء المتكلم في عنوان هذه المدونة هي بالطبع أكثر ما أنحاز إليه، لأن غير ذلك في الحقيقة لا يمكن أن يكون، وعلينا أن نتحلى ببساطة الاعتراف بهذا الانحياز البسيط المشروع الذي لا يمكن الفكاك منه.
ولكني على العكس، أجده قبل كل شيء دالا على حسه المرح في التعبير عن موقفه المركب والمميز. انحيازاته الأخيرة واضحة في إنتاجه، ومما أحبه فيه أنه كان يتحلى ببساطة الانحياز وحراراته سواء في فكره أو حركته، ولكنه أيضا كمفكر أصيل ذي تجربة لا يمكنه إنكار تأثير كل جوانب التجربة على موقفه النهائي.
الهوية - كما يقول تيري إيجلتون- هي ما لا يمكننا أن نتخلى عنه. هذا إن صحت ذاكرتي لأني لم أستطع الرجوع الآن إلى مصدر قوله هذا.
المسيري أيضا كان كثيرا ما ينسى الإحالة للمراجع في كثيرا من أعماله الفكرية- أو يتجاهلها عمدا في رأي نقاده الأعنف- ويمكن أن نلومه على ذلك. ولكن المفاهيم الكثيرة التي اقتبسها من الفلسفة والفكر الغربيين، لا تمنع اعتقادي أنها في سياق أفكار المسيري كانت تنبض نبضا مختلفا، ربما بسبب أصالة همه الفكري، الذي لم ينفصل عن تجرية كشف عن جوانبها في سيرته الذاتية/ الموضوعية. وهي من أكثر السير التي قرأت إمتاعا وثراء.
التعبير عن هذا تحديدا كان طموح مقالي عن المسيري، الذي حاولت فيه أن أركز على التشابك ما بين التجربة الشخصية والإنتاج الفكري، وبين جوانب هذا الإنتاج الفكري المترابط والمتناغم. وأتمنى أن يكون خطوة تحضيرية للتعامل النقدي مع أفكار وأطروحاته.
المقال كتبته بعد وفاة المسيري مباشرة، كمشاركة في ملف عنه تعده مجلة "القافلة" السعودية. ولم ينشر بسبب سوء تفاهم حول المساحة المخصصة. ولكني أشكرهم على التعامل مع سوء التفاهم هذا بقدر فائق من الاحترام. وهو ما يندر تواجده في عالم الصحافة اليوم.
مرور عام على وفاة المسيري، قد يكون لحظة مناسبة لنشر المقال، وهو حجة أيضا لأعلن عن مدونتي الجديدة: أشغال عامة. والتي أجمع فيها كتاباتي الصحفية التي لا تشجعني طبيعتها على إضافتها هنا إلى ما بدا لي. كنت أود تأجيل ذلك حتى أستكمل إضافة أرشيف ما كتبته في صحف ومجلات أخرى قبل الشروق. ولكن يبدو أن ذلك بعيد الأمد، والله المستعان.
كما أني أتمنى أن تحقق هذه المدونة هدفها وأن أحظى بآرائكم وتعليقاتكم إن كان في محتواها ما يثير اهتمامكم، وبالطبع تصويباتكم ومراجعاتكم بخصوص ما لا يعجبكم.
أشعر الآن أن هذه التدوينة مثل: "كوهين ينعى ولده ويصلح ساعات"! ولكني كثيرا ما أستخدم هذه المدونة للدعاية لكل ما يبدو لي أن أنحاز إليه. وياء المتكلم في عنوان هذه المدونة هي بالطبع أكثر ما أنحاز إليه، لأن غير ذلك في الحقيقة لا يمكن أن يكون، وعلينا أن نتحلى ببساطة الاعتراف بهذا الانحياز البسيط المشروع الذي لا يمكن الفكاك منه.
2 comments:
صدر الكتاب الجديد في نقد فكر المسيري وكشف حقيقته، "كشف الحجب الإعلامية عن حقيقة فكر المسيري في المسألة اليهودية"، وفيه انتقاد لمقولة المسيري "ماركسي على سنة الله ورسوله"، رابط تحميل الكتاب:
http://www.archive.org/download/KasfAlhujob/4.doc
الحب والرومانسية - موضة وأزياء ومكياج وتجميل - منتدى الرشاقة والتخسيس - نكت مصرية - صور - صور طريفة ومضحكة
- المنتدى السياحى
- السياحة فى مصر - السياحة الخارجية
- مصريين خارج مصر - منتدى الموبايل
- رسائل موبايل - عروض شبكات المحمول
- نغمات موبايل نغمات للجوال
- منتدى الكمبيوتر والانترنت - مشاكل وحلول الكمبيوتر والانترنت
- كتب مجانية - برامج
- منتدى الفوتوشوب - تعليم الفوتوشوب - منتدى البيع والشراء - فرص عمل وظائف خالية - منفذ بيع - طلبات شراء - سوق مصر - اصحاب المواقع - مدونين - منتدى تحسين نتائج البحث SEO - منتدى جوجل ادسنس - شركات الاستضافه - تبادل اعلانى وروابط - المال والاعمال - البورصة المصرية - منتدى سوق العملات Forex - موهوبين الغناء - موهوبين التمثيل والاخراج
فاتورة التليفون
Post a Comment