
بطلي المثالي .. فيروز كراوية
من كلمات عمر طاهر
وألحان شريف الوسيمي
أنتظر بشغف الجديد الذي ستقدمه فيروز في حفلها غدا في الساقية.
لكن حتى هؤلاء الذين لم يقتنعوا بهذه الفرضية خففوا من حدة النضال الديمقراطي. لذا أدار اليسار رأسه للجهة الأخرى عندما خرجت النساء بالآلاف في يوم المراه العالمى الاول بعد الثورة (مارس 1979) في مسيرة ضد اشتراط ارتداء الحجاب لدخول المكاتب الحكومية : فبعد كل شيء ما هؤلاء بالنسبة لهم إلا نساء "معطرات" مدللات من الضواحي الأغنى . كذلك صمت اليسار مرة أخرى بعد أشهر قليلة عندما نهب مجموعة من البلطجية مكاتب صحيفة أيانديجان اليومية، فهي صحيفة "ليبرالية" وبالتالي لا علاقة لنا بها. في خلال سنة تم كذلك إغلاق صحف تقدمية مثل بختار إيمروز، وفي النهاية تمت تصفية صحافة اليسار السرية ودخل المشهد الصحفي الإيراني في ظلام كامل لخمس عشرة سنة.
اعتبر اليسار أن الديمقراطية السياسية تنتمي للبرجوازية، و عصر "الثورات البرجوازية" في أحسن الأحوال ما هو إلا سلم يقود للاشتراكية. الحريات الشخصية مثل حرية التعبير مطالب "ليبرالية" يمكن تجاهلها أو تحملها –في الوقت الحاضر- ولكنها ليست على رأس أجندة الأولويات، وبالفعل استعمل لفظ "ليبرالي" للاستهجان، كأنه سُبة. أما الملالي "المناهضون للإمبريالية" فكانوا أفضل كثيرا بالنسبة لليسار ، وهكذا حفر اليسار قبره بيده جراء ذلك التصنيف
الديمقراطية والحريات السياسية، بما فيها الحريات الفردية، هي الهواء الذي يتنفسه اليسار ‘‘
لا ينقص الكلمات السابقة لكي تكون معاصرة جدا إلا فتح قوس بعد اليسار الشعبوي في أول جملة ليضم أيضا معظم التيارات القومية والإسلامية ونخبها التي تزدري الآن احتجاجات الشباب الإيرانيين من الطبقة الوسطى والمدن، لأنها لا تنتمي لحركة جموع الفقراء في الريف والأقاليم ولأنها في مواجهة أحمدي نجاد المقاوم الشرس للغرب وأمريكا.
توجيه اللوم تحديدا لبعض فصائل اليسار يرجع إلى أن هذه الملاحظة كتبها - كنوع من المراجعة ذاتية - مهدي كيا، الكاتب والناشط اليساري الإيراني، عام 1999 في مقال بعنوان "دروس من الثورة الإيرانية"، وترجمته مريم النقر ونشر في العدد الخامس لـ"البوصلة" تحت عنوان "ثمانية دروس لليسار من الثورة الإيرانية".
لنتمهل ونتأمل المشهد في إيران
في الشأن الإيرانى، قد ينسى الكثيرون من اليساريين والتقدميين والوطنيين التقليديين الحقائق القديمة والبسيطة عن معنى أن تمضي حياتك تحت حكم الإسلاميين، لأنهم لم بدركوا أبدا تبعات أن تولد وتشب تحت نير حكم كهذا.
فى ظل حكم تلك النظم تكف كأحد أبناء الطبقة الوسطى من تلقاء نفسك عن تذكر فسادها، لأنك تناضل يوميا فى مواجهتها من أجل لون لباسك أو طول شعرك أو شكل حجابك أو نوع الموسيقى التي تهواها.
تفاصيل الحياة اليومية بطعم القهر والوصاية. شوارع شمال طهران نظيفة وآمنة ولكنها آمنه ضد الجميع . المجال العام مغلق إلا فى ستاد آزاد الدولي الممنوع على النساء دخوله قانونا، والمتنفس إن وجد - وقطعا هو لفئات بعينها- لا يتعدى الحفلات الصاخبة داخل المنازل لأبناء الطبقة الوسطى، وأحيانا لا تكتمل إلا برشوة منتسبى الحرس الثورى الإيرانى كي لا يقتحموا المكان بحجة اختلاط الجنسين فى خلوات غير شرعية عقوبتها تتفاوت بين الغرامة والجلد والسجن.
الطبقة العاملة في إيران تعيش وحيدة وتموت وحيدة وتبعث وحيدة. وما تلاقيه من قهر تجاوز حتى حدود معرفته.
منذ عام ونصف نظم عمال النقل العام فى إيران إضرابا استمر أسبوعين، رفعوا خلاله شعارات مستجدية من نوع: انصفونا فنحن أبناء الثورة الاسلامية أيضا، ومن نوع اشفع لنا يا خمينى من الآخرة. ثم أعدم ثلاثة من قادة الاضراب!
ترى هل يتذكر أحد ؟ عفوا! هل عرف أحد ؟
هل يعلم الكثيرون أن رواتب العاملين فى جهاز الدولة فى إيران أضعاف أقرانهم فى القطاع الخاص . هل تناسى البعض أن إيران بلد بترولي سخي الانتاج شأنه شأن السعودية، وأن المنتسب للجهاز الحكومي فى بلد بترولي "مؤمَّم البترول"، هو من فئة الناجين من عذاب الدنيا فى بلد نامٍ .
هولاء هم من يدعمون أحمدي نجاد باللباس المدني و المسدسات والرصاص الحي فى الشارع، كما دعموا شاه إيران بنفس العنف من قبل، قلة محظوظة وفية لنظام يرفعها ماديا وحياتيا بما لا بقاس بعموم الناس. نفس القلة القادرة - ولكن بدون مرتبات مجزية هنا - على تعبئة الريفيين البسطاء بخمسين جنيها مقسومة نصفين أو بوجبة أو فرصة عمل موعودة فى المجالس البلدية . تلك هى الآلية فى إيران، وشدة شبهها بمصر هو ما يجعلنا نتأمل ما يدور هناك، فهى الدولة الكبيرة الاخرى فى الشرق الاوسط.
اختزال الأمر فى مظاهرات ناتجة عن دعاوى تزوير فى انتخابات رئاسية بين عدة مرشحين هو بلاهة مقصودة.
فموسوي أو ما يسمى بالإصلاحيين فى إيران يرتجفون خوفا من إحكام سيطرة المركب العسكرى " الحرس الثورى والباسيج " على منظومة السلطة الايرانية. يرتجفون لأن العسكر قد يقدموهم كبش فداء فى سلسلة مسرحيات ضرب الفساد والمفسدين فى مصالحة مع قطاعات من الجماهير باسم قطع أيدى سارقى قوت الشعب، وهم كذلك بالفعل.
هولاء العسكر يريدونه حكما كالذى تعلمونه جميعا تعلمونه جيدا وبدون أى هوامش حركة من تلك التى سئمنا حتى كراهيتها فى مصر.
الذين يقتلون فى الشوارع أخذوا مسألة التزوير ضد موسوي مطية، الأمر تخطى موسوي الذى طالب قبل أيام مؤيديه بعدم المشاركة فى المظاهرات، فنزل مئات الآلاف بعد ساعتين! الإيرانيون ببساطة منفجرون والسلطة الاسلامية الجهول أكثر غباء وغرورا من أن تقدم تنازلات، وسوف تراهن على الوقت.
العجيب أن بعض ممن يخشون وصول التيار الإسلامي للسلطة فى مصر يؤيدون أكثر تياراته رجعية داخل مركب السلطة فى إيران، ولم لا ماداموا هناك يصحنون كفوفهم ويخرجون لسانهم للولايات المتحدة، وسحقا للشعب الإيرانى فله رب يحميه، وليعانى هو الآخر فلماذا ننفرد نحن بالمعاناة!
من ينظر لتطور الاحداث بروح المتابع لمناكفة انتخابية عليه أن يتمهل . من يرى أحمدى نجاد رئيسا منتخبا وأن انصار موسوى يريدونها ثورة برتقالية على غرار أوكرانيا فليضحى بالقليل من وقته على ويكيبيديا، ليتعرف على المعلومات الأساسية عن نظام الحكم فى إيران.
ومن يتناسى أو يتنطع فليتذكر 40 ألف حكم بالاعدام على مناضلين يساريين ومثقفين تقدميين، فليتذكر أن احمدى نجاد ومير حسين موسوي كلاهما- وهما فى ريعان شباب سلطتهما- عطلوا الدراسة بالجامعات الإيرانية 4 سنوات من عام 1980 الى 1984، حتى لا تتسرب إليها عناصر غير اسلامية، فلنقرأ ونتأمل و نتمهل حينها قد نتفاعل.
منطق الإمبراطوريةشريف يونس
وجه أوباما خطابا سياسيا مهما، يتناول الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية المقبلة فى "الشرق الأوسط الكبير" وأشياء أخرى، إلى كيان عام هلامى يسمى المسلمون، أو سكان البلدان الإسلامية. لماذا يتجه رئيس أقوى دولة فى العالم لإلقاء خطاب "علاقات عامة"، كما أسماه البعض، غير موجه لرئيس الدولة المصرية، ولا لمجموع الرؤساء العرب، أو رؤساء "الدول ذات الأغلبية المسلمة"- بتعبير أوباما، ولا لمؤسسات إسلامية بعينها؟ ولماذا قوبل هذا "التخطى" بارتياح وسُمح به أصلا؟
هذا حدث لا يمكن فهمه بغير وضع مجموعة من الاعتبارات الخاصة بالمنطقة ووجود الولايات المتحدة فيها، فى العراق وغير العراق. أهمها أن ما يُعرف بالإرهاب الإسلامى لم يكن بمبادرة من حكومات فى المنطقة، بل من بعض سكانها. وأن أعمالهم لقيت نوعا من الاستحسان، ولو المتحفظ أو المشروط، من قبل قطاعات واسعة، كضربة موجهة للولايات المتحدة، راعية إسرائيل. من وجهة نظر أمريكية، هذه الظاهرة لا يمكن مواجهتها بمجرد الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لبعض النظم الحاكمة فى المنطقة مقابل تعاونها. بعبارة أخرى.. لقد دخل الرأى العام فى المنطقة بقوة إلى ساحة السياسة الأمريكية، وبالتالى أصبح قوة يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل معها.
منطق بوش فى المواجهة لم يكن سوى منطق المنتصر فى الحرب الباردة، الذى يعيب على غيره من التيارات السياسية فى الولايات المتحدة عدم اقتناص الفرصة وترسيخ سيطرة أمريكية عالمية. وأتت أحداث 11 سبتمبر لتقدم له تحديا وفرصة فى نفس الوقت لتجربة هذا النهج. غير أن التحدى كان أكبر من منطقه الدولتى (غير الإمبراطورى، وسنرى الفرق لاحقا). فكما ذكرنا، لم يأت التحدى من الحكومات، حتى يمكن قهرها. بحثا عن حكومة، وجد بوش فى عراق صدام نموذجا صالحا، فنهشها نهشة قاتلة. ولكن التحدى لم يأت أساسا من الحكومات، وهكذا واجه بوش، مرة أخرى، بعد "انتصاره"، جماعات مسلحة وراءها رأى عام ساخط يحميها، ويستحيل تحطيمها تحطيما تاما، وتنتهز دول مختلفة الفرص لزيادة مشاكل الولايات المتحدة بتدعيمها. باختصار أصبح الرأى العام فى المنطقة قوة على درجة من الاستقلال، بما اجتذب أطرافا مختلفة سعت لاستعماله فى الصراعات الدولية (مثلا جهود الدولة المصرية فى إثارة قضية الرسام الدانمركى بعد نشر الرسوم بستة شهور كهجوم مضاد على الضغوط الغربية).
أدركته الإدارة "البوشية" قضية صعود الرأى العام الساخط بقوة بعد أن استمرت مصاعبها بعد تحطيم حكومتى طالبان وصدام، ولكن استجابتها كانت الضغط على الحكومات المعنية لإفساح مجال للرأى العام والمعارضة، لامتصاص السخط. ولكن الصيغة التى تم بها "دفع" قضية الديمقراطية انطوت على تحدٍ للنخب الحاكمة المحلية، ولم تثر أى تعاطف واسع فى المنطقة. فقد بدت الديمقراطية فى التصور "البوشى" كمجرد مصلحة أمريكية خاصة لا تعنيها بأية درجة مصالح الشعوب نفسها. وبالتالى أثارت عداء النظم المحافظة فى المنطقة، وأتاحت لكل القوى المعادية النفخ فى العداء للولايات المتحدة، ليس فى المنطقة فحسب، بل فى كثير من أنحاء العالم الأخرى.
سياسة أوباما بنت تحالف مختلف فى المجتمع الأمريكى، جاء به إلى السلطة. وبالتالى كان من الطبيعى أن يأتى خطابه متحررا من الافتراضات البوشية، وجديدا بشكل نوعى (دون أن يعنى هذا أنه لم يستفد من انتصارات بوش). النقطة الجوهرية هى أن خطاب أوباما خطاب إمبراطورى، بالمعنى العميق للكلمة. الإمبراطورية تختلف جوهريا عن الدولة القومية، فهى تقوم وتستمر وتقوى على مراعاة واحترام التوازنات المحلية، والتصرف كنوع من الحكم المقبول فى النزاعات. كل إمبراطورية تقوم على مجموعة رئيسية من السكان (الأموية على عرب الجزيرة العربية، العباسية على الفرس فالترك، مثلا)، ولكنها لا تحكم بغير تعاون المجموعات السكانية الأخرى، ونخبها المحلية. لهذا السبب تقبلت الحكومة المصرية، وغيرها من الحكومات التى خاطب أوباما شعوبها مباشرة هذا "التخطى" لها، بغير أن تشعر بأنه يمثل أى اعتداء على سيادتها. فالإمبراطورية المطروحة توافقية.
ولكن لماذا حظى الخطاب الجديد أيضا بالقبول على نطاق واسع من الجمهور نفسه، المستهدف الأساسى به؟ ببساطة لأن السياسة "البوشية" جعلت الناس يشعرون، وبعضهم يدركون، أنه لا يوجد حتى الآن أى حل خارج الإمبراطورية، فالعولمة تفرضها فرضا، والعولمة ليست اختيارا، بل واقع، وبالتالى الحل المتاح هو ممارسة الصراع من داخل منطق الإمبراطورية، وبهدف تعديل توازنات القوى داخلها.
لا أدل على ذلك من أن الرؤى المختلفة فى المنطقة دخلت بدورها فى طريق مسدود فى الحقبة "البوشية". الراديكاليون، سواء بشعارات إسلامية أو قومية، كانوا يروجون صراحة أو ضمنا لهدف خيالى، هو "مواجهة" أو "مقاومة" تفضى إلى "تحرير فلسطين من النهر للبحر"، معتمدين على ما تثيره سياسات بوش من ميل قوى إلى التقوقع والدفاع عن النفس بأى طريقة كانت. ولهذا فإنهم يميلون بشكل طبيعى إلى التقليل من شأن خطاب أوباما. فالاعتماد متبادل بينهم وبين "البوشية"، بمعنى أن كلاهما تعتمد مصداقيته على وجود الآخر كعدو. أما منطق الحل الوسط مع إسرائيل، أو طريق السلام، فلا مصداقية له فى الحالة "البوشية"، التى يفتقر العرب فيها إلى أى تحالف يستطيع أن يضغط على إسرائيل.
طريق "الديمقراطية" فى بلدان المنطقة، ليس أقل انسدادا. فالشعار ترفعه قوى تنادى بـ"ديمقراطية فى حدود الشريعة"، أو "ديمقراطية فى حدود الخط السياسى القومى"، أو "ديمقراطية بلا إسلاميين". والدعاة الإسلاميون متحمسون لتوطيد "سيادة إسلامية" خالية من أى محتوى: عرقلة بناء وترميم الكنائس، ورفض حق البهائيين فى أبسط حقوق المواطنة، والإصرار على رفض حرية العقيدة الفردية وحرية الإبداع، أى خليط من "ديمقراطيات" سلطوية بطبيعتها. أما حدود "أزهى عصور الديمقراطية" فى ظل النظام الحاكم فمعروفة للجميع. باختصار، ليس صحيحا أن الحلول متوافرة ولا ينقصها إلا أن تبتعد عنا الولايات المتحدة، وبالتالى المجال مفتوح بطبيعته ذاتها .
على خلفية الإفلاس العام (الذى يطول أيضا السياسة الإسرائيلية، ولكن المجال لا يتسع لشرحه) طرح أوباما اقتراحه الإمبراطورى تحت عنوان الإنسانية، أو ما أسماه "عقيدة الإيمان بالآخرين"، ومطالبة ببدء صفحة جديدة بناء عليها. ومن هنا الطابع المتوازن العام للخطاب. غير أن ما يعنينا هنا أنه بصرف النظر عن الاختلاف مع سياسة أو أكثر من السياسات التى جاءت فى الخطاب، وبعض حججه، فإن المبادئ العامة التى بُنى عليها الخطاب تبدو الأنسب والأجدر بالتشجيع، لأنه يمكن معارضة ما يتم الاختلاف عليه فى خطاب أوباما بناء على نفس المبادئ التى وردت فيه: الشراكة والبحث عن أرضية مشتركة، الحرية الدينية والتسامح واحترام حقوق الأقليات، تحالف الحضارات، قبول التعددية السياسية، رفض التعذيب وقتل المدنيين، حقوق المرأة وحريتها الدينية.
وعلى سبيل "العربون"، قدم أوباما اعترافا بأخطاء الولايات المتحدة فى المنطقة، منها المسئولية عن الانقلاب ضد مصدق فى إيران فى 1951، والتعامل مع المنطقة كمجرد مخزن للبترول، وغزو العراق "الاختيارى"، والمعتقلات والتعذيب، وترويج صورة نمطية للإسلام كمرادف للإرهاب. كما قدَّم بعض الوعود، مثل عدم الإبقاء على قواعد عسكرية أمريكية فى العراق أو أفغانستان، أو المساعدة على مسارات التنمية الاقتصادية. وفى هذا السياق استطاع الجمهور أن يتخلى عن التعصب العربى الدفاعى، بتقبل، ولو دون قبول كامل، إدانة مذابح دارفور، أو صواريخ حماس، أو الإشارة إلى الأقباط. باختصار، نجح أوباما فى تقديم خطاب يبدو موجها لفئة دينية (المسلمين)، ولكنه يتضمن قيم الحداثة ويسعى لفك توترات هذه الفئة مع الغرب وفى المنطقة، وفى منافسة الخطاب القومى والدينى على قلوبها وعقولها.
ما لم يكن المرء يجرى وراء وهم نهاية الولايات المتحدة كالقوة العالمية الأكثر تأثيرا فى المنطقة، أو يتخيل أننا على وشك أن نرى عالما يخلو من التباين الشاسع بين قواه، يبدو أن رفض هذه الأسس والمبادئ، وهذا السعى لاستخراج جمهور المسلمين من الجب القومى/ الدينى، مجرد دفاع من جانب قوى منتهية الصلاحية تاريخيا، ورفض لصعود رؤى عربية جديدة قادرة على الاشتباك الإيجابى مع رؤية أوباما الإمبراطورية واستثمارها لصالح شعوب المنطقة وحل قضاياها.