30 April 2010

الخسارات


1
أضع ساقا فوق ساق أحاول أن أقنع نفسي أني هنا أعرف شيئا وأستريح في ركن أعرفه في هذا العالم الذي يحيرني ويثيرني ويقطع أنفاسي. تتساقط الجنيهات المعدنية من جيبي المائل مع ساقي المرفوعة، وتتدحرج كيفما اتفق لاستدارتها وحافتها الخشنة وتكوينات البلاط المخدوش المترّب للمقهى المكشوف. لا تعرف عيني قانون حركتها ولا تحاول إلا البحث في المساحة التي تطولها يدي مستهينة بالقدر الهين للخسارة. للمرة الثانية يقاطعني الرنين الوقح للجنيهات المعدنية يخدش ارتياحي واستهانتي. هذه المرة أقوم بطيئا وتتجاهل عيني أي محاولة للتقصي، أتحسس جيبي أتأكد أن كل الجنيهات المعدنية راحت وأجلس على راحتي.

2
فكرت أن الريح ستطوح تلك السجادة الخفيفة التي وضعتها من منتصفها على المنشر. قلت سأثبتها بعد أن أنشر كل السجاد المبلل الذي كان يطفو بالأمس فوق بركة الماء التي لفظتها مواسير ضيقة الروح فغمرت الشقة ومنحتني سببا إضافيا واهيا وغريبا للبكاء وأنا عائد آخر الليل متعبا أريد أن أستريح من معارك كثيرة خاسرة أقضي وقتي على أرضها ألملم ما تبقى وأحفظ شيئا جميلا لي من هنا أوهناك.
قد تكون الريح التي أتت بعصفورة لطيفة حطت فوق السجادة الثقيلة الجميلة التي علمت أني سأفقدها لأسباب أخرى هي نفسها الريح التي أزعجتها فطارت ولكن بعد أن التقطت لها صورة ونسيت السجادة الخفيفة التي لم أرها تسقط ولم أرها ثانية.

1 comment:

egypt-panorama.com said...

كل الشكر على كل هذا الاهتمام بهذا البلوج المميزة ..
اقدم اليك هذا الموقع موقع بانوراما مصر هو منتدى مصرى يهتم بكل الجديد على الانترنت من أخبار عربية ومصرية وأخبار التعليم ونتائج الامتحانات وأخبار الرياضة والكثير من الاخبار التى يعشقها ويتابعها الجميع .
منتديات بانوراما مصر بـــوابتـــكــ الاولى نحو الانترنت ..
تشرفنى وتسعدنى كثير زيارتك ..