المشهد داخل القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية مساء أمس الأول ، كان مقلوبا للمشهد خارجها.
حفاوة بالغة استقبل بها نصر أبو زيد من مضيفيه بعد أن تعنتت نقابة الصحفيين في استضافة محاضرته بحسب مسئولي مؤسسة "المورد" المنظمة لها ... و حفاوة أكبر من محبيه الذين ملأوا القاعة و وقف بعضهم طوال ساعتين استمعوا فيها إليه و هو يحاصر "خطاب تحريم الفن" الذي يحاصر الجميع خارج القاعة .
أنصار " التحريم " كانوا أقلية مؤقتا داخل القاعة و لم يسلموا أحيانا من تذمر محبي أبو زيد , و لكن الدكتور الذي أخرجه هؤلاء " الأنصار" من مصر بعد أن طاردوه بدعاوى قضائية و اتهموه بالكفر و أرادوا التفريق بينه و بين زوجته ، كان هو نفسه أكثر تسامحا معهم و رد على أسئلتهم الهجومية بلطف و إن كان بحذر.
تحدث أبو زيد عن خطاب التحريم رافضا حصره في الدين، مشيرا إلى أن التحريم يسود ساحة السياسة و المجتمع بل و الجامعة نفسها التي أصبحت تضيق بحرية تفكير أساتذتها و طلابها .
و قال أن الدين أصبح وقودا يحترق لتدور عجلة السياسة, و رغم تأكيده أنه يريد دولة لا تذهب للجامع أو الكنيسة إلا أنه دافع عن حق " جلاديه " و " مكفريه " من التيارات الإسلامية في الوجود و التعبير , لأنه يريد دولة تحمي حرية الكل .
و أكد أن الخوف و الرغبة في الحماية و تغليب فلسفة العقاب ليست فقط سمات خطاب التحريم الديني , و إنما هي أيضا سمات خطاب التحريم السياسي الذي يخاف من الحرية و يدعي حماية الشعب من التيارات المعارضة و يمارس فلسفة العقاب عبر القمع و الحكم البوليسي .
بعض مداخلات الحضور أرادات أن تستفتي أبو زيد في كل شيء, من الدين إلى السياسة, و لكنه تهرب من أن " يفتي " و قال أنه باحث و ليس رجل دين و لا صاحب مشروع شامل . مشيرا إلى أن الثقافة التي تنتظر الفتوى في كل شيء هي ثقافة يسكنها الخوف من الخطأ , بينما الحياة فيها متسع للتجربة و الإيمان فيه مساحة للخطأ و الاستغفار و التوبة .
نصر أبو زيد قال أنهم في جامعة لايدن بهولندا ، حيث يحاضر الآن، يتعجبون من اتهامه بالردة في مصر , بينما يرون أنه باحث مؤمن و " مسلم جيد " ، و أضاف أنه كذلك بالفعل و يريد أن يخيب ظن خصومه الذين كفروه و أيضا ظن بعض مناصريه الذين دافعوا عنه باعتباره كافرا و قال بحسم و وضوح :" أنا مش كافر ! "
أنهى أبو زيد محاضرته قبل المداخلات بإشارة إلى ما يبدو أنه مبتدأ نظره في مسألة خطاب التحريم. فقال أن الدين حياة , و الحياة بلا فن خواء. ولطالما ازدهرت الفنون حول الأديان بحيث يصعب الفصل بين تاريخ الفن و تاريخ الدين.
و لأن التحريم, كما أشار, ابن ثقافة الخوف و الحماية بينما الفن هو أقصى ممارسة الحرية، فلا بد أن يتربص خطاب التحريم – سواء الديني أو السياسي - بالفن و حريته . و قال ختاما لمحاضرته ملخصا و مفتيا لمن أراد " أما قبل ... فسؤال الحرية ! " .
- استمع لتسجيل المحاضرة .. من عمرو مجدي
- اقرأ أيضا تغطيات سارة المصري و شاهر عياد في البديل و عمرو مجدي في الجزيرة.نت و سعد القرش في رويترز
6 comments:
البعض يستغرب تحريم الفن
لا أعرف ما قد يفعله البعض لو عرف بخطاب تحريم الاضراب
كان تخيلي لمشهد محاضرة نصر حامد أبو زيد شديد العبثية بوجود عبد الصبور شاهين في ركنٍ من أركان القاعة يطالب بالقصاص من هذا المرتد الآثم بشكل كاريكاتيري ، مع وجود شخصيات في القاعة تزمجر وتحاول قطع ما يقوله الرجل كما كان يحدث مع فرج فودة في ندواته ومحاضراته في بداية التسعينات
الراجل ده مورس ضده أكبر عملية تزييف وعي وتهييج للجماهير خلال التسعينات ، مع إن أغلب اللي قرأوا نتاجه الفكري واتهموه بالردة كانوا عارفين كويس هو يقصد إيه وإن اختلافهم معاه أو رفضهم لأفكاره يدور في إطار فكر مقابل فكر ، مش مسلم قصاد مرتد ، عشان كده اتحول حديثه عن أسطورية الوصف المتبع في القرآن الكريم للجنة والنار والحساب .. لقول باطل عن انكاره للآخرة ، واتحول كلامه عن تاريخية النص الديني وكونه لغة تختلف في فهمها واستيعابها من شخص لآخر ومن ظرف لآخر ، لقول باطل عن إنكاره الكامل لقدسية القرآن .. إلخ الهراء اللي حصل في قضيته ..
بختلف مع نصر حامد في بعض من اللي قريتهوله ، بس بشكل شخصي أنا بحترمه وبحترم نتاجه الفكري والعملي وحتى تاريخه الشخصي
كان عندي رغبة طبعاً إني أحضر يومها بس كان فيه حاجات معرفتش أأجلها وطلبت من واحد صاحبي حضر تسجيلها بس كان الصوت مش واضح ، تسجيل عمرو مجدي أوضح كتير بشكره عليه
وبشكرك فعلاً يا عمرو ، مش ع التدوينة ولا عن حاجة محددة قد ما على حاجات كتير فيك ومنك
النص الهي انزل على بشر اذن فليفسر بطريقتهم و بما يناسبهم...انها دئما الاشكالية بين التراث الايديولوجي و القراءة العلمية....لو كان المعتزلة على قيد الحياة لكفرهم عبد الصبور و مشايخ الازهر و امثالهم لو قرأوا ما كتبه المعتزلة لما فهموه و بالذات فيما يتعلق بالمنزلة بين منزلتين او القدر و باقي المسائل الدقيقة بل الشديدة الحساسية التي اثاروها في عصرهم...نصر حامد ابو زيد اخر المعتزلة
احسنت يا عمرو
شيئين لا نستخدم عقولنا فيهما
النساء وما يتعلق بهن
و الثاني هو الدين
يخاف المحافظون من مجرد الجدال وحجتهم هو الخفاظ على اصول الدين
يخافون الاجتهاد بينما يعني الاجتهاد لديهم هو قراءة السلف جيدا دون الاضافة الا البسيطة منها
لا اعرف كيف تسري اغنية عن نفسك المحبطة المقهورة احيانا او كثيرا حتى - وهي فى نفس الوقت سماع الاغاني حرام ؟؟؟
كيف لا نعتز بالحشمة ولكن نعتز فقط بتغطية الشعور فقط لا غير؟
كيف نقوم بالعمرة و الحج و نشتري الجنة ونتعامل مع بعض كمسلمون بلا اسلام ؟
من يري الصور حراما و التماثيل اصناما هل يستطيع تحرير حريتنا من قيودها ام نطيع الله ورسوله واولي الامر منا فقط ؟؟؟
تحياتي
إلا الدين في أي حديث لابد ان يحترم
أما الحرية في مزعومة فنن عبيد أولاد عبيد
عبيد لله وحريتنا في إطار ما أعطانا الله فيه الحريه ومادون ذلك فليس لنا فيه حرية
هذه الحرية المنتنة التي يتشدق بها الكثيرون ، أستغرب عقولهم الصغيره و أفقهم الضيق و تنكرهم لدينهم و لربهم
أنت عبد لله أنت حر حتى في أن تعصيه بينك و بينه لكن أمام الناس فلو شاء والي المسلمين عقابك لفعل و يثاب على هذا لتأديبك
فحريتك ما هي إلا تحدي لأوامر الله وكما أنها كذلك فقد جعل الله أناسا يدافعون عن العبودية له
حسبي الله و نعم الوكيل
محمد أبو الفتوح
أنت "حر" في اعتقادك و إيمانك
و في رغبتك أن يقوم "الوالي" بتأديبك إن عصيت
لكن بعض الأخرين يعتقد أنه أيضا حر في أن يؤمن أو لا يؤمن، أن يعتقد أنه عبد أو لا، أن يطيع "الوالي" أو يطالب بمجتمع "حر" فيه مسئولين عن خدمة كل الناس - أظنه المعنى الأصلي لولي الأمر - بدلا من "ولاة" يؤدبونهم إن خرجوا عما يعتقدونه صحيحا.
تحياتي
Post a Comment