19 November 2008

الشرطة والجنس والجريمة



هناك بالتأكيد سوء تفاهم كبير يقف وراء "النشاط الجنسي" المتصاعد مؤخرا للشرطة المصرية. ويبدو أن المتسبب فيه هم من طالبوا الشرطة ببذل المزيد من الجهد لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي، ومن ظلوا يرددون أن مدونين ونشطاء هم الذين اخترقوا حالة الصمت تجاه هذه الظاهرة وكشفوها على الإنترنت وتناقشوا حولها قبل أن تتحرك وسائل الإعلام.
الشرطة فهمت أن المطلوب هو حصار النشاط الجنسي للمصريين، ونظرا لصعوبة هذه المهمة فإنهم استعانوا بنفس التقنية المبهرة: الإنترنت، تلك الساحة التي تنكشف فيها الظواهر الخفية.
وفي الغالب قضى ضباط ساهرون لحماية الشعب والوطن، وقتا طيبا ولذيذا في تصفح المنتديات وساحات الدردشة التي يمرح فيها الأشقياء، وشاهدوا كما لا بأس به من الفيديوهات المثيرة للشكوك قبل أن يخرجوا بقضايا خطيرة وتهم كل مصري: القضية التي عرفت بـ"تبادل الزوجات"، وقضية فيديو النجم الكبير سعد الصغير والراقصة قليلة الحياء في فرح شعبي.
أما عن قضية "تبادل الزوجات"، التي يذكرني اسمها بتبادل الطوابع، فلا أظن أنها تهمني بأي حال أوتهم الكثيرين ممن يشاركونني الميكروباص على خط إمبابة- الجيزة، الذين تتلخص مشكلتهم يا حضرات في أن الميكروباص بعد أن يقسم الرحلة إلى رحلتين أو ثلاث، كل واحدة مقابل أجرة كاملة، يرفض في النهاية أن يتخطى نفق إمبابة ليصل إلى محطته النهائية عند كشري أبو مداح، فيما عرف بظاهرة "إمبابة أول النفق"، التي تنتشر بلا رادع.
وإن كانت الشرطة لا تفضل العمل على الانضباط في مثل هذه المجالات ثقيلة الظل، وتفضل مطاردة المتبادلين في أوكارهم، فأنا أفضل أن تبدأ بمطاردة هواة تبادل الطوابع. على الأقل هؤلاء المدللون لا يزالون يثيرون حنقي منذ أن كنت طفلا أراهم يتبادول الزيارات بصناديق وأكياس الطوابع ويجلسون في خشوع يتأملونها ويتبادلونها بينما كان يجبرني أبي على قضاء الإجازة الصيفية أتعلم الكاراتيه. ولأنه حقا يجب ردع هؤلاء، بعيدا عن الحساسيات الشخصية، لأن طوابع الدول ليست لعبة، الحكومات تطبعها لغرض محدد وهو اللصق على الرسائل البريدية وليس للعب والكلام الفارغ.
وأما عن كليب سعد الصغير، فأعتقد أنها خطوة غير محسوبة من جهاز الشرطة. قد تبدو لهم خطوة تجاه معين لا ينضب من فيديوهات القضايا الجاهزة لمطربين وراقصات من المحتمل أن يكونوا قريبا نجوما للغناء الشعبي أو نجمات للاستعراض، وهو ما يعني مساحات كبيرة في الصحف تنقل أسماء السادة الضباط من صفحة الحوادث إلى الصفحات الأولى. يكفي فقط أن تبحث عن "فرح شعبي" في أي محرك بحث أو موقع تحميل لملفات الفيديو لتعرف ما أعنيه. ولكن في المقابل قد يغري ذلك البعض ليطالبوا الشرطة بضبط الجناة متلبسين، وهو ما يعني اضطرارهم إلى مداهمة الأفراح الشعبية في أحراش العشوائيات ومنازلة الشعب المصري على أرضه وبين جمهوره.
الأفراح الشعبية، مثل تلك التي يغني فيها سعد في الفيديو القضية، هي مناسبات يستغلها قطاع كبير من السكان الأصليين لمصر لتكون فرصتهم للتمتع بليلة من المجون والانفلات، بالإضافة للخمور والمخدرات المجانية التي يوزعها أهل الخير والكرم، لذا فهم ليسوا بحاجة لعراقي كردي يهودي ليغويهم على منتدى إلكتروني.
هناك بروتوكول غير مكتوب بين الشرطة وسكان الأحياء الشعبية أن صوان الفرح منطقة حرة، يتم التغاضي عن كل ما داخلها بدءا من إغلاق الشارع تماما وسرقة الكهرباء إلى التبادل العلني للمخدرات والخمور المغشوشة، مرورا بكلمات الأغاني وحركات الراقصة والمطرب. وتجاهل هذا البروتوكول لم يحدث أبدا من قبل الشرطة التي تعرف جيدا العواقب، ولكن ما حدث هو أن تطورات أخيرة تسببت في سوء تفاهم آخر. فمن جهة نقلت كاميرات الموبايل الأمر إلى المواطنين الجدد الذين يظنون أن الأفراح الشعبية هي التي يغني فيها حكيم، فأصيبوا بالصدمة. ويبدو أن ذلك حدث أيضا للضباط حديثي التخرج الذين يقضون يومهم في النقر على الكيبورد وعلى رأسهم الهيد فون، والذين اكتشفوا الفيديوهات على اليوتيوب.
سوء التفاهم يحدث أيضا من تغير الخريطة العمرانية للمناطق الشعبية. وهو ما حدث في "أرض الجمعية"، موطني الأصلي والحالي، والموطن المختلط لأغلبية من البرجوازية الصغيرة الصاعدة من أبناء إمبابة وأقلية من السكان الأصليين.
كانت المرة الأولى التي يقام فيها "فرح شعبي" في أرض الجمعية، وحدث ذلك في شارعنا، لأفتح النافذة ذات ليلة، لأجد الشارع وقد أغلق من الجانبين وامتلأ بطاولات مستديرة يجلس حولها المدعوون وأمامهم زجاجات البيرة وأنواع أخرى من الخمور لم تسعفني ثقافتي لأعرف اسمها، وأكوام من سجائر لا يحتمل إلا أن تكون سجائر حشيش وبانجو، وكان هناك أيضا أكواب غامضة يضع فيها المدعوون أنوفهم، علمت فيما بعد أنها أكواب حشيش. وفي أحد طرفي المساحة المحررة من الشارع كان مسرح كبير عليه فرقة موسيقية ومطرب يرتدي بدلة حمراء وراقصة من الوزن الثقيل.
كان فرح ابن أحد الفاكهانية، وكان ذلك مثيرا لفزع أهل الشارع الذين يستعد أولادهم للامتحانات الجامعية،. كان عندي صباحا امتحان في تصميم المنشآت المعدنية، وهو ما كان أحد أسباب حنقي وتوتر مزاجي تلك الليلة، فتشاورت مع أبي في أن نقوم بإبلاغ الشرطة، على الأقل ليجبروهم على إنهاء الفرح مبكرا بدلا من الاستمرار حتى الصباح.
وكإمبابي أصيل يعرف مدى عدم لياقة إفساد فرح أحد الجيران، مهما انتمى لحيز حضاري مختلف، فإن أبي أجرى اتصالاته ليعرف من هم أصحاب الفرح وليتشاور مع أهل الرأي من باقي جيراننا. ولكن كان بعضهم قد سبقنا بالفعل وأبلغ الشرطة. وجاءت الشرطة وحصل لنا الشرف. وقف الضابط ممتقعا عند أول الشارع، واستقبله المطرب ذو البدلة الحمراء بتحية حارة، وشكر جهاز الشرطة وسرد عددا من أسماء العمداء واللواءات، وختمهم باسم الباشمهندس إسماعيل هلال وكيل أول وزارة الكهرباء ونائب مجلس الشعب عن إمبابة، الذي يسكن أيضا في أرض الجمعية وفي شارع متقاطع مع شارعنا، وشكره على توفيره الكهرباء لهذه الليلة الحلوة.
كان ذلك تعارفا سريعا، عرف عندها الضابط حدوده جيدا واستمر واقفا يفكروبجواره بضعة أفراد أمن يتمنون لو كانوا داخل هذا الفرح، بينما يتطلع العديد من أهل الشارع إليه من البلكونات ينتظرون ماذا سيفعل.
أنقذه رجل من أهل الفرح، وذهب إليه مسرعا يدعوه للجلوس. ولكن بعد محادثة قصيرة بينهما حدثت صفقة، على إثرها قام الرجل بتسليم الضابط صندوقا من البيرة، أمر الضابط رجاله بكسر كل زجاجاته على جانب الطريق قبل أن يشير بإصبعه إلى ساعته مخاطبا المطرب فوق المسرح وهو يبتسم ابتسامة عشم. وعلى الفور قطع المطرب أغنيته صائحا "أوام أوام يا سعادة الباشا، مسافة السكة" وضحك ضحكة ساخرة وطلب من الفرقة " أحلى سلام لكل باشوات أرض الجمعية وإمبابة ومديرية أمن الجيزة يا جدع إنت" وعزفت الفرقة اللحن الشهير للفنان شعبان عبد الرحيم "ما بخافش وإنت عارف، أنا أقدر أعمل إيه!".


-العنوان لاعلاقة له بكتاب"النفس والجنس والجريمة"، ولكنه مجرد عنوان "شعبوي" مناسب للتدوينة، ولضرورات الحملة الانتخابية في مسابقة "البوبز" للمدونات.
- والصورة بالطبع لشعبان عبد الرحيم، الذي لا علاقة له بأي مشكلات مع الشرطة أو الجنس أو الجريمة.. حتى الآن.

15 comments:

م/ الحسيني لزومي said...

من اجل مصر
شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية وادعو غيرك
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي
اذا كنت ترغب في وضعه علي مدونتك ارسل ميلك كي ارسل لك كود البنر
ارجو المعذرة للدخول بلا مقدمات لأني ادخل علي مئات المدونات يوميا

الست نعامة said...

تصحيح ضغير، أغنية شعبان عبد الرحيم هى: مبخافش وانت عارف أنا ممكن أعمل إيه.

وشكرا

السهروردى said...

تصدق إن ده أول تعليق أعلقه عندك
ويمكن آخر تعليق
وأنا داخل عشان أقولك
مالكش دعوة بهواة جمع الطوابع عشان أنا منهم
رغم إنها هواية سريّة جداً محدش يعرف بأمرها بعد ولا حتى زنجى اللى بطبيعة الحال مش حيعرف إلا لو أنت بلغته بعد تعليقى
ثانياً: أنا مجهز ""النيجاتيف"" وأى حاجة تعوزها على أتمة الإستعداد وأخدت رقم تليفونك من زنجى وحأتصل بيك عشان نحدد المكان والزمان
وعلى رأى المثل: سلمنى نضيف أسلمك نضيف
هيهع هع هع هع هييع

زمان الوصل said...

طيب إزّاى تتدخّل الشرطه فى موضوع تقسيم المسافات و البعض يهمس فى الخفاء أن من ملاّك هذه الميكروباظات صبّاط شرطه !! الداخليه مش هتعض فى بعضيها بردو .. و الركّاب يولعوا مش كفايه عليهم التكتك كمان عاوزين يتدخّلوا فى أرزاق السوّاقين !!

العتب بردو على الموجه الجديده فى افلام السينما اللىّ مش بتصوّر الفرح الشعبى كما كان يتم تصويره فى افلام التمانينات التى سميّت زورا و بهتانا افلام المقاولات .. طيب على الاقل كانت بتلقى صوره واقعيه شويه للافراح الشعبيه مش يطلع لك الواد السيس مصطفى قمر" يغنى فى الفرح و هو بكتيره" يطلع ينقّط من سكات !!

ألِف said...

"فمن جهة نقلت كاميرات الموبايل الأمر إلى المواطنين الجدد الذين يظنون أن الأفراح الشعبية هي التي يغني فيها حكيم، فأصيبوا بالصدمة"

بيقول لك "مصر مش كدا"

arabesque said...

"وهو ما يعني اضطرارهم إلى مداهمة الأفراح الشعبية في أحراش العشوائيات ومنازلة الشعب المصري على أرضه وبين جمهوره".


جامدة جدا :D

قلم جاف said...

الناس كلها تعرف ما يحدث في الأفراح الشعبية ، المشكلة إن فيه ناس كتير مش مصدقين .. أو عايشين في الصورة الملائكية من بتاعة "ابن البلد" و "شهامة ولاد البلد" و "جدعنة ولاد البلد".. بل ويذهب به الخيال العبيط إلى القول بأن هؤلاء الناس "مبيتكلموش لغة"..

الملائكية دي ممكن ترجع لأمرين: الأولاني كون صناع الدراما من مناطق شعبية ، و/أو كون المنتجين عايزين يجاملوا الشريحة دي من المجتمع طمعاً في قوتها الشرائية اللي سندت الصناعة السينمائية في التمانينيات على سبيل المثال (ونفاق الطبقات الأضعف في المجتمع تقليد درامي قديم) .. والأمر الثاني هو إن ما يقدم بيتقدم في السينما والتليفزيون حيث الرقابة .. وحيث العرف اللي يخلي حاجات كتير في الحقيقة مش مقبول استخدامها في الدراما على الأقل في مصر.. مايقدرش أي مؤلف يجيب اتنين في أي عمل فني بيهزروا بشتيمة الأم والدين زي ما بيحصل في الحقيقة..

صدمة الكليب كانت مهمة علشان الناس تفصل ما بين ما تعرفه ، وما جعلتهم الميديا تعرفه.. دة دليل على إننا بنصدق التمثيليات أكثر من الواقع ، وبنجري من غير وعي وراء السخف اللي بيتقال في كتب الفلسفة الرابسوماتيكية اللي بيستخف بالحواس وقدرتها على الإدراك أو على توصيل بيانات "خام" للمخ كي يدرك بها..عذراً للإطالة..

Lasto-adri *Blue* said...

إحم.. إضافة
هو هذا بالضبط ما يحدث فى الأفراح الشعبية والريفية أيضا!
ولا يخفى الأمر على الأفراح الطبقة الغير كادحة من المواطنين أيضا
:D
هو تقريبا كل مصر.. شيل منهم الناس اللى حالتنا

غادة الكاميليا said...

تصدق ده كان حاصل فعلا تحت شباك أوضتى ولأنى كنت بدأت أتعصب بشكل غير طبيعي فنزلت للسيد والدي طبعا أقوله يخرج يكتم(البجر) دول بس للأسف أبويا راجل ميحبش المشاكل و دبلوماسي خالص
قالي بمنتهى العفوية قبل مايتنرفز عليّ أنا مش على اصحاب الفرح
حطى مخدتك فوق راسك وانتى تنامى
هىهىهى
مع العلم انى فعلا حاولت ده ومنفعش
أبويا بقى هقوله ايه

عمرو عزت said...

شكرا يا ست نعامة على التصحيح
لكن اللحن يحتمل اللفظين، وأنت ست العارفين إن الفن الشعبي فيه روايات

السهروردي
أنا لم أقرب هواة جمع الطوابع، هؤلاء الذين يكتفون بتأمل الطوابع في غرفهم أنا لم أرهم، ولكن تحدثت عن هواة التبادل
إوعى تكون بتتبادل؟

ثم نيجاتيف إيه؟

عمرو عزت said...

زمان الوصل:

صحيح، الأنباء عن اتجاه الضباط وأمناء الشرطة للاستثمار في الميكروباص ترردد في الأنحاء
أود أن أتمكن يوما من التحقق من ذلك والكتابة عنه.
ولكن أخشى أن يؤدي ذلك إلى نتيجة معاكسة، تقتل في الناس أي أمل في محاولة الضغط على السائقين. ساعتها سيكون عليهم أن يخوضوا معركتهم مع الباشاوات.


أما الأفراح الشعبية الحديثة، فنجد صورتها الصادقة إما في أفلام المقاولات التي تستغل هذه الصورة تجاريا، وإما في أفلام فنانين كبار مثل داود عبد السيد -مواطن ومخبر وحرامي - أو رضوان الكاشف في الساحر.
في فيلم الساحر خصوصا، هناك مشهد محمل بالدلالات، مخبر في القسم يقيم فرحا شعبيا - بكل معاني الكلمة- لابنه السلفي، الذي لم ينجح إلا في إقناع أبيه بمنع صعود الراقصة البدينة إلى المسرح حيث الكوشة. المخبر يقنع محمود عبد العزيز بالتنكر في زي ضابط برتبة كبيرة وحضور الفرح ليتباهي وسط المعازيم، ويمنع رفاق ابنه من إفساد الفرح. محمود عبدالعزيز يندمج ويأمر بصعود الراقصة للمسرح ويرقص معها وهو ما يتسبب في غضب الابن ورفاقه ونشوب مشاجرة تتدخل عندها الشرطة.
في الواقع، كما في الفيلم، لم تتدخل الشرطة لضبط أي شيء في أحراش العشوائيات إلا عندما اضطرت لمواجهة الجماعات الإسلامية داخلها. أما الأفراح فلا زالت منطقة حرة محررة.

ألف
مصر لا كده ولا كده، مصر كل ده
(تنفع أغنية)
ولكن يحضرني رد الرفيق عمرو عبد الرحمن، عجل الله رده من لندن بعد حصوله على الدكتوراة في الفلسفة السياسية، عندما حكيت له عن تذمري من إقامة فرح شعبي في شارعنا: "الطبقة الوسطى دي عندها نزوع لاحتكار البلد لنفسها، باعتبارها طبقة أبناء البلد الحقيقيين المحترمين، وباعتبار البلد مشروع يجب أن يكون كما يتصورونه
"

عمرو عزت said...

قلم جاف

حاولت أفهم قصدك إيه بالفلسفة الرابسو ماتيكية، بس ما عرفتش ؟
ماخأخدناهاش دي
:)

لكن معك في إن محاولة التعامل مع الواقع من خلال الدراما، فيه مجازفة أن صورة الواقع في الدراما مشوهة، ليس لأغراض فنية مثلا، لكن بسبب الرقابة.
مثلا لو حاول باحث أن يرى مصر خلال الخمس سنوات سنة الأخيرة في الأفلام والمسلسلاتـ سيخلص إلى أن هناك أقلية من النساء بدأت ترتدي غطاء الرأس !

لست أدري
هناك مقولة كلاسيكية أن الطبقة الوسطى هي الطبقة الأكثر "أخلاقية" ومحافظة.
يقال ذلك للمدح و الذم بحسب وجهة النظر

غادة الكاميليا
بعد رحيل الضابط، أنا كمان حطيت الهبد فون على دماغي وحاولت أكمل مذاكرة

Anonymous said...

ازاي مخدتش بالي من التدوينة دي قبل كده؟

الغريب اني وانا باقرا السطور الاولى بدأ يتكون في ذهني تعليق احكي فيه عن تجربة مماثلة تماما لما قرأته في بقية سطورك. واندهشت من تطابقها مع ما حدث لك

كنا نسكن شارع سكة الوايلي حتى اواخر التسعينات. وكانت الافراح الشعبية تحتل شارعنا باكمله في صوان كبير. وكانت السمة المميزة لهذه الافراح هي شخص يمسك بطبلة كبيرة يضربها في ايقاع رتيب ومستمر لا يتغير حتى مع تغير الاغنية. تشعر ان دوره نفس دور قارع الطبل في الحروب. مجرد ظبط ايقاع الفرقة. ومع ذلك فصوت طبلته يغطي على الفرقة. ولكن لا يستطيع ابدا ان يغطي على صوت المطرب الذي يدخل في منافسة معه على ضرب الرقم القياسي لأقصى ديسيبل ممكن اصداره. لم نكن نستطيع رؤية ما يحدث في هذه الافراح لكن كنا نعيشها صوت فقط.

في ليلة احد الامتحانات قررت امي لأول مرة ان الكيل طفخح بسبب هذا الازعاج وان مهمتها كأم هو توفير جو هادئ لابنها علشان يذاكر. فاتصلت بالنجدة اللي عرفوها انها مش اول حد يتكلم بخصوص الفرح ده وانهم بعتوا قوة بالفعل علشان تتصرف. فعلا بعد حوالي ربع ساعة سمعنا تحية مخصوص لكل افراد القوة. بالاضافة الى تحية مأمور قسم حدائق القبة وكل العاملين به حتى اصغر شاويش. واستمر الفرح بشكل اكثر ازعاجا

المهم اننا قضينا الليلة مرعوبين من دخول البوليس بيتنا وجرنا على القسم انتقاما من اصحاب الفرح اللي ممكن يعرفوا مين اللي بلغ. او على الاقل انا الوحيد اللي قضيت الليلة بفكر في الاحتمال ده

Lasto-adri *Blue* said...

a post of relevance

http://fatakat-fat7-elbab.blogspot.com/2008/12/blog-post.html

Empress appy said...

مش عارفه يا عمرو ده له علاقه بالمكان ولا لا
وهقولك ليه انا فى القاهره الجديديده عمارات الشباب وفجأه لقيت فرح فيه دي جي وحاجات غريبه يعنى اقف فى الشباك اشوفه وبصراحه كان غريب عليا لانى لقيت ناس مش من نفس المكان وطبعا فيه عربيات بتاعتنا وعربيات الجيران واقفه والناس دي قاعدين عليها وبيعملوا حاجات غريبه فبجد اتقرفت من اللى بسمعه من اغاني مقرفه الى مناظر ااقرف بجد
ولا استنين اعرف ده ايه بس سالت مهندس جاري بعد ما خبطت عليه قالى تقريبا جيران جداد وفرح بنتهم بس واضح انهم من مناطق عشوائيه لان معروف ان مبنفعش عندنا ده فيه نادي يعنى مسموح فى مساكن الزلزال ودي بعيده والشرطه بتديهم توقيت لغايه الساعه 1 بالكتير
فانا قررت الاتصال بالنجده وشرحت لهم اللى شوفته بالظبط مفيش عشر دقايق وسمعت عربيه الدوريه وميكروباص معاها وشفت ظابط وظابط تاني لابس مدنى مباحث وناس اتاخدت والفرح انتهى والناس طلعت للظابط وبصوت عالى سمعته بيقولهم ممنوع الافراح دي هنا خالص وفعلا من ساعتها ملقتش ده خالص يعنى اي حد ممكن يجيب دي جي وكبيره يطلع السماعه فىالبلكونه انما افراح لا
بس انا عموما بشوفها كارثه لان الفرح عمره ما يكون كده ابدا ومش فاهمه استفاده من الاشكال دي
دور الشرطه انها تامن الناس وحياتهم قضيه تبادل الزوجات كانت مهمه وكارثه بكل المقاييس بس انا سمعت عنها من زمان على الايميلات المنيله اللى فى مواقع مش كويسه وفجاه تلاقيها بتبعت لك وانت قاعد ولا فاهم حاجه
بس كل ده نتيجه بجد للانحلال اللى وصل ليه الناس

على فكره مش اول مره اقري لك بس اول مره اعلق