04 May 2006

! هذا يليق بك



عادة, في هذه السن المتقدمة , تكون ذكري الميلاد فرصة للتأمل لا للاحتفال . هي فرصة إذن لتتأمل جيدا ما يليق بك !

في هذه اللحظة تحديدا التي تتصدر فيها تهاني الخصيان و الغلمان لك بعيد ميلاد سعيد أولي صفحات صحفنا القومية المستلبة , تستمطر آلاف الأسر من أهالي معتقليك اللعنات علي رأسك . تليها دعوات مكلومة – لو تعلم فحواها ! - ليس بينها و بين الله حجاب . ..
يعلم هؤلاء , أنك ديكتاتور ذو عصا غليظة , و لكنهم ظنوا أن هذا لا يمنع أن تكون رجلا يفي بوعوده . ظن هؤلاء أنك ستفي بوعدك بإنهاء حالة الطواريء , ليروا أولادهم و أزواجهم و إخوانهم المعتقلين بلا تهم و لا أحكام , كما ظن الصحفيون أنك ستفي بوعدك لتوقف حبسهم في قضايا النشر , كما ظن القضاة أنك ستكون بحسب وعدك في صف استقلال سلطتهم .. و لكنك لست كذلك .. ابتلع وعودك ..فهذا حقا يليق بك !
يليق بك أن تقف في الصف المواجه لقضاة مصر الشرفاء و ناديهم المنتخب , كما يقف المجرمون في موضع الاتهام خلف أسوار العار .. هذا حقا يليق بك !
يليق بك حقا أن تظل حاكما بالطواريء حتي تهلك .. من أين لك الحكم بالقانون ... كيف ستفرض احترام سلطتك أو هيبتك .. تلك التي احتجت لكي تفرضها إلي مادة قذرة من ترسانة قوانين القهر يدبجها ضابط حقير في مذكرة أحقر لكي تعتقل معارضين لك و تحيلهم للتحقيق بتهمة العيب في ذاتك و إهانتك .. هذا ما يليق بك !
أنظر لحشود البلطجية الذين يحاصروننا , لا أدري أهؤلاء جنود أم بلطجية مأجورون .. و لكن الأمر سواء فهذا يليق بك . أن تفرض سلطتك و تواجه معارضيك – الضعفاء المأزومين – بكل تلك الجحافل من البلطجية .. هذا يليق بك !
أن لا يغل يدك عن البطش بمواطنيك إلا التأنيب المباشر و الصريح من جهات دولية .. ثم تبسط يدك به مجاهرا عندما يغضون أبصارهم عنك ... هذا يليق بك !
أن يبدو واضحا علي مرأي من العالم أجمع أنك أجبن من أن تعترف بممارسات أجهزتك الأمنية فيخلع الجنود ملابسهم المميزة و يرتدون ملابسا مدنية, حتي لا تلتقط الكاميرات حقارتك و حقارة جهاز أمنك .. هذا الاعتراف منك يليق بك !
هل شاهدت صورا لمشهد الجحافل و هي تفض اعتصاما لعشرين ناشطا أمام نادي القضاة و تمزق علم مصر المعلق خلفهم ... لا تعليق سوي أن هذا يليق بك !
عندما يضم " حزبك" كل هؤلاء الحثالة , الذين تسير بأمر قذارتهم الركبان , ثم لا يتبق شريف ذو عزيمة إلا و انتفض ضد استبدادك .. قضاة و أساتذة جامعات و صحفيون و مهندسون و أطباء و محامون و طلاب ... فهذا يليق بك !
عندما ترسي أسس تزوير إرادة شعب .. من انتخابات اتحاد الطلاب حتي الانتخابات البرلمانية و الاستفتاءات .. حتي أصبحت كلمة انتخابات لفظا مرادفا لكافة معاني الألعاب القذرة .. هذا يليق بك يا منتخب !
عندما يسجل العالم معاركا دامية خاضها مواطنون – و قثل بعضهم - لا لشيء إلا انهم يريدون الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في البرلمان .. فهذا يليق بك !
عندما تمر من تحت قبضتك أية انتخابات , تنجح رغم أنفك في أن تكون حرة و نزيهة – نادي القضاة مثلا - , فتظل نتائجها دوما شوكة في جنب سلطتك , تؤرقك و تؤرق نظامك .. فهذا أيضا يليق بك !
عندما تتصلب قبضتك الأمنية و تمتد حالة الطواريء إلي ما لا نهاية , ورغم ذلك – أو بسببه - لا تحصد مصر إلا تصاعد الإرهاب , وتزايد احتمالات الفوضي التي تطل برأسها من خلف الفتن الطائفية المتكررة.. هذا يليق بك !
هل تري ذلك الانحطاط الذي يحيط بنا من كل صوب .. أتسمع ألسنة الناس و هي تلعن البلد و الزمان و المكان و الحكومة بأقذع الألفاظ .. عندما يسمع الناس كلمة " حكومة " يتحسسون جيوبهم و يحوقلون و يستعيذون .. هل تتذكر أمنيتك التي أعلنت عنها في أن تكون مجرد مبعوث لبلاد " الإكسلانسات " .. ألا تعتقد ان قدراتك و طموحك لم يكونا ليتجاوزا ذلك .. لا يعيبك أن تري أن هذا ما يليق بك ... و لكن تأمل الآن ... أنت لمصر أشبه بالخلفية السوداء .. الناصعة السواد .. أشبه بقاع مستنقع آسن .. لست حتي مسؤولا عن كل ما نحن فيه .. أنت فقط " مايسترو " فاشل يقف ساكنا .. عاريا من المكانة و الموهبة .. يهز يده الممسكة بعصا القيادة بحركات رتيبة لا معني لها ... بينما النشاز و الفوضي هما القانون ... عصاك التي بلا معني هي فقط للدفاع عن منصتك القصيرة التي لا تكفي لتضيف هيبة ما إلي قامتك المتواضعة ... هذا حقا ما يليق بك !

هناك المزيد مما يليق قوله , و لكن ما سبق يكفي جدا لكي تخجل ... يليق بك حقا أن تخجل !

10 comments:

ام مليكة said...

عندك حق ياعمرو بس انت نسيت حاجة مهمة جدا انه خلاص قفد الاحساس والشم وكل الحواس الانسانية وتحول الى ثور هائج لايدرك الاجبروته ولا يرى الى خدامه وطبالينه، لكن المشهد في مصر الان يدعو للتفاؤل رغم كل شيء البلد بتفوق والناس بدأت تتفاعل بشكل قوي وان شاء الله يكون اخر عيد ميلاد واخر عام يحكمنا بالطواريء والارهاب والفساد الذي زاد واستفحل
يلا نهد القصر ..يلا نهز العرش ...يلا نحرر مصر

radwa osama said...

مش عارفه اقول ايه ..بجد مش عارفه

Anonymous said...

الحل الوحيد لكل مشاكل مصر هو ازالة هذا الشخص من الحكم لأنه كون عصابه حوله من المنتفعين و اللصوص و سارقى المال العام

وليد said...

انت فاكر فيلم عنتر ولبلب يا عمرو ،اهو مبارك بيفكرنى بعنتر فى الفيلم وشباب مصر الجدعان بيفكرونى بلبلب والحقيقة ان مبارك هياخد القلم السابع لو فاكر على الطيارة ،ما هوه طيار بقى

فيها حاجة حلوة said...

كان في واحد صاحبي صايع من ايام ثانوي كان دايما لما يلاقي اي شخص بجح وعينه مكشوفة كان يقولي اللي يعري .... ممكن يعمل اي حاجة وميخجلش من اي شيء وكما قلت فقد اصبح عاري المكانة فلا تطلب منه ان يخجل فهو الان قد عراها ومش هامه حاجة

Anonymous said...

Nice colors. Keep up the good work. thnx!
»

يا مصر اكتب إليكي رسائلي said...

الأخ عمرو
انا واحد جديد جدا على المواضيع دي وفيه في قلبي كلام كتير عايز اكتبه وان كان يعني ـ عشان انا كبير شويه في السن ـ ليا شويه اختلافات معاكم ، مش في مضمون تحركاتكم ، ولكن في الأسلوب ، انا عجوز شويه على طريقتكم دي ، وليت الشباب بقى .. المهم انا عايز مساعدتك في اعداد وتنسيق صفحة البلوج بتاعتي ورأيك في شويه مواد عايز اضيفها وروابط ليكم وروابط متعلقة بيكم ، دوشة يعني انامش قدها لوحدي وأرجو انك تساعدني والميل بتاعي موجود، فياريت حتى يعني تبدى استعدادك لمساعدتي .. مع تمنياتي لكم جميعا بالتوفيق والسداد ارجوووووكم ساعدوني

يا مصر اكتب إليكي رسائلي said...

وأرجو طبعا لاسباب ممكن اقولهالك لو ليك تليفون اتصل بيك فيه ، انكم تساعدوني ..

عمرو عزت said...

يا أستاذ : يا مصر اكتب إليك رسائلي

ايميلي :
mabadali@yahoo.com

أي خدمات

و ان كنت انا تكنولوجيا علي قدي جدا

فيه عند علاء منتدي للمدونين
و فيه اسئلة و اجوبة عن مهارات المدونات و الحاجات دي
manalaa.net

Anonymous said...

Hmm I love the idea behind this website, very unique.
»