12 November 2005

9/11/2005



(1)
قبل الثامنة صباحا بقليل ...اقف علي باب المدرسة / اللجنة الانتخابية منتظرا الزملاء و التوكيل الخاص بي لاكون مندوبا عن كمال خليل..
معي زجاجة مياه معدنية و قلم و اجندة و مختارات من محمود درويش ..من باب الاحتياط
مقهي يقع مباشرة أمام باب المدرسة ...تيسيرا علي الطلبة و للحد من كثافة الفصول !
علي المقهي رجال يرتدون " قبعات " عليها اسم مرشح الوطني لمقعد الفئات
يبدو ان المقهي محجوز اليوم لـ "فعاليات الانتخابات "
اجد أحد جيراني ( حديث التخرج ) معهم علي المقهي ...بعد السلام يسألني :
-ايه يا عمرو انت بتعمل ايه هنا ؟
- مندوب لكمال خليل
- قريبك و لا ايه ؟
- لا
-امال ايه ؟
- لانه أولا مرشح المعارضة و حركة التغيير و ثانيا لانه رجل محترم و أفكاره محترمة و تاريخه محترم و باحاول اسانده
- طب ايه حكاية البنات اللي معاه دول ...جابهم منين ؟
- دول شباب متطوعين ..ما بيتجابوش ...و انت بتعمل ايه هنا ؟
- انا في الحزب الوطني بقالي فترة
( آخر تحديث علمته لاهتماماته بالاضافة للبنات و ماركات الجينز انه يبحث عن وظيفة )
- (مقررا مناوشته ) و انت بقي تبع الحرس القديم و لا تبع الفكر الجديد
- مين دول يا عم ....انا في الحزب الوطني بس ...و بعدين انا لسه جديد!
-ما عرفش انك مهتم بالسياسة
-يعني شوية ... و كمان أصلي بصراحة بادور علي شغل و امي كلمت اسماعيل هلال(مرشح الوطني) و هيشوفلي حاجة ...فقلت ابقي في الحزب معاه .. و ربنا يسهل

أجد جارا آخر ...و لكنه هذه المرة وكيل عام لمرشح الوطني ..
حوار مشابه و بعد نبش " أصل جدي (كبير العائلة) ظبط مع اسماعيل ....و احنا مع جدي و كله مصلحة في الآخر لما يكسب ان شاء الله "

(2)
في مدخل المدرسة بجوار لجنة الاقتراع ,يجلس علي دكك من الفصول رجال و سيدات ,كلهم يرتدون "قبعات" الوطني و معهم كشوف انتخابية و بطاقات الحزب الوطني الشهيرة المخصصة لتسجيل ارقام قيد الناخبين كنوع من الدعاية
أدخل الي الفصل المخصص كلجنة اقتراع , أسلم علي رئيس اللجنة و اقدم له نفسي و التوكيل
- م /عمرو عزت مندوب المرشح كمال خليل
يرحب بي باحترام محافظا علي لقب "باشمهندس " و يسألني " هاتدلي بصوتك طبعا ؟ "
- طبعا
أسلمه البطاقة الانتخابية و آخذ ورقة الاقتراع ...أذهب نحو الستار
الستار مثبت علي الحائط (لا يوجد له خلف ) و تحته دكة ...من المفترض ان تجلس علي الدكة و وجهك للحائط و تسدل الستار فوق رأسك و تصوت في الظلام الدامس !
أفعل ذلك بشكل جزئي لكي أتكمن من رؤية ما أفعل " تحت " الستار
أعود و أضع الورقة في الصندوق
أحاول ايجاد بديل لوضع الستار ليصبح اعتراضي عمليا ...لا أجد
يعرض علي رئيس اللجنة في ود كرسيا لاجلس عليه ,..آخذه ممتنا
أكتشف و انا اعيد بطاقتي الانتخابية للحافظة أن الرجل لم يتحقق من شخصيتي بأي وسيلة ...لم أخرج البطاقة الشخصية .
كان يمكن لاي انسان ان يكون مكاني الان بالتوكيل و ببطاقتي الانتخابية .
بداية مبشرة

(3)
في اللجنة خمسة من مندوبي المرشحين غيري
مندوب مرشح الوطني فئات و مندوبان عن مرشحين مستقلين (منشقين عن الوطني ) و مندوبان عن مرشحين من مرشحي العائلات (أحدهما مندوب عن أبيه )
حوارات قصيرة و تعارف
أسعدني أنهم جميعا أشادوا بكمال خليل و سألوني مزيدا من المعلومات عنه عندما عرفوا اني مندوب عنه و سألوني عن حركة كفاية ورموزها الأخرين
أحدهم قال ان هذا الرجل يجب ان يفوز و لكن ينقصه الترتيب مع العائلات و ألا يكتفي بمخاطبة الشباب الذين أعجبوا به
آخر قال انه اعجب جدا بكلامه و أوراقه و لكن علي حد تعبيره هذا الكلام " ما بيأكلش " دلوقتي
أحدهم شاب مسرحي يعمل مساعد مخرج و يحاول شق طريقه يخبرني أنه لو كان قابلني قبل دخول اللجنة لكان أعطي صوته لكمال خليل مع المرشح الذي يمثله هنا
و يخبرني أن هذا المرشح قريبه من ناحية أمه ( اخت الشاب مندوبة أيضا عنه في لجنة السيدات )

(4)
رئيس اللجنة في أواخر الثلاثينات بدين ,ريفي ,يبدو خاملا و كسولا و طيبا
عرفت فيما بعد أنه محام لقضايا الدولة و ليس قاضيا ...و يسكن احدي قري الجيزة
من دردشة قصيرة معه أجد ثقافته السياسية مثل ثقافة عم رمضان غفير الجراج مع الاخذ في الاعتبار ان عم رمضان لا يعرف القراءة و لا يجد وقتا للتليفزيون و ثقافته مستمدة من دردشات فترات راحة سائقي التاكسي و خطبة عم حسن يوم الجمعة .
يتقبل من أحد الناخبين ملاحظة حول جلوس مرشح الوطني بالقرب من مكان الاقتراع مما قد يمكنه من رؤية الاختيارات
مندوب احد المستقلين ( وطني منشق ) يبالغ في سذاجة في التأكد من عمل الأمناء في تسجيل التوقيعات
يعترض احد الامناء و يرد المندوب بغطرسة فتحدث مشادة بينه و بين رئيس اللجنة الذي يطرده من اللجنة
يحتد رئيس اللجنة من أي ملاحطة علنية أو بأسلوب آمر
أقرر مراعاة ذلك علي قدر الامكان بدلا من الخروج مبكرا

(5)
أول اعتراض :
احتج - محافظا علي ابتسامة و هدوء و لقب "سيادتك " - علي وجود افراد الوطني و قوائمهم الانتخابية داخل المدرسة
بعد حوار طويل ودي ... يمل و يطلب استدعاء أمين الشرطة ...أتخيل انه سيطردني
و لكن - و يا للمفاجأة- يأمره أن يذهب معي و يفعل ما آمره
أذهب معه و أخبره ان هذا الوضع هو دعاية غير مشروعة داخل اماكن الاقتراع
يامرهم الأمين بالانتقال الي خارج المدرسة
ينقلون دككهم و أوراقهم وهم يرمقونني في دهشة ..بينما أبتسم انا في زهو لا يخلو من سخرية
احداهما تتعثر في نقل دكتها للخارج ...أسرع و أساعدها مغمغا : " عقبال امبابة كلها و مصر كمان "
تستفهم غير واعية لما قلت ..." لا ولا حاجة "
بعد الجلاء ... أشكر أمين الشرطة فلا يرد و يرمقني مستاءا
أعود في خيلاء النصر الي داخل اللجنة و أشكر الرئيس في هدوء الواثق و لكن بابتسامة ممتنة

(6)
بعد هذا الموقف -بالاضافة الي حوارات أخري مع أسماء بالخارج علي باب اللجنة - ينتشر في اللجنة و لدي أفراد الأمن اننا من " حزب " كفاية ..علي حد تعبيرات مندوبي الوطني و المستقلين في همساتهم من خلف ظهري
في لجنة السيدات لا شيء يحدث تقريبا ...لا تصويت - تقريبا - ولا مشكلات و لا اعترضات بالتبعية ..
حتي أتت قيادية بالحزب الوطني و انتابها غضب عارم لان رئيس لجنة السيدات قال لها و هو يعيد لها كارنيه الحزب " زيك زي اي ناخبة عندها 18 سنة "
بدأت في الصراخ و معها مساعدتها و صنعا أزمة و أجريا مكالمات بقيادات حزبية و امنية و توعدا الرجل بالويل و الثبور و تحويله ميكانيكيا و لم ينه هذا الضجيج المثير للغثيان الا توسط رئيس لجنة الرجال الذي أوقف التصويت حتي اقترعتا و رحلتا في ستين داهية


(7)
في الثانية عشرة ظهرا يبدأ الناخبون في التوافد بكثافة أكبر
اتنقل بين داخل اللجنة و باب المدرسة لاكتشف ذلك النمط الجديد من التصويت
" توصيل الناخبين الي الصندوق "
انصار الوطني ياتون بالناخبين ( لا أدري من أين ) يشدونهم من ايديهم و يحتفظون ببطاقاتهم و يسلمونهم الي آخرين علي باب المدرسة الذين يسلمونهم بدورهم الي اخر داخل اللجنة
و لكن - للامانة- يتركه هذا الاخير علي بعد خطوات من الصندوق و هو يودعه هامسا في أذنه " زي ما قلت لك يا فلان ..رقم كذا و كذا "
أحيانا يعود "فلان " ليستوضح ان نسي " رقم كذا و لا كذا "
يبدو ان انصار الوطني يتوزعون علي تنوعات و مشارب ايديو لوجية مختلفة فبعضهم بالاضافة للتصويت لرقم " 1" (مرشح الفئات) يوصي بهذا الرقم أو ذاك
طبعا كل الارقام من مرشحي الوطني الرسميين أو المنشقين ...و لكن يبدو أنهم مجموعة ميليشيات مختلفة داخل الحزب
هذا النمط من التصويت يجمع للأسف بين ناخبين يبدو من هيئتهم أنهم عمال فلان و محاسيب علان بالاضافة لطلبة جامعات و مهنيين
لم أتمكن من رؤية أيه حالة " دفع " مقابل هذا التوصيل المجاني حتي الآن
يبدو أن الجميع أخذ حذره نتيجة لوجودنا و وجود مراقبين من احدي منظمات المجتمع المدني

(8)
أقترب من رئيس اللجنة و أطلب منه وجود مندوب واحد للوطني , فبمرور الوقت و احتدام " توصيل الناخبين " يتواجد أكثر من ستة من " الوطني " داخل اللجنة
" ده سوق الاربعاء مش لجنة انتخاب "
رئيس اللجنة يحتد و يطرد بعضهم
و لكنهم امام تدفق الناخبين يعودون بالتفاهم من القاضي بدعوي تنظيم تدفق الناخبين و البحث عن ارقامهم في الجداول
يشاركهم مندوبي المستقلين و أبقي الوحيد الجالس من المندوبين جميعا
مندوبي المستقلين يحاولون استجداء الناخبين
ذلك المندوب عن أبيه يكاد يتسول من الناخب بعدما يخرج له من الجداول رقمه المسلسل
- رمز التليفون ..هه
ردود محرجة و هازئة يتلقاها " معاييش رصيد و الله " ..." طيب لو كان خارج نظاق الخدمة اعمل ايه ؟" ..." مستنيك انا و الله مش عارف اكتب مين ..تصور " و لا يتراجع
انتظر ان يسمع الرئيس احدي محاولاته و اشير اليه بلا كلام
ينبهه الرئيس :" يا أستاذ ممنوع الكلام مع الناخب ؟"
الرئيس بدأ صبره ينفذ من الجميع

(9)
معظم الناخبين لا يدخلون " تحت الستار " و من موقعي و بمعرفتي ارقام المرشحين و اماكن اسمائهم في الورقة استطيع ان اتابع مسار التصويت
عدد قليل يحتمل تصويته لكمال خليل
تصويت كثيف من " الملقنين و المستقدمين " لمرشح الوطني الفئات و معه المستقلين المنشقين ..أما مرشح الوطني العمال تقريبا لا أحد
(يعتمد الاخير علي منطقة المعتمدية الريفية كثيفة التصويت و لا يقوم بالدعاية في غيرها أصلا ..و يحصل علي أعلي النتائج !)
طبيب جارنا يصوت لمرشحي الوطني في سرعة فوق الصندوق و لا يبالي بتوجيهات رئيس اللجنة و يخرج مسرعا (يبدو أن الزبائن ينتظرون في العيادة)
( فيما بعد أخبرني أن اسماعيل هلال مرشح الوطني افضل لانه جارنا و ابن حتتنا و ينفع في اي خدمة بعد كده في اي وقت )
تتآكل آمالي في نسبة تصويت جيدة لصالح كمال خليل و أتمني فقط نسبة معقولة

(10)
باستتباب الأمر لانصار الوطني يبدأون في فرض سيطرتهم علي المكان
يفتعلون مشاجرة مع مراقب و يطردونه بمواقفة رئيس اللجنة ...احاول الاعتراض .فيحتد علي لاول مرة : " يولعوا فيه بجاز ...جاي يراقب عليا ؟!"
احتد انا الأخر " ده هنا في حمايتك و بيقوم بدوره و دول بلطجية "
يصرخ :" اللي مش عاجبه يروح يشتكيني ...هوه كده "

بعد قليل تدخل أسماء و تتجول في الممر أمام باب اللجنة لتتابع الامور ..يحتج " بلطجية " الوطني المنتشرون بالداخل باسم القانون (!) : "مندوب واحد لكل لجنة "
ارد عليه في حدة : " انتوا سبعة و عشرين واحد جوه بتنظموا المرور ! "
بعد جدل يبدأون في التعلل بالاخلاق و التقاليد : " يرضيك برضه بنت تقف وسط زحمة الرجالة علي باب اللجنة " !

(11)
جلبة بالخارج
اخرج فاري زحاما و اسمع شتائما متبادلة و تهديدات و توعدات
اسأل أسماء فتجيبني ضاحكة : " دول بتوع الوطني بيتخانقوا علي وجبات الغداء " !

(12)
أبي بعد أن أعطي صوته لمرشحي الوطني في لجنة أخري ...جاء ليطمئن علي الأحوال هنا
يرسل لي أبي من يناديني من داخل اللجنة (!) ..أطمئن لوجود أحد الزملاء أمام باب اللجنة ...فأخرج لملاقاته
أبي واقف بالخارج مع الحاج سيد مدير جمعية من كبري الجمعيات الخيرية هنا
يؤكدان علي سريان اتفاقهما مع مرشح الوطني
" خلاص يا حاج سيد زي ما اتفقنا ...الناس بتوعك و حبايبك مع مرشح الوطني فئات و أي واحد عمال و هو علي وعده معانا "
أسلم عليهما
يعرف الحاج سيد أني مندوب بالداخل لكمال خليل , يتحول وجهه لعلامة استفهام كبيرة , و يداري أبي حرجه كإمبابي عريق (مش عارف يلم ولاده ) وسط هذا الجو المحتفي بإيتاء أولي القربي
" تخيل يا سيدي اخواته كمان نازلين ينتخبوا كمال خليل ...شفت بقي الديمقراطية"
أطمئن أبي أن الأمور تسير في هدوء
اسلم عليهما و اعود الي قواعدي

أعرف فيما بعد أن أبي اوصاه بعد رحيلي
" شوف يا حاج سيد ...عمرو جوه و معاه شباب زمايله تبع كمال خليل ...دول شباب محترمين مش زي ولاد "......" بتوع الحزب الوطني ....لو حد داس لهم علي طرف ....انت طبعا و حبايبك هنا علي القهوة ....طلعوا " ....." أم اللي يكلمهم و " ...." أم الانتخابات و الاتفاق و الحزب الوطني كمان ....اتفقنا "
كان علي هوي الحاج سيد أن يحدث مشاكل لكي يشفي غليله من مرشح الوطني الذي يكرهه و الذي جاء و "حبايبه " يساندونه اليوم من أجل الايتام و الأرامل و أسانسير المجمع الخدمي ...!

(13)
باستثناء ضجيج الملقنين و عمال هيئة نقل الناخبين الي اللجنة ...يمر باقي اليوم رتيبا و مملا
مشاغبة صغيرة مع احد الامناء
اجلس في هدوء طوال الوقت ...وحدي ...بينما باقي المندوبين يتحركون و يهمسون في آذان الناخبين بعد أداء خدمة لهم قد تكون مجرد الترحيب باهلا و سهلا ...اكتفي بحوارات قصيرة مع رئيس اللجنة
احد الامناء : " و الله انت احسن واحد هنا ...في حالك كده "
أشم في كلامه رائحة ساخرة
أرد عليه بكلام له رائحة مماثلة :" انا أحب أشوف شغلي من غير ما اتكلم علي الفاضي و المليان "
يجفل و أشعر بالذنب من ذلك...فأواصل محولا عدوانيتي الي الزملاء المندوبين
" و بعدين انا مايشرفنيش و لا يشرف المرشح اللي انا مندوب عنه ..اني اقوم اشحت اصوات جوه اللجنة "
الرد علي هذه الجملة جاء بحرماني من كوب شاي ضمن عزومة من رئيس اللجنة تولي نقلها احد مندوبي الوطني
جاء بفراش المدرسة و اعطي الجميع و تجاهلني
نظر لي بعدها فابتسمت له " هل كان يتوقع مثلا أن تطفر الدموع من عيني "
رئيس اللجنة انزعج جدا و أمر غاضبا بكوب شاي لي فورا
هدأته و شكرته علي اهتمامه

(14)
قبل النهاية يحدث بعض الهرج علي إثر اعلان رئيس اللجنة بانه سيضيف ربع ساعة فقط لوقت التصويت الرسمي لتعويض الايقافات (الوقت الضائع )
موصلو الناخبيبن بالداخل يعدون هنا و هناك لحث الموصلين بالخارج علي سرعة تسليم الانفار
مواطن " لم يتم توصيله " يجد صعوبة في البحث عن اسمه في الجداول ....اخرج و ابحث معه
رئيس اللجنة يلاحظني :" ما تقلقش ...لو تبعك ده هانتظره نصف ساعة "

(15)
في نهاية اليوم اجراءات عادية و حمل الصناديق في ميكروباص
احد الزملاء يذهب ورائهم لجنة الفرز و تنتهي مهمتي
خطوات قليلة و أكون في البيت ..

(16)
استيقظ من النوم بعد منتصف الليل بقليل
علي موقع كفاية انباء عن طرد كمال خليل من لجنة الفرز لمطالبته بفرز كل صندوق علي حدة كما هو مقرر
مظاهرة أمام قسم امبابة احتجاجا علي طرد كمال و البعض يروي قصة صندوقين مفتوحين وصلا الي لجنة الفرز

(17)
الخميس : صباحا يتم اعلان النتيجة ....تقريبا كما رصدتها من موقعي داخل اللجنة ...اعادة بين مربع الوطني (اثنان مرشحا الحزب و اثنان منشقان )
نسبة الاقبال في امبابة حوالي 18 %
نسبة الاقبال في اللجنة التي كنت بها تزيد قليلا عن 10 %
و لكنها لجنة أكثر المناطق حضرية و أقلها من حيث سطوة العائلات و الزعامات
أتوقع نسبة مرتفعة في لجان الريف رفعت من متوسط نسبة التصويت

(18)
مساءا تصلني ورقة بها نتائج كل المرشحين
كمال خليل يتصدر مرشحي المعارضة ب 604 صوتا
رقم هزيل بالمقارنة بعدد اصوات الاول " مرشح الوطني عمال " الذي يعتمد علي انصاره في منطقة واحدة و حصل علي ما يقارب سبعة آلاف صوت

(19)
و لكن أنا متفاءل جدا و سعيد أيضا
الرقم كان اكثر من ذلك لولا أن محسن صديقي انتخب كمال خليل فقط فبطل صوته حسب اللوائح التي تقضي باختيار اثنين !
605 أصوات نتيجة جيدة
605 مواطن صوتوا لشعار حي علي النضال
صوتوا لمن قال لهم انه لا يملك تشغيل اولادهم و لا يملك ان ياتي لهم بتاشيرات الوزراء و لا عطايا المسؤولين
صوتوا لمن وعدهم باضرابات و اعتصامات و نضال حتي انتزاع الحقوق
605 صوتوا لكمال خليل و كلامه في اوراقه لا لانه جارهم او قريبهم
605 ....اعتقد ان هناك اضعافهم ممن تمنوا لو انتخبوه و لكن لا يملكون بطاقات انتخابية بل احيانا و لا شخصية (زوروا سكان بدرومات أرض عزيز عزت )
الأمر يستحق التهنئة في رأيي ...كبداية مشرفة لمشوار طويل و صعب
مبروك لكمال ..مبروك لكل الشباب ....605 صوت " شايل كلمتكم و بتراب الشارع متحني "

(20)
لا أستطيع - طبعا - أن أصدق ان كل شيء تم بنزاهة و شفافية كما يردد التليفزيون و مانشيتات صحف الحكومة
و لكن يبدو أن هذه الانتخابات نتائجها تعبر بشكل ما عن " ارادة " من ذهبوا اليها .... مع استثناءات و بغض النظر عن مدي " حرية و استقلال" هذه الارادة
لا أستطيع ايضا أن أصدق كل ما يقال عن التزوير و التسويد و التلاعب كثير منه مجرد تخمين و توقعات بلا ادلة أو وقائع محددة.
و لكن مؤكد هناك مخالفات جسيمة حدثت قليل منها مؤثر في النتائج , و دوائر بعينها تشم منها رائحة التزوير

ما لا أستسيغه مطلقا ان يخرج نعمان جمعة ,المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتغيير , علي صدر الصفحة الاولي من " الوفد " صباح الاربعاء - قبل أي شيء - , و بعرض الصفحة يقول :" لاتوجد انتخابات حقيقية في مصر "
احتراز مسبق لتبرير الفشل ...لماذا اذن سيخرج المواطنون من بيوتهم لتأييد الجبهة التي تتحدث باسمها يا دكتور نعمان ؟
لا أستسيغ أيضا الجهود المحمومة - من جانب المعارضة - لتصوير الأمر كأنه كان مسرحية أو مهزلة معروفة نتائجها سلفا
حتي الانتخابات الشفافة بلا أدني مخالفة لا أعتقد أنها كانت ستأتي بانتصار مؤزر للمعارضة
الا اذا كنا نتحدث عن شعب آخر في بلد آخر له تاريخ آخر .
واجهوا الاسباب الحقيقية بشجاعة...و افضحوا المخالفات و لكن بموضوعية ...و ارصدوا التحسن و عضوا عليه بالنواجذ و امنحوا الناس أملا و ارفعوا من قدر مشاركتهم
والا فلا تدعوا الناس للمشاركة في المهازل و لعب دور الكومبارس في المسرحيات

(21)
ماحدث أن باب القفص أصبح مواربا
و لكن طائر الزينة لا يحسن الطيران
- و علي ذلك يراهنون -
علموه الطيران بدلا من التهويل من قسوة القضبان

18 comments:

R said...

عجبني سردك ووصفك جداً...
ـ

Anonymous said...

حلو جدا، بس أنا مش موافقك التزوير شديد جدا جدا في مرحلة الفرز في أغلب الدواير و من أول اليوم في بعض الدواير، الجيزة مثلا كانت مسخرة.

أنا شايف أن ده اسوأ من انتخابات 2000 رغم العنف الشديد ايامها

لكن عشان منضحكش على نفسنا التزوير ما كانش ضد المعارضة، التزوير ده خناقة بين بتوع الوطني و بعض و أحيانا ضد الاخوان (باستثناء باب الشعرية طبعا)

أا موضوع حشد الناخحبين، أنا مش فاهم أحنا معترضين على ايه، منتنيل نحشد ناخبين أحنا كمان لو لينا فعلا ناس عاوزة تنتخبنا.

R said...

هتحشد مين بس إذا كان الناخبين بتوعك بتعلمهم ليل ونهار إنّهم ما يتحشدوش؟؟

هي دي المشكلة: ينتج البشر عشرات من الحمقى في الوقت يقضيه الحكماء لإعادة أحمق إلى الصواب...
ـ

Anonymous said...

أما عن التزوير فقد ثبت بجميع السبل و الوسائل المتاحة فى الكون .. و تقريبا باعتراف النظام نفسه .. كلام الأحزاب و منظمات المجتمع المدنى و تقارير القضاة .. و أحكام القضاء .. هل كل هؤلاء كذابون ؟ ليس معقولا ان مبارك نجح بنسبة 90% .. و الحزب الوطنى ينجح ياستمرار ب 90% ايضا .. هذه النسب غير منطقية و لا مثيل لها فى العالم .. المادة 76 لا مثيل لها فى العالم و هى غير دستورية اساسا .. لجنة انتخابات الرئاسة ذات الصلاحيات الإلاهية لا مثيل لها فى العالم .. لماذا يكون الفرز سريا ؟ أحكام المحاكم لا تنفذ .. فهل المحاكم ايضا كذابه ؟ .. لماذا يرفض النظام الرقابة الخارجية .. و لماذا يرفض الرقابة الداخلية كما حدث فى انتخابات الرئاسة لآخر لحظة ؟ .. القضاة يستبعدون .. 1700 قاضى لماذا يستبعدون ؟ أحكام البطلان لماذا لا تنفذ ؟ أحكام استبعاد القيد الجماعى لماذا لا تنفذ ؟ كيف سقطت امال عثمان و اعلن النظام ذلك .. ثم عادو فى كلامهم و أنجحوها .. !!

عمرو said...

تحليل موضوعي ومتوازن. ومن التحليلات القليلة جداً التي وجدت فيها رؤية واقعية وشجاعة في نقد الذات دون تسليم لليأس والإحباط.

radwa osama said...

اولا :متفقة جدا مع الراى الى بيقول اننا مش لازم نحشد الناس لاننا بنعلمهم انهم ما يتحشدوش
ثانيا: الى كتبته بجد اكثر من ممتاز..بحبك جدا

عمرو عزت said...

معلش يا جماعة .. رضوي تبقي خطيبتي
و و اضح انها كانت رايقة حبتين

أشكر رامي و علاء و عمرو و الآخرين

أنا طبعا لن أتورط في الدفاع عن النزاهة التامة لهذه الانتخابات
و في نفس الوقت لا اجدني مختلفا مع كل من علق بشكل كبير
فما قلته:
"
و لكن يبدو أن هذه الانتخابات نتائجها تعبر بشكل ما عن ارادة من ذهبوا اليها .... مع " استثناءات " و بغض النظر عن مدي حرية و استقلال هذه الارادة
لا أستطيع ايضا أن أصدق " كل " ما يقال عن التزوير و التسويد و التلاعب .. " كثير " منه مجرد تخمين و توقعات بلا ادلة أو وقائع محددة.
و لكن مؤكد هناك مخالفات جسيمة حدثت .." قليل " منها مؤثر في النتائج , و دوائر بعينها تشم منها رائحة التزوير
"
ربما نختلف حول ما بين الأقواس :
أكثر من استثناءات ..
الاختلاف حول تقدير قليل او كثير

و لكن ما أتحدث عنه هو ضبط نغمة المعارضة لكي لا تفضي الي اليأس

صحف المعارضة التقليدية تعتبرها معارك شخصية ضد الاعلام الرسمي
و تفضل ان تقول لم يكن هناك امل علي ان تراجع نفسها و الواقع
و الناس يلوكون هذا الكلام الذي ينتشر كمادة محببة كمبررات للتقاعس و السلبية
هذا مع ما المسه من ميل كبير من جانب المعارضة و جماهيرها الساخطة نحو الاتكاء علي فساد النظام للتهويل من أي قول مرسل و اعتبار ان اي حديث فساد لا يحتاج لديل أكثر من الواقع الذي نعيشه

نقص الشفافية و القيود علي الصحافة و دعارة الصحافة الرسمية احد اسباب ذلك
و لكن في المقابل نتائجه وخيمة و تؤثر كثيرا علي مصداقية الخطاب و نزاهته

أحزاب المعارضة التقليدية الكبري الثلاثة التي تعزف هذا اللحن الكئيب الأن ....لا أثق كثيرا في قياداتها و لا خطابها و أظنها تحتاج الي اصلاح داخلي شامل و تجاوز استبدادها الداخلي و صراعاتها الداخلية الصغيرة

و أتمني ألا تنزلق القوي المعارضة الجديدة الي ادمان الاحتجاج كنشاط وحيد
و أتمني ان تتحلي بموضوعية التعامل مع الواقع و أن تراعي عملية خطابها عنه
القوي الجديدة لا تحتاج للدفاع عن نفسها بل تحتاج لزرع امال و احياء همم

لا أدعو للتراجع عن فضح الفساد و الاستبداد و لكن ادعو اليه بجانب ابراز الخطوات المضادة الناجحة التي تثبت امكان العمل و وجود الامل

Anonymous said...

بسم الله الرحمن الرحيم
أن الله لا يفير ما بقوم حتي يفيروا ما" بأنفسهم"
صدق الله العظيم
الموضوع رائع يا عمرو, حلو بجد
مروة حسن

Anonymous said...

نسيت ياعمرو أقولك حاجه مهمه زى ماأنت عارف طبعا
أن رضوي أنسانه حره تطبق الديمقراطيه دائما مع نفسها
بالآضافه أن أول خطوة لتعليم الطائر كيف يطير ؟ هى تعليمه كيف يعبر عن مشاعره وأفكاره بلا قيد أوخوف
وصدقنى عمر المشاعر الصادقة ما كانت محل خجل أو حتى قيد أجتماعى
مروةحسن

وليد said...

على المعارضة ان تثق في جهودها وان تتلمس طريقا ملهما للناس,واعتقد ان تجربة الانتخابات اعطت شرعية ما لنظام الحكم من المعارضة الجديدة وهو ما يمثل خطرا حقيقيا على الروح التى سربها نداء كفاية

Anonymous said...

أحب أقول اني معجب بأسلوبك و شجاعتك ألأدبية أنتم مازلتم في مقتبل ألعمر تخيل لو كل واحد من المؤيدين لكمال خليل قدر يقنع عشرة ناخبين من ألآن لأى انتخابات مقبلة سيكون هناك حوالي سبعة الآف صوت معكم

عمرو عزت said...

شكرا مروة
و من قال ان ذلك عيب او محل خجل
و لكن لم اكن اعلم انك تقدمية هكذا

وليد : بالنسبة للشرعية التي ستضيفها الانتخابات للحزب الحاكم
فلا أظن انها ستشكل فارقا
الشعب المصري لا يعترف حاليا بشرعية الحكومة و لا المعارضة و لا بالسياسة أصلا
الدليل : نتائج الاخوان في المرحلة الاولي

و لكن اتفق معك في ان روح نداء كفاية تحتاج لابداع جديد و دعم و اقتراب اكثر من كل المصريين المتعاطفين و خاصة الشباب - ناشطين و غيرهم - لتتمكن من البقاء طويلا بنفس القوة

عمرو عزت said...

اضافة بسيطة
تفسير لماذا قلت انني لا اصدق كل ما يقال عن احداث التزوير و المخالفات وغيره
صحفيو المعارضة يعتبرون فساد النظام الحاكم ذريعة لنقل كل قول مرسل او اشاعة يروي فسادا عنهم
لا يمكنني ان ارد الا علي ما شاهدته عيني

صحيفة الكرامة - التي أشيد كثيرا بمهنيتها و كثير من صحفييها - ذكرت في عددها السابق الثلاثاء 15-11-2005
ان لجنة 15 مايو بارض الجمعية تلك التي كنت بها
تم طرد مندوبي المعارضة و المستثقلين منها
ما حدث انني كنت الوحيد مندوبا لمعارض و لم يتم طردي
و حالة الطرد الوحيدة كانت من نصيب مندوب نائب منشق عن الوطني علي اثر مشادة بينه و بين القاضي كما ذكرت في التدوينة
في تقرير الصحيفة عن انتخابات امبابة تفاصيل أخري صحيحة
بالنسبة لجريدة الوفد فانها تقترب الان من الاصفرار
فقط قارن بين تقريرها عن حرق مقر الوطني في امبابة و تمويهها الخبر من اجل الغرض و بين المعلومات التي سقتها في تدوينتي التاالية و هي معلومات ملقاة علي قارعة الطريق و لا تحتاج لغوص او مصادر خاصة

وسط هذا الخلط
ما لم أشهده بنفسي كيف أصدقه بشكل كامل اذا فقدت الثقة في دقة او نزاهة التقرير الصحفي

اذا كان ثمة استثناء مما سبق فطبعا يجب ان استثني " المصري اليوم " لنزاهتها و حيادها و تدقيقها الذي لا يخرقه سوي أخطاء و هنات صحفيين لا تري فيهم غرضا
في الغالب

Eman M said...

تقريرك رائع يا عمرو .. عارفة إنك مش بتقلل من نسبة التزوير بس هية كانت أكبر من التوقعات، بالذات لو اعتبرنا إن شراء الأصوات دة نوع من أنواع التزوير
إن شاء الله و بعد تأخير شديد هحاول أكتب ملخص ما مررت به يوم الإنتخابات قريباً

اسمحلى أعترض معاك بشدة على تعليقك
"و و اضح انها كانت رايقة حبتين"
انتهاك شديد لحرية انسان
انتهاك متضمن سخرية .. محبط جداً

عمرو عزت said...

شكرا ايمان
في انتظار تقريرك

و انا متأسف جدا علي هزاري البايخ
و كنت فاكره عادي
بس ما دام صوت أنثوي آخر انضم لصوت مروة
فلا املك الا الاعتذار
انا فعلا آسف

Samer ATALLAH said...

بالأصالة عن نفسى وعن كل المصريين فى بلاد الغربة بشكرك على نقل الصورة الحية للواقع الأليم دا

عمرو عزت said...

شكرا جزيلا أبو العربي
متفق معك تماما
كنت أقصد النزاهة " الاجرائية " للانتخابات
و حتي هذه لم أسبتعد خرقها بالمخالفات و الانتهاكات
شكرا لتعليقك
هل أنت أبو العربي نفسه في مندرة كفاية ؟

عمرو عزت said...

فقط أحب الآن أن أسجل تراجعي عما قلت بشأن نزاهة و مصداقية الانتخابات

بعد انتهائها أصبح من الحمق أن أصر علي رأيي بشان تعبيرها المعقول عن ارادة الناخبين

انها فعلا مهزلة و مسرحية سخيفة

و للأسف علينا ان نحاول اقناع الناس بالمشاركة فيها و الاهتمام بها من اجل تغييرها