بالأمس , كما الخميس الماضي , قطعت الطريق إلي العمل في أربعة أضعاف الوقت المعتاد .
طريق النيل الضيق علي الكيت كات تتوقف السيارات فيه بشكل تام لربع ساعة , قبل أن تتحرك قليلا ثم تعاود التوقف .
سائق التاكسي يلح بكافة الأشكال البلاغية علي أن هذا الطريق يتوقف هكذا دائما , و أنه لا يحب اتخاذه أبدا , فضلا عن أنه لا يحب العمل في إمبابة أصلا - هو في الغالب يسكن في جاردن سيتي - ولا ينقصه إلا أن يلتفت إليّ و يقول " أنا اصطبحت بوش مين النهاردة ؟" .
أكتفي أنا بالقول مرة واحدة فقط أن الطريق هنا مزدحم قليلا و لكنه لا يتوقف أبدا بهذا الشكل , ثم أبدأ في تصفح "المصري اليوم " علي خلفية مونولوجه الحزين الشجي .
عند قسم إمبابة , أربع عربات أمن مركزي و سيارة مطافيء يقفون بشكل متأهب أحمق , باقي الطريق لا يكفي إلا لمرور صف واحد من السيارات . علي مداخل الشوارع المحيطة بالقسم المؤدية لمحكمة صغيرة تقف صفوف متراصة من الجنود خلف حواجز تمنع دخول الشارع نهائيا ,بينما يتجمع العشرات أمام الحواجز . المشهد يتكرر عند مدخل ثلاثة شوارع تبدو من خلف الحواجز خالية تماما , بل و المتاجر داخلها مغلقة .
هذا فضلا عن عشرات ضباط المرور المنتشرين في المكان . في العادة لا تجد في إمبابة كلها سوي عم أحمد الصول العجوز الطيب الواقف من أيام المماليك لينظم إشارة يتيمة أمام القسم ,و بالمرة يرفع يده بالتحية للباشا مأمور القسم عند قدومه .
المشهد دفع السائق لأن يتخلي مؤقتا عن معتقده بأن إمبابة دائما هكذا ,و أن يقترب بالسيارة من جندي المرور و يسأله عن سبب كل هذا ,فيرد الجندي باقتضاب و هو يشير إليه ليمر سريعا : " مرتضي زفت " .
السيد المستشار مرتضي منصور يحاكم في محكمة شمال الجيزة بإمبابة بتهمة سب القاضي السيد نوفل صاحب الحيثيات البديعة في الحكم علي البهائيين ,الذي - بالمناسبة - أصر مرتضي علي المرافعة أمامه متطوعا ضد البهائيين من أجل الوطن و ذودا عن الدين . الوطن صغير جدا هذه الأيام , لا يتسع للكثيرين , كما أن الدين منهك و لا يحتمل كفارا آخرين .
بالتأكيد لن أفهم كمواطن بذيء العقل و اللسان , ما وجه الخطورة الشديدة في محاكمة مرتضي زفت , لكي تتخذ هذه الإجراءات . و لن أفهم أيضا لم لم يحاكم في منطقة معارك سابقة , مثل وسط البلد , تعودت جيوش الأمن علي الانتشار بها و سحق الأعداء أينما ظهروا .
لا أفهم ..
لذا لن أنقل ما قاله السائق من بذاءات في حق مرتضي منصور و حق الوطن و الدين , كما أني لن أعلق من عندي لأني أحاول أن أقاوم ميلا كبيرا للبذاءة هذه الأيام .. و تكفي بذاءة ما حدث و يحدث, و لتعتبر ما سبق تقريرا عن الحالة المرورية في إمبابة , الدرس المستفاد منه تنبيه القادمين بكل أشكال المركبات من الوراق و إمبابة متجهين إلي المهندسين و العجوزة عبر طريق الكيت كات أن يسلكوا طريقا بديلا , لأن الأمر سيتكرر مرة أخري علي الأقل صباح الأربعاء الرابع من إبريل . صباح الخير يا مصر !
30 March 2007
في الطريق إلي البذاءة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
10 comments:
قالي يا قلب يا مجروح
فضفض.. إبكي.. بوح
إحكي عن المحظور والمسموح
قلتله إزاي أنطق يا لوح
ماانت سرقت صوتي وماعدشي حيلتي إلا النوح
ستين ألف داهية تاخدكم وتروح
وبعدين يعني إيه إن رئيس المحكمة تنحى "لإتشعاره بحرج"؟
ما هو بصراحة كلة كلام يشجع على التفكير في البذاءات
:)
لكل فعل رد فعل...معذور يا عمرو
علاقتى بمجلس الدولة ارتبطت بمرتضى منصور
ففى قضية البهائين كان حاضر لقضيته الشخصية بالزمالك ثم تتطوع ليسرق كل الاضواء بخطبة عصماء عن الدين انعشت قلب الاهلوية قبل الزملكاوية فى المحكمة ليهتفو لمرتضى فتتحرك قوات الامن فاتاخر على موعد لى بعد المحكمة
ثم تتابعت قضايا مرتضى فى مجلس الدولة للتتحول الدقى لمنطقة منكوبة مادام المستشار مرتضى فى المحكمة
اخيرا ونحن فى جلسة حضرة المستشار التانى عبد الفتاح شعرت ان مجلس الدولة ينقصه شىء وقلبى اتقبض كده بالوحدة ساعتها اكتشفت ان الغايب هو مرتضى منصور
بس الحمد الله اتطمنت انه نقل عندكم فى امبابة
حلاوتك يا عمرو...البلد كلها مقفلة..وعندك احتمال من اتنين طالما مش هتستحمل الزحمة...يا تنتحر وتخش النار (: ، يا تقعد في بيتكم
(:
بالمناسبة انا مش متنازل عن نصيبي من المحشي...كنت منشغل بس شوية الفترة اللي فاتت
والله يا عمرو
يوم الخميس قبل الماضي كان عندي تحقيق في محكمه امبابه بخصوص شئ ما متعلق بالحسابات بالمكتب وذهبت انا وصاحب المكتب وواحد معي في المكتب
ووجدنا وكأن الحرب قامت علشان مرتضي بتحاكم من عساكر ومساعد وزير الداخليه نفسه كان موجود ( يا حلاوه )وعربيات ايه
دخل صاحب المكتب ولم اتمكن من الدخول انا والشخص الذي معي ولم نتمكن من حضور التحقيق لتنعنت قوات الامن الكلام ده طبعا قبل تعديل الدستور فما بالك بما بعد التعديل
المهم اتأجل التحقي لعدم سماع الشهاده ليوم 5 ابريل
فالحمد لله ان الحاج مرتضي قبلنا بيوم
صباح الفل يا عم عمرو
متقول اللي في نفسك، البلد كلها بتطجن دلوقتي
نفس الأفكار راودتني عندما قرأت خبر اشتباك مرتضى منصور في مجلس الدولة في محاولة للدخول (أو التعدي) على القاضي نوفل. وقلت في بالي جملة عادل امام الشهيرة "أوبا... وقعوا في بعض". منذ شهور قليلة كان مرتضى منصور يقف على باب المحكمة أمام كاميرات الفضائيات منددا "بتسلل" البهائيين ومتغنيا في نزاهة القاضي ومنصبا نفسه كجبهة الدفاع عن الاسلام في مشهد هزلي. واليوم هو يتعدى على كل ما تغنى به من نزاهة
أهو دا ال ناقص يا بهائي. يبقى في "باكينام و شاكينام" في البلد
و"قشيري وفوشيري" كمان. لازم يرحلوا الناس دي لبلدها تاني
Post a Comment