06 August 2007

شُغْل محمود عزت


المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى دار " ميريت " لم يكن الأمر سهلا, لم أكن أعرف أن الدار شقة في إحدى عمارات شارع قصر النيل . قطعت الشارع من أوله لآخره مرتين و لما تعبت سألت .. و لما سألت تعبت ! و لم أصل إلا بعد أن استعنت برقم العمارة في المرة التالية ..
طريق أخي محمود إلى " ميريت " كان متعرجا و طريفا ... شرقاوي , الذي كان يعمل هناك قبل أن يفتتح " ملامح " تجربته الجديدة , نصح محمود أن ينشر ديوانا من الأشعار التي يكتبها في مدونته . و عن طريق شرقاوي وصل ديوان " أحلي فيلم شفته في حياتي " لـ " ميريت " . قرأه الشاعر الراحل أسامة الدناصوري و أبدي اعجابه بشعر محمود بشكل عام, و إن لم يتحمس كثيرا لشعر التفعيلة المشغول بالموسيقي في رأيه .
لم يتحدد بشكل حاسم موقف نشر ديوان محمود, و لم يتلق محمود ردا صريحا, و لم يجد في نفسه القدرة علي الإلحاح في السؤال ليعرف الجواب الواضح ...
لذا فإنه فور أن أنهي ديوانه الثاني " شغل كايرو " من الشعر العامي المنثور, أنشأ دار نشر خصيصا لنشر ديوانه. و أعلن أنه يستقبل أعمال الأدباء الشباب لينشرها, و كفي الله المبدعين قلق الانتظار , و كانت دار " سوسن " .
نشر محمود ديوانه و أعمال آخرين ممن استجابوا لدعوته , وبدأ محمود كناشر جاد يسوّق كتبه و يرسل الأعمال الجديدة أولا بأول إلي قائمة مراسلات تضم بعض الأدباء و الشعراء و المهتمين .
ما حدث أن محمود تلقي اتصالا من " ميريت " و طلبا عاجلا للقائه للاتفاق علي نشر ديوانه , و ظن محمود أن فترة الانتظار التي طالت انتهت . و لكنه اكتشف هناك أن ابراهيم داود و خيري شلبي قرأوا - عبر قائمة المراسلات - ديوانه الآخر المنشور في " سوسن " و أبدوا لمحمد هاشم - مدير دار ميريت - اعجابهم بشعر هذا الشاب المجهول ..
لا أذكر هل تذكر هاشم أم ذكره شرقاوي بمحمود , و لكنه رد عليهم أن ديوان هذا الشاب عنده ينتظر النشر و أنه سينشر عاجلا ... و اتصل بالدناصوري في حضورهم و سأله مجددا عن ديوان محمود الذي كانت مهمته تقييمه , فاستمع الحضور في عجب لتحفظات الدناصوري علي شعر التفعيلة بينما الديوان في أيديهم نثر خالص !
ما كان أنه تم الاتفاق علي نشر " شغل كايرو" في " ميريت " , بينما احتل " أحلي فيلم شفته في حياتي " المركز الثالث في مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة و ربما تنشره الهيئة .. بينما دار " سوسن " تتقدم بخطى ثابتة و بركة " سوسن " تحل علي مبدعيها, فيمن الله عليهم بالنشر الورقي سواء عبر " ملامح " شرقاوي أو " اكتب " أو دور أخري ..

أخيرا صدر " شغل كايرو " عن ميريت ...
قصائد الديوان في رأيي قطع من الحلوي الصغيرة التي تذوب في فمك سريعا , و تترك في فمك حلاوتها البسيطة لتلتهم في نهم باقي القطع واحدة تلو أخري .
محمود كتب عن امبابة و كوبري امبابة و عن وسط البلد و مولات وسط البلد و المظاهرات وعن القصر العيني و عن " سوسن " :
" على خدّك الشمال
نقطة لون عَفــَـوية
سابها الفنان , كادوه للكون
توقيع أنيق على اللوحة
معتقدش إني شفت قبل كده
فــ أي بورتريه
شامة أسعد"

وعن بيتنا و شارعنا و الشارع " اللي ورا ", و عني و عن أمي و أبي و الجيران وعن شارع جامعة الدول و الكيت الكات و الزمالك والكورنيش و كوبري قصر النيل :
" العيال اللي قاعدة على السور
و ضهرها للنيل
و الخلايجة اللي فـ الحناطير
و الحبّيبة اللي مش بينتهوا
حييجوا كالعادة زي كل يوم
بس مش حيلاقوا كوبري قصر النيل
مش حيعرفوا يعدّوا
لإني حشيله
وأهرب بيه
حسيب لهم الأسود يتصوروا جنبها زي ما هم عايزين
بس حاخد الكوبري
أقف عليه لوحدي "
القصائد حكايات قصيرة و بسيطة و عادية ربما تعرفها أو تسمعها لأول مرة ... " الشاعر الحقيقي " فقط يمكنه حكايتها بهذه البساطة و هذه الحلاوة .

 شغل كايرو

لو كنت سبتحث عن " ميريت " لأول مرة مثلما بحثت قبلك , فهي في العمارة (6 ب) المجاورة لسينما و مسرح قصر النيل , بشارع قصر النيل , الشقة إلي اليسار في الدور الأول ... اطرق الباب إن كان مغلقا و لا تندهش من حفاوة محمد هاشم و أريحيته , ادخل و اطلب " شغل كايرو " لمحمود عزت .


الصور :
محمود
أسامة الدناصوري
محمد هاشم
غلاف " شغل كايرو "

36 comments:

Anonymous said...

محمود عزت ده عظيم
وعمرو عزت عظيم برضة
وبأسمع حكايات عن مصطفى عزت

ومما سبق يتضح إن إل مفروض الواحد يتعرف عليه فعلا هو الحاج عزت بحثا عن الأصل

أحمد said...

وع الأصل دور
:-)

أحمد said...

انا من قبل ما اعرف اى حاجة وانا بعلق عند محمود وله حاجات كتير عجبتنى وتقريبا في تعليق قلت له ان بيكتب احسن من اخوه وانه لازم يدي شوية دروس لأخوه

الديوان هيجى لى اليومين دول مما سيعطينى فرصة اقرأه بشكل كامل
-------------------
لكن الحقيقة انا بعلق علشان عندى استفسار صغير


هو محمود بيبص ليه في زجاجة البيبسي؟

Hany Mihanny said...

الأجمل هو حصول ديوانه علي المركز الثالث وأمكانية نشره رغم تحفظات البعض
مبروك آل عزت

هشتري الديوان ومش هقبل أي نسخة مجانية
:)

محمود عزت said...
This comment has been removed by the author.
محمود عزت said...

تشكر يا برنس :))
جبت الحكاية من أولها !
الله يكرمك يا سقراط باشا
عايزين نشوفك على طول :))
أنا كنت ببص في قزازة البيبسي يا أحمد عشان كنت عطشان أوي باين ساعتها أو عمرو يقولك بقى :)
يحيى باشا
الله يبارك فيك
أحلى سلام للجميع

belal said...

أنا برضك مستغرب من الصورة
..
عطشان..يا أخي إشرب
ولا بتشوق نفسك ..

اسلام رفاعى said...

عذرا للتحليق خارج السرب
من اجل رفع الظلم عن المظلومين
ادعوك للمشاركة فى حملة رفع الظلم عن طلاب الاسكندرية المختطفين
التفاصيل بمدونتى

Unknown said...

مازلت عند رأيى القديم ولا أرى سببا لكل هذا المديح الغير مستحق غير انها شلة صحاب "بتجامل " بعض

محمود عزت said...

إسمها " غير المستحق " _ تصحيح لغوي

belal said...

الغير مستحق نافعة برضك

مافيهاش خطأ
هوا تعامل مع غير المستحق ككلمة واحدة
ودا مش عيب
يا ريت توضحلي يا دكتور محمود
وتكسب فيا ثواب
:D

محمود عزت said...

غير مش بيدخل عليها الألف واللام :))
والله هو اللي عمله مش عيب الراجل عدّاه العيب و قزح إتنين متر قدام !
بس لغويا مش صحيح

عمرو عزت said...

سقراط

الله يحفظ مقدارك

مذكرات الحاج عزت الكبير واجبة الكتابة في رأيي
أفكر في ذلك جديا

محمود كتب عنه في شغل كايرو :
"
أبويا ملك شعبي
من ملوك امبابة القدام
للأسف ما اتعلمتش منه كل حاجة
"

m5m
ذاكرتي لا تسعفني
لكن لا أعتقد أن محمود التقي أحمد أو يحيى مجاهد ( أنا ) سوي مرة واحدة
و لا أعتقد أنهم أصحاب

كما لا أعتقد أن ابراهيم داود و خيري شلبي و أحمد فؤاد نجم أصحاب محمود ليجاملوه

ثم لماذا تحكم علي نوايا الآخرين بهذا الجزم
ألا يمكن أن ترد الأمر لاختلاف الذائقة

يوجد شعراء لا يستسيغون للآن العامية و آخرون لا يستسيغون النثر
و آخرون عكسهم , مثل الدناصوري مثلا استهجن الموسيقى لانه لا يري الشعر المعاصر الا قصائد نثر

لا تسالنى من انا said...

الف مبروك يا عمرو على اخوك و على العائلتنا الى بتتشرف انك انت و اخوك محمود و اخوك مصطفى و خالو عزت من العائلة و محمود شاعر جميل و بجد اول ما اول ما انزل قريب من الدار اكيد هجيب الديوان و فكر يا عمرو انك تنزل كتاب سياسى هيكون جامد اوى
yoyolifes.blogspot.com

Unknown said...

معلش يامحمود ردك سخيف و فذلكة فاضية..ومتهيألى مدوناتك انت و أخوك وشلتكم مليانة أخطاء لغوية فظيعة...نصيحة ليك ما تعيشش فى الدور قوى.

Anonymous said...

اقتراح:

عمرو ينزل كتاب سياسي
فكره جميلة جداً، بس افتكر عمرو يشحذ سكين النقد، أكثر مما هو في ظور الصيغة،
على الأقل، هذا ما أشعر به من خلال المدونة بالطبع!
لذا فليكن كتاباً في النقد وأدواته,

وعلى فكرة أنا برضه أشكك إن عمرو كمان شاعر، بس في السر!
ولازم المستخبي يبان

مبروك لمحمود عزت،
الذي للمناسبة ليس صديقي ولا أعرفه، ولم اقرأه من قبل،
لكنني أجد أن من حقه تماماً أن يعبر عن حساسيته
وأن تكون له رؤية لما هو الشعر مختلفة تماماً عن رؤيتي وذائقتي وما قد أحب أو أعتنق من قواعد بهذا الشأن.

المقاطع القليلة المتناثرة في مدونة عمرو لشعر أخيه لا تسمح لي بالطبع بالتنطح لدور نقدي
فضلاً عن كوني حيث أنا لا يسمح لي حتى بالحصول على نسخة.
لكن قد ألمح إلى معضلتي، وهي ليست بالضرورة مشكلة بالنسبة لسواي، مع شعر العامية المنثور
وليس مع شعر الفصحى المنثور!
وهذا مرتبط أساساً بذائقتي، بالطبع، ومن ثم بالتجارب التي سبق لها أن رسخت، في مجال الفصحى، في النصف الثاني من القرن العشرين إلى أيامنا،
وفي العامية منذ بيرم وفؤاد حداد وسواهم، الذين كانوا ساجرين بفتحهم باب العامية أمام آفاق تتجاوز الزجل!

لذا هنالك مشكلة، في رأيي الشخصي، في ما يحاوله محمود عزت وربما أصدقاء له، هو في اللجوء إلى العامية، دون ايقاعية الوزن، ما يتطلب جهداً مضاعفاً،
لتركيب نبض ايقاعي خاص وجديدلها،
ولشحن المفردات بطاقة شعرية تخرجها عن ابتذال التداول ون لم تخرجها عن ألفة الرقة والسلاسة

ثم، في رأيي وذاقتي الخاصين أيضاً،
هنالك في مصر عموماً نوع من الشعر، في الفصحى والآن في العامية، ليس يشبه ما في سواها، هو شعر يعتني بشكل كبير بسرد التفاصيل
وهو، في رأيي مرة جديدة، يضعف شحنة الشعر في القصيدة ويحولها إلى نوع من رواية قصيرة أو إلى مشهد نثري متفرد
وهذه أيضاً من الخصوصيات المصرية
لكن ذلك ليس ينفي عنها، بالضرورة، صفة الشعر!
فالسعر أوسع مدى من أن نحصره في نمط، أو ذائقة، أو شكل وحيد!

في مسألة الأخطاء اللغوية، جل من لا يسهو يا إخوان، والموضوع ليس في صلب النقاش، ولا في ذيله حتى!

أخيراً، إلى عمرو ومحمود باشا
قرأت بسرعة ربما مسرحية كيف تحيي الموتى، لمصطفى السيد،
إذا كنتما على صلة به، أرجو ابلاغه كثير اعجابي بعمله هذا.

Anonymous said...

من أسباب شكي في كون عمرو شاعراً

جاهينية هذه الجملة:

لما تعبت سألت
ولما سألت تعبت

وعجبي

محمود عزت said...
This comment has been removed by the author.
محمود عزت said...

إم فايف إم
ربنا يكرمك و تبقى إم ستة إم إن شاء الله
هو الحقيقة الفذلكة إنك تكون جاهل بقواعد لغتك الأولى و لما حد يصححلك غلطك تتفذلك أكتر !
سبت إيه لبتوع العامية و النثر يا يا راجل ؟!


فادي
أنا اللي بحييك على رأيك يا ريس
مع إن المكان هنا مش مناسب إننا نتناقش عن شعر العامية او العامية النثر بس كلامك جميل
الله يبارك فيك
و بإذن الله تكون موجود حيث يمكن أن تصل إليك نسخة
أحلى سلام ليك

طبيب نفسي said...

شغل كايرو .. محمود عزت

قرأت أحلي فيلم ومقتطفات من شغل كايرو ولم أعرف كتابات محمود عزت إلا من خلال رابط بمدونة بلاسيبو من فترة ليست بالقصيرة.
محمود عزت صوت شعري متميز من خلال رؤيته للعالم من حوله وترجمة رؤيته الشخصية ومحاولته لخلق معجم شعري خاص به.
غالبا ماتكون المحاولات الاولي متأرجحة بين مدارس شتي وهي خطوات لازمة للنضوج .. لذلك من الصعب إطلاق أحكام مطلقة علي عمل واحد.
الانطباع الاول هو مايجعل العمل الادبي مقبولا أم لا .. بغض النظر عن استخدام نظريات النقد الادبي سواء كانت بنيوية أو مابعد بنيوية.
مبروك يا محمود .. وبالتوفيق دائما
وأول مرة أعرف انك أخو عمرو ..

تحياتي

Unknown said...

محمود عزت :
صدقنى يابنى انت مغرور و كلامك زبالة.. وربنا يكرمك انت وتبقى محترم

عمرو عزت said...

يا إخوة
فادي عبر عن الموضوع بشكل مناسب جدا : الذائقة و الحساسية
لذا فالأمر يا ام 5 ام قابل للخلاف و الأخذو الرد
و لا داعي لـ " الحساسية " الزائدة في تذوق أو عدم تذوق هذا أو ذاك

فادي و طبيب نفسي :
مما سنح لي متابتعه من الأدب المصري و العربي الأحدث - في العشر سنوات الأخيرة تحديدا - أري الفروق و الحواجز تتلاشي بين الأجناس الأدبية
و أعتقد أن جزء من هذا صدى لتطورات مماثلة في أدب اللغات الأخري أيضا
القصة و الرواية تكاد بعض مقاطعهما لو قطعت لبدت شعرا
الشعر ربما لو تم تنسيقه بشكل معين لبدا قصة قصيرة من النوع الحديث
القصص تبدو و كأنها فصول رواية حديثة , و الرواية تبدو كأنها نسيج من حكايات منفصلة متصلة تصلح لوصفها لمجموعة قصص و هكذا

من تداعيات ذلك أن دار مثل ميريت تكتب علي أغلفة كتبها أحيانا : كتابة - تجليات أدبية
,و بناء علي رغبة الكاتب احيانا

الأنماط و القوالب الأدبية نتجت عن ممارسة الأديب , ثم أصبحت قوالب تقيد التعبير و أصبح هناك خصائص و مميزات للقصة أو الرواية أو القصيدة
, و بشكل ما يبدو المبدع و كأنه يجب ن يخضع لها , بينما الحساسية الجديدة تلاحق باستمرار أشكال جديدة للتعبير

الشكل الذي كتب به محمود شغل كايرو أراه يعبر عن ذائقة تحاول أن تسلط الضوء علي الجميل في ممارسة الفرد العادي ,مشاعره العادية و خبراته , و بلغة عادية لا تحاول تجاوز جماليات التعبير اليومي العادي أيضا
قصيدة من شغل كايرو يمكن ان تكون جزءا من خطاب بين اثنين علي مقهى أو في تمشية علي الكورنيش

أنا منحاز بشكل ما لهذا الشكل , أراه أقرب كثيرا من تعبير شعر العامية الذي يحاول الايغال في الصورة و المجاز

-

بالنسبة لأشعاري يا فادي
فقد كانت لي محاولات كوميدية في المرحلة الثانوية
أذكر من عيونها:
و لثغرها عند اللقاء تبسم / كبزوغ نجم في سماء رائقة
:)

كنت أقرأ وقتها مطران و السياب

Anonymous said...

الله على السماء الرائقة
كانت رايقة معاك أوي
:)

ما تفكرنيش بملحمياتي في الجامعة والثانوية أصلها حاجات ما اقدرش حتى أحطلك مختارات منها!!
نظراً لميكانيزمات الترابط والغنائية التي فيها

ده أنا كنت باكتب مطرزات يا راجل :)

لكنني ألاحظ إذا ما شئت تفاوت البدايات
حيث بدأت أنت بلغة متينة ونظم، في ما بدأت، أو حاولت أنا في حينه البدء، من الغنائية والرمزية ، ولكن ليس على نمط رمزية السياب الستينية، بل على نمط أكثر شامية
سعيد عقل، نزار طبعاً، والفرنسيين، ومن ثم بسام حجار.

ما علينا عسى يجمعنا يوماً الزمان فنضحك لكل هذا

لكنني لا زلت أرتاب بشاعريتك المخبأة :)

أفهم انحيازك للشكل اليومي واللغة العادية
لكني لا أوافق عليه،
وبالطبع لست أنكر خقك أو حق أي أحد في الكتابة عما يريد كما يريد وتسميتها ما يريد، فالموضوع أرحب بكثير

لكنني أتساءل عما أريد أنا من الشعر أو من الرواية، من منطلق ذائقتي وحساسيتي،
فلا أجده في ما تصف

ببساطة، إذا كان الموقف عادياً واللغة عادية، والجمالية يومية، فما الفائدة من وضعها على حدة، في قصيدة أو في كتاب، ولم لا تظل في نسيج الحياة اليومية نفسها؟؟

أحسب بالطبع أن استخدام الجمال اليومي والتفاصيل جميل وقد يكون بالغ الفنية، لكن عليه عنئذ أن يضيء الموضوع بنور جديد، ولا يكفي أن يعزله عن حواره الشارعي فحسب!

على فكرة، عندي أيضاً نفور ضد المجاز والصور، ليس هذا أيضاً ما ابحث عنه، خاصة حين تخرج الصور إلى التكلف والصنعة فقط!!

ربما ما أبحث عنه دائماً هو العثور على شكلٍ ما للعلاقة بين الحياة واللغة،
فاللغة على ما تعرف حيداً ليست مجرد أداة تواصل، بل هي ايضاً أفق الفكر وأفق الحياة!
والحياة ليست فقط حبيسة أطر سابقة، بل هي أيضاً المفجرة دوماً لقواعد الجمود والتكرار.
وما أفرق به بين النثر والشعر،
وهذه آخر كوميدياتي أنا، هو القول التالي

النثر تسليط اللغة على الحياة
والشعر تسليط الحياة على اللغة

في النهاية كل نص هو مزيج منهما، لكن الطريق إليه هام.

وهذا طبعاً تعريف ذاتي، وليس جامعاً، وبالتأكيد ليس مانعاً لأية مقاربة أخرى.

تحياتي

Unknown said...

عمرو عزت :-
بالطبع يا صديقى انها مسألة تذوق وتخضع للنقاش..ولكن يبدو أن محمود عزت يريد تصفيقا حادا من الجميع

وعلى فكرة أنا أسف لتجاوزى فى الرد داخل مدونتك المحترمة ولكن رد محمود الأخير نرفزنى...أرجو ألا يكون هناك أخطاء املائية جديدة

فين تدويناتك الجديدة يا عمرو؟ الدنيا والعة :- تعذيب وناس بتترمى من البيوت وناس بتتحرق حية وتبشير وحجازى وغيره...انت فين من ده كله؟

خلاص جاملت محمود اقلب على اللى بعده

تحياتى

عمرو عزت said...

m5m
برضه " جاملت " , طيب
:)

لدي رغبة في كتابة بعض الأشياء
و لكن الوقت ضيق نسبيا


فادي
أتفق معك
التفاصيل العادية في سياق الفن ننتظر منها أن تضيء جديدا
و لهذا أنتظر رأيك في الديوان كاملا
به ما يشبه نوعا من الوحدة العضوية
أو تفاصيل الحالة الواحدة
لذا فالحكم علي الديوان كاملا ضروري , فالتفصيلة الواحدة لا تعبر عن العمل جيدا

"
النثر تسليط اللغة علي الحياة
و الشعر تسليط الحياة علي اللغة
"
معيار ملهم جدا
و شعري للغاية
لذا فهو منحاز للشعر بعض الشيء
مفهوم " الشعر " وفق هذا المعيار أراه يقترب من حالة " الشعر " التي يعبر عنها بعض النثر أيضا

Anonymous said...

متفق كلياً معاك

إن شاء الله في زيارتي المقبلة لمصر أجد الديوان وأطلب أوتوغرافاً أيضاً :)

محمود عزت said...

طبيب نفسي

نورت :))
الله يبارك فيك
أشكرك و مبسوط فعلا إنك موجود هنا


إم خمسة إم
ربنا يسامحك
و طبعا أنا عايز تصفيق حاد من الجميع !!
حد يكره !
و برضه لازم تتعلم عربي كويس عشان غير مش بيدخل عليها الـ



فادي
إنت راجل تمام :)
كلامك في محله صحيح فيما يتعلق بالعادي و اليومي , لكن الفكرة مش في مضمون العادي و اليومي و لكن في كيفية عرضه بشكل يعيد تفكيك و تركيب المشاهد لصالح شعور معين أو تفصيلة معينة
و انا رأيي فعلا شغل كايرو قرايته بشكل منفصل , يعني مقاطع منفصلة حيخلي الديوان غير قابل أصلا لفتح فكرة الفنية فيه
و أتمنى إني أكون موفق في إني مع أخر مقطع منه أكون وصلت للقارئ حالة معينة أو صورة معينة كانت مطبوعة في دماغي
أشكرك يا فادي
و لما تنزل مصر لازم تعرفنا أكيد :))

طبيب نفسي said...

إشكاليات قصيدة النثر والجنس الأدبي

محمود .. أنت بالفعل تملك رؤية مغايرة لليومي والمعاش وتضعها في وحدة النص الأدبي الذي تنتجه وهذه أهم أوليات الكتابة الابداعية.
مشكلة قصيدة النثر بشكل عام دون غيرها من الاجناس الادبية ، أنها تمثل خطر زائف علي تاريخية الشعر حيث أن الشعر يوازي اللغة كقيمة وظيفية في نقل الحاضر نحو المستقبل منذ العصر الجاهلي حتي عصور التنوير في الدولة الحديثة. أيضا جاءت قصيدة النثر قبل إنتهاء الجدل حول شعر التفعيلة وجاء طرحه كبديل.
من منظور شخصي أري أن اللغة هي وعاء الفكر وقادرة علي استيعاب أنماط عديدة من الكتابة الادبية ..بشرط أن تكون المحاولة للتجديد قائمة علي أسس وضعية تتماس مع ماقبلها.
لذلك لا أستسيغ فكرة قصيدة النثر في الشعر العامي لسببين:
أولا الشعر العامي هو البديل الثقافي للوعي الجمعي ويحمل سمات لايمكن الخروج عليها وهي الموسيقي والايقاع كي يحفظ ويغني .. لذلك عاش ابن عروس والرمالي والسيرة وماشابه أو حديثا التونسي وحداد وجاهين وقاعود وحجاب أو حديثا جدا البرنبالي مثلا.
ثانيا الشعر كالموسيقي .. تعبير رياضي عن جماليات اللغة ولا يمكن أن نجنح للتقريرية مثلا أو اللغة الاحادية كما في السرد القصصي .. الخروج عن البنية الشعرية يحول القصيدة الي نص أدبي.
الشعر هو الصياغة اللغوية التي تروض الانفعال وتخلق معبر متكافىء بين أنا الكاتب والمتلقي .. في بؤرة القلق حيث يتبادل الاثنان الادوار ولا يستكين المعني بل يظل هائما بحثا عن أنا مغايرة غير عدمية.

لا أستطيع الادعاء أني علي معرفة بالمشهد الشعري في مصر الآن ..
ولكن تجربة محمود شبيهة بشعر مسعود شومان.
لذلك أقرأ كتابات محمود دون "تصنيفها" أدبيا .. يكفيني أنها حقيقية ومتميزة
سلامي لابراهيم داود وعم خيري ..

دمتم جميعا بالخير .. محمود وعمرو وفادي

تحياتي

محمود عزت said...

طبيب نفسي

أشكرك و أنا بس مختلف معاك في نقطة قصيدة نثر العامية
وهي إن نفس المشكلة بتواجه قصيدة نثر الفصحى , غياب الإيقاعية , غياب شعر الإستشهاد و الحفظ و الرواية , لكن الميزة الحقيقية في وجود قصيدة نثر عامية هي الخروج من نفق التجميل الشكلي , بالظبط زي ما حصل للفصحى , الخروج من دهاليز الصنعة الشعرية لجوهر الشعر
ده بالفصحى أو العامية ليه نفس الأثر

تحياتي ليك
و سعيد بالكلام معاك :))

Anonymous said...

طبيب نفسي

شوفتني أعرف المزيد عن مسعود شومان والبرنبالي!!

اسمح لي بنقاش بعض الأفكار معك، واعتقد أنك ممن يسعد بالنقاش،
وعذراً على ضعف الصياغة في هذه العجالة

لا أحسب ان الشعر يوازي اللغة كقيمة وظيفية كما تقول في نقل الحاضر إلى المستقبل
هذه وظيفة أرشيفية، واللغة تضطلع بها من ناحية نقل بعض المفاهيم والتصورات نعم
لكن إذا كانت كافية، ومعها مختلف أنواع الأرشفات، فلا يجوز إذاً أن نعتبر أن هذه ايضاً وظيفة الشعر،
ربما هي مجرد انعكاس لكونه منتجاً في زمن ما، مثل أي فن أو أي فكر، ليس إلا

وعل أية حال، ليس الانتقال الشفاهي الحفظي هو الوحيد القادر على تأمين هذه الوظيفة.

ثانياً أعتقد أن الجدال حول قصيدة النثر وحول شعر التفعلية انتهى في كل العالم العربي، باستثناء مصر ربما، منذ السبعينات على أبعد تقدير!!

ثالثاً لا أستسيغ كثيراً مقارنة الشعر بالموسيقى،
وأعتبر غالباً أن من يتكلمون عن الموسيقى، ويقصدون الوزن، يكونون غالباً على غير معرفة عملية بالاثنين!
والشعر في نظري الخاص طبعاً ليس تعبيراً رياضياً عن جماليات اللغة
مثل هذا التعبير تجده بكثافة في كل الشعر العربي، منذ ما بعد أبي العلاء المعري إلى أحمد شوفي!
أي تحديداً ما يمكن تعريفه بعصر الانحطاط الشعري!!


في ما سوى ذلك، مثل الشعر ترويض للانفعال باللغة... الخ
متفق معك تماماً
لكني أرى أن هذا هو احد جوانب الشعر فقط وليس يستنفده كلياً

دمت بألف خير

طبيب نفسي said...

محمود ..

أنت علي حق تماما .. القالب والشكل يؤدي "غالبا" الي أحبولة التجميل الشكلي في الكتابة الشعرية .. وكذلك غياب البنية في قصيدة النثر قد يؤدي الي الشطط والركاكة في محاولة محاكاة اللابنية.
ترمومتر الموهبة هنا هو الرؤية والصياغة والتجربة الشعرية .. لذلك أجد نصوصك أكثر شاعرية متجاوزة حدود القالب والبنية.
انت تجعل من الاشياء العادية والمواقف اليومية حالات شاعرية ، ان لم يكن هذا شعرا فماذا يكون إذا.
أما إذا جمعت البنية والرؤية فهذا هو منتهي الموهبة ..
لذلك كان احتفائي بشعرك .. طزاجة الموهبة

تحياتي

طبيب نفسي said...

عزيزي فادي ..

يسعدني الحوار معك ..
ولنا عودة

Unknown said...

محمود عزت :-
احتراما لعمرو عزت لن أتمادى فى الرد عليك

طبيب نفسى :-
مجرد استفسار والله مش أكتر...يعنى ايه "أحبولة التجميل" ؟

طبيب نفسي said...

عزيزي فادي ..

بالفعل الشعر لا يوازي اللغة كقيمة وظيفية .. أنا لم أقل هذا ـ يبدو أنني لم أشرح بالتفصيل وجهة نظري ـ ولكنني رددت مايقول أعداء قصيدة النثر ، لذلك أسميته بالخطر الزائف .
بشكل عام أنا ضد الفن كقيمة وظيفية وأري أن الفن والشعر ذو قيمة جمالية إنسانية بالتحديد.
في رأيي الشخصي أن مايصنع "الشعر" هو الشعرية في الاصل وليس اللغة أو القالب ـ عمودي أو مرسل .. تفعيلة أم نثر .. فصحي أم عامي ـ.
ثانيا: الجدل حول قصيدة النثر بالفعل إنتهي منذ سبعينات القرن المنصرم .. وتم تثبيت دعائمه كأحد القوالب الشعرية الاكثر شيوعا علي الساحة. لكن شراذم الفاشية الفكرية مازالت تطل علينا لتكرار نفس المقولات الاجترارية حول الشكل والبنيوية .. وهذا في رأيي من توابع "قتل المخيلة" الذي صاحب حركة يوليو في مصر .. وانتشار فكرة النموذج الايجابي كوجه آخر للحركة الايديولوجية .. مثل أم كلثوم وعبدالحليم في الغناء مثلا .. واستحداث مصطلح فاشي مثل الفن الراقي .. وهو شبيه تماما بمصطلح الفن النظيف الآن علي يد التيار المتأسلم.
قصيدة النثر بشكل عام قالب شعري متميز وقديم ..
أفضل وديع سعادة وأنسي الحاج وسعدي يوسف .. وحديثا ابراهيم داوود
ثالثا: مقارنة الشعر بالموسيقى من منطلق القالب يافادي وليس الوزن .. وأنا علي علم كامل بالوزن العروضي. الموسيقي يحكمها المقام والدرجة والشكل التأليفي ، سوناتا أم صولو أو دور أو طقطوقة كل له "قالب" يتشكل داخله العمل الفني وكذلك الشعر.
التعبير الرياضي ليس موجودا فقط في عصر الانحطاط الشعري كما تسميه بل تجده أيضا في عصور الازدهار .. أي أن المنتج الاخير أو الشعرية هي الفيصل وليست الادوات.
أخيرا .. ما أعجبني في شعر محمود عزت فنية الفن وبشعرية الشعر وتجلي الفكرة ضمن سياق تخييلى تصويرى تركيبى متنوع الدلالات وواسع الايحاء. أي أنه يتكلم عن جدل الحياة وليس تضاداتها وثنائياتها الواضحة بعيدا عن الزعيق الاحادي أو غلبة الايديولوجي كما في شعر نجم أو نجيب شهاب الدين.
التجريد هو العامل الاقوي في شعر محمود.
وبالطبع الشعر جوانبه عديدة يصعب حصرها في هذه المساحة.

تحياتي الخالصة

Anonymous said...

عزيزي الطبيب
بعد أن أوضحت لنا أكثر فكرك، لست أجد خلافاً بيننا

متفق معك تماماً

تحياتي

ألِف said...

أنا كمان مش باحب الشعر المعاصر، و أعتبر الشعر هو حصرا الموزون المقفى و مش مقتنع بموضوع "الموسيقا الداخلية" دا؛ لكن ال بيكتبه محمود جميل فعلا.

ناوي أشتري الكتاب في أول فرصة و أهدي نسخ منه لأصدقاء.