الطمي واحد و الشجر ألوان

طمي معجون بخفة ظل و خيال خصب و جرأة لسان مصراوي أصيل .
مجموعة من الشباب الذين تتنوع مواهبهم الموسيقية و المسرحية , تجمعوا في فرقة اسمها غريب : " الطمي " !
ما دفعني للذهاب اليهم في الساقية مساء أمس- السبت- هو ذلك العنوان العبقري الذي اختاروه للحفل : " الطمي واحد و الشجر ألوان" .
يأتي بعد ذلك أن الحفل من أغاني الشيخ إمام و عدلي فخري و من اشعار نجم و سمير عبد الباقي و بيرم التونسي .
أخرجت فرقة الطمي المخزون الحركي و الايحائي و المسرحي في الأشعار و الأغاني , و قدمتها جديدة و براقة و معاصرة في بساطة مدهشة .
تشعر بالفارق الرهيب بين الالقاء الساكن و الغناء من وراء عود و بين معايشة هذه الاغاني و الاشعار المسكونة بالروح المصرية المرحة و الشجية ,عن طريق الغناء الجماعي و الأداء التمثيلي الخفيف الظل .
غناء المجموعة و تعدد الأصوات و شكل " قعدة" الأصحاب و الآلات القليلة البسيطة - عود و ايقاع و ناي- أعاد غرس هذه الاغاني و الاشعار في تربتها الأصلية حيث ولدت و عرضت لأول مرة في جلسات السمر و الاحتجاج .
و ان كانت المياه الجديدة التي تجري تحت الجسر صبغتها بصبغة معاصرة شابة فيها من أمل الاحتجاج الجديد الطالع أكثر من شجن البكاء علي ماض نضالي و حلم تغيير ضائع .
و تجاوب الحضور الشاب- في أغلبه - و صفق طويلا تصفيقا ذا معني للأغاني و الاشعار و الايحاءات الأكثر تحريضا و سخرية .
سلام يسري معد و مخرج العرض لم يفته أن يستغل حالة الانتشاء التي أصابت الجمهور فأخذ ينوه عن المواعيد القادمة للفرقة :
تقريبا ان لم تخني الذاكرة ..
مسرحية " مسابقة " علي خشبة المركز الثقافي الروسي يوم 17 أكتوبر 8:30 م
و اعادة لنفس حفل أمس في قاعة فنون (14 ش جدة - المهندسين ) يوم 27 أكتوبر 8:30 م

أنا أيضا لم يفتني استغلال حالة الانتشاء هذه , فركبت ميكروباص زحمة من الكيت كات , و اشتريت سندوتشات فول من أقرب " عربية " .. متبعا تصريحات الدكتور محسن !
و تمشيت حتي البيت أدندن ما أذكر من الحفل و أنا أحمل شنطة "الديوان " ذات التصمصم الغرائبي بجانب كيس سندوتشات الفول الذي يظهر منه المخلل ...
و الصفحة الأولي من " المصري اليوم " في يدي الأخري تعلن عن تأسيس الجبهة الموحدة للمعارضة المصرية في الانتخابات القادمة و تنوه في خبث عن مظاهرة بفوانيس رمضان لـ" شباب من اجل التغيير " الأربعاء القادم 9 مساءا في ميدان السيدة زينب ..

بالمناسبة تذكرت أول موال في الحفلة كان علي دق طبلة المسحراتي ....و كانت نهايته : " مصر نايمة من سنين ...استعدوا للقيام ! "