أليس مثيرا للحزن و الحنق و الغيظ أن تكتشف أن الذين عشت معهم لفترة ,هي كل عمرك , لا يفهمونك بشكل جيد .
لا أعتقد أنه مبرر كاف بالنسبة لهم , أنني قضيت – أو حاولت أن أقضي – أكبر قدر ممكن من الوقت من حياتي في غرفتي , متأكدا أن الباب مغلق بشكل جيد و أن الأصوات بالخارج لا تتسرب بشكل كبير إلى الداخل لكي لا تمس القدر الكافي من الهدوء الذي يسمح لي بأن يبدو لي شيئا بشأن وجودي هنا و الآن و علي هذا النحو وسط كل هؤلاء الآخرين الذين – علي ما يبدو - تبدو لهم أشياءا أخري , كثير منها بدا لي جديرا بالاهتمام و التأمل .
كما أنه ليس مبررا أيضا أنني لا أثرثر كثيرا ,و أتهرب من ذلك , بينما أنصت كثيرا لكل ما يقال, رغم كل ما قد يبدو لي بشأنه ,و عندما أتكلم أحاول أن أعبر عما بدا لي بشكل لا يكون مضجرا لي و للآخرين .
مصدر غيظي أن مبرراتهم تلك هي حججي تحديدا , فكوني أميل للهدوء و العزلة و لا أحب الثرثرة و لا الأعداد الكبيرة من الآخرين هو مبرر كاف لأن أفقد صوابي عندما يتناوب آخرون , ممن هم أكثر قربا مني و يسمون " أسرتي " , علي سؤالي عما يحزنني لأنني أجلس وحدي , أو لأنني لم أتحدث معهم كثيرا اليوم !
يتعقد الأمر عندما أبدي تعجبي من ذلك السؤال الذي يأتي علي فترات متباعدة متجاهلا ما يقطعها من سنوات حياتي التي لا تختلف كثيرا ,ليبدأ الآن في طرح نفسه حول الشيء الأكثر وضوحا و تكرارا مما أفعله في حياتي .. تعجبي يبدو لهم صدا للود و استنكارا للاهتمام .
يزداد الأمر سوءا لو قلت أنني فقط أفكر في شيء ما , أشعر بعدها أني قد اعترفت بأني مصاب بمرض عضال , أو أنني أعاني من أزمة نفسية حادة , أو أن التفكير لا يكون إلا بشان كارثة ما .. لا يبدو لي أن للتفكير دلالة سيئة الي هذا الحد .
يزيد إصرارهم علي معرفة السبب عندما أنكر في اقتضاب وجود شيء غير عادي , يبدأ الالحاح الودود في التصاعد مطيحا ما تبقي من صوابي و تركيزي , ليجعلني في حالة من الحنق التي يتعذر معها أن أواصل إنكاري ان هناك ما يضايقني .
الأكثر إثارة للغيظ أنه في هذه اللحظة بالضبط يبدأ فيها ودهم و إلحاحهم في الانحسار ,و يقررون أن يشيحوا عني و يتركونني و شأني مرددين أنني هكذا و لن أتغير أبدا ... بينما هذه اللحظة هي واحدة من اللحظات التي تحدث لي نادرا جدا و أتغير فيها كثيرا , فأفقد رباطة جأشي و سكوني التاريخي و أترك أمارات الغضب تظهر علي وجهي ... لا أجد في هذه اللحظة من يسألني عن سبب غضبي , الذي أتعجب من عدم إثارته لفضولهم , و كأنني في العادة هكذا , و كأنهم الآن يفهمونني جيدا فلا حاجة مطلقا إلى سؤالي .
28 February 2006
الآخرون دائما
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
11 comments:
يا ريت لو عرفت تعالج الحالة دى تبقى تقولى علشان أنا بعانى منها برضوه
حلوة قوى قوى يا عمرو .. ايه هو النهاردة اليوم العالمى للابداع؟!
رغم كرهى الشديد لتلك الحالة التى تكون فيها واشفاقى على روحك منها الاانى احببتها جدا بعد كتابتك عنها
هو ليس مثيرا للحنق فقط،
هو مستفز إلى أقصى درجات الاستفزاز ..
ذلك العور أصابني ذات يوم بالتهاب في أعصابي جعلني أفقد السيطرة على نصف وجهي الأيسر ، ولم يعد لحالته الطبيعية إلا بعد علاج دام شهرا و نصف!
أليس مثيرا للحزن و الحنق و الغيظ أن تكتشف أن الذي عشت معه فترة من حياتك لا يخبرك مرة واحدة بما قد يضايقه , و تفاجأ بذلك على البلوج!
أظن أنها حالة عامة إلى حد ما، أقصد بالنسبة للشباب، أنا ايضا أعاني من هذه المشكلة بشكل او بآخر
كان الله في العون
احسن حاجة الواحد يولع في نفسه عشان يرتاح ويريح :-D
محمود:
أعتقد أنه مثير للحزن و الحنق و الغيظ أكثر أن تضطر أن تخبر من حولك أنك سوف تتضايق في حال أنهم تصرفوا كأنهم لا يعرفونك
!!
عولمة وعوام
شلالات من فوضى
وسيول مجون
والزبد يطير رزاز
يسكرك الإنعاش
يجتذبك
تتقرب منه
يتقرب منك
وتهاجمك الشلالات
تقتحمك
دون إستئذان
دونما تبيان
شلالاتٌ من أسفل
تصعد تكتم أنفاسك تسلبك ثيابك
وتعريك
تلعب بك
تخترم مسامك تنفذ من فتحاتك
شلالات من صمت
تخرس شلالات من بوح
شلالات فيك والمجرى ذاتك
شلالات من فوقك تمحو علاماتك
تملأ فضاءاتك
ترسم أجوائك
شلالات من حقد
تجرف اشراقات من وجد
يقذفها طوفان هادر
ينشرها فى كل مكان
الفوريجى
طيب يا عمرو لما إنت ساكت معظم الوقت و قاعد في الأوضة معظم الوقت زي ما بتقول في التدوينة!
حيعرفوك إزاي؟!
علي الأقل هايعرفوا ان انا كده يا فيلسوف
عارف ليه مش بيسألوك عن سبب غضبك لما بتسيب الغضب يبان على وشك؟
عشان بسهولة جدا دا في نظرهم بقية مرضك النفسي اللي إتكلموا عنه, في الأول: إنعزالي وحزين و مهموم. يا ترى ليه هو حد عمله حاجة؟ طب يمكن جرا حاجة فى الشغل!
وبعدين: ماله!! سيبوه سيبوه دلوقتي يهدى, محدش عمله حاجة,لا حول ولا قوة إلا بالله.
صديقى, لا تعبأ.
دعهم يظنون. دعهم ينسجون الأحاجي حول ما يظهر منك.
و تحيا مصر على رأي واحد صاحبى...
احييك علي المدونه العظيمه ادعو الجميع لزيارة موقعي موقع كل عظيم وابداء رايك فيه
www.nourhetler2006.jeeran.com
تحياتي عمرو نور العظماء
Post a Comment