08 November 2005

المكان : 13 شارع طلعت حرب - إمبابة



لم أشك و لو للحظة واحدة في دور أمن حكومتنا الذكية في تدعيم نضال الحركة الوطنية
ففي الوقت الذي كانت فيه مظاهرات " كفاية " وقفات صامتة لعشرات ساندتها حجافل الأمن المركزي و حماقات الضباط لتوفير المادة الاعلامية و الصورة الجذابة للكاميرات
و عندما أصبحت مظاهرات كفاية بالآلاف ..تراجع قليلا دور الأمن و صار مشاركا رمزيا باعداد قليلة من المخبرين بملابس مدنية ..و تراجعت الجحافل في انتظار حركات أخري وليدة
في إمبابة تأخر الأمر قليلا و لكن قبل المؤتمر الختامي لكمال خليل أدي رجال الأمن واجبهم الوطني الذي لا يفوتهم ..
فسواءا هم أم بلطجية أخرون من أبناء هذا الوطن هم من
اعتدوا علي سيارة الدعاية و حطموها و قاموا بضرب ابراهيم الصحاري و سعد منير
الا انه من المؤكد ان ابراهيم الصحاري ما زال - حتي كتابة هذه السطور - محتجزا في قسم امبابة مع البلطجية في زنزانة واحدة ...أتعجب من احتجازهم للبلطجية !
أما بالنسبة للمؤتمر فقد
رفض الأمن انعقاده عند " السلم " بأرض الجمعية في شارع الوحدة..
و تغير المكان الي شارع طلعت حرب بجوار المقر الانتخابي ...معطيا فرصة للمدونين من أمثالي لتسجيل المصادفة السعيدة التي وافقت انتقال نشاط حركة التغيير ....من ميدان طلعت حرب و شارعه و ما حولهما في ( وسط البلد) ...إلي شارع طلعت حرب و ميدانه ( المسمي شعبيا حجر الأساس ) في إمبابة ( قلب البلد )
بعد مسيرة قصيرة بدت غاضبة بعض الشيء , كنا في صوان المؤتمر ...تحديدا بجوار السماعة اليسري ( لازالت أذني تطن حتي الآن ) ..و تحديدا كنا " شلة " من المدونين ...أنا و
رضوي و عمرو غربية و علاء و منال و نورا يونس و نذير العاصفة و واحدة مصرية - و الترتيب لا يعكس المقامات المحفوظة لقدامي و مشاهيرالمدونين .
عمرو غربية اختار المكان بجوار السماعة في آخر الصفوف تحت تأثير احدي عاداته الدراسية و استجبنا كمدونين يفضلون مراقبة الوضع كاملا من المقعد الأخير .
كنا تقريبا في المقعد الأخير بالنسبة لشباب الاشتراكيين و اطياف اليسار و بعض شباب " كفاية " ..و لكن الجماهير التي اجتذبها " الكلام " تجمعت في نهاية الصوان ...بعضهم أقدم علي الدخول و الجلوس و الكثيرون فضلوا المشاركة وقوفا من بعيد لكي لا تصيبهم شظية من " الكلام الكبير" الذي يقال بالداخل


نذير العاصفة نبهني لضرورة الاشادة بصاحب الفراشة المناضل الذي وضع اسمه و تليفونه عل يمين و يسار خلفية المنصة
(أعتقد أن شباب الحملة غرروا به و الرجل لم يكن يدري هل يقيم صوانا لمؤتمر سيهتف فيه " ابن امبابه ..الرجل الجد يحب الجد " أم سيهتف فيه " يسقط مبارك " و " ثورة حتي النصر " )
لا أنسي أن أشكر - معتذرا- الكثير ممن دعوتهم و " كبسوني " هذه المرة و حضروا
عزيز صدقي لم يحضر لوعكة صحية بين قوسين و بعدها علامات استفهام ...
جورج اسحق قال كلمتة الموجزة و اختصارها " حانت ساعة التغيير " و رحل
عبد العزيز مخيون عفويا تحدث كثيرا عن قريته " أبو حمص " و ندد بـ"كمال الشريف " و" صفوت الشاذلي" و أزواج أخري من التوائم الملتصقة .... معا و بقعر الطاسة المصرية
جمال فهمي مازح الحضور بخفة ظله المعهودة و تمني لكمال خليل " رفيق سجنه " يوما ما ..التوفيق في الانتخابات و لكن أشفق عليه من التواجد في البرلمان المصري بين تلك الأغلبية من حثالة البشر و المجرمين الموقرين
عبد الغفار شكر و عادل محيي من حزب التجمع , نقلا تأييد التجمع لكمال خليل في كلمات تقليدية
القيادي العمالي ابراهيم صديق تحدث عن العامل كمال خليل المساند لنضالات العمال في كل أنحاء مصر
- كلمة اعتراضية من كمال خليل تتوعد بمسيرة بعد المؤتمر لـ "تحرير ابراهيم الصحاري " من قسم امبابة -
وجدي عبد العزيز ( مركز الجنوب ) تحدث عن الانتهاكات و بشائر التزوير و حاول في النهاية ان يعود في الاتجاه المعاكس ليدفع الاحباط و اليأس و يدعو الجميع للمشاركة و المراقبة
محمد خليل (شقيق كمال ) تحدث عن كمال المناضل ابن الحركة العمالية و حكي جانبا من تاريخ عمل اليسار في امبابة
القطب اليساري أحمد نبيل الهلالي المحامي (قديس الاشتراكية ) الذي أسمعه لاول مرة و ظننت أني ساستمع لمرافعة ...جاء حديثه - الذي قرأه من روقة مكتوبة - بسيطا و بليغا في عاميته مع بعض السجع و الجناس
و ان كان تحول في نهايته لمرافعة دفاعية ردا علي الاتهامات التقليدية التي توجه لليسار
- اعلان عن الافراج عن ابراهيم الصحاري (نعرف فيما بعد أنه تقرر ذلك فقط ) -
علي عبد الحميد - المرشح الناصري في الانتخابات قبل السابقة - تحدث عن دعم كل قوي اليسار بما فيهم الناصريين الاحرار - اسمعي يا جارة - لكمال خليل و وعد بمواصلة النضال و العمل في امبابة
قبل أن يتحدث كمال و بعد الرحلة الطويلة من الكلمات ...بعض الحاضرين - منهم رضوي - كانوا قد رحلوا ...المنصة تقريبا كلها رحلت و لم يبق بجوار كمال الا علي عبد الحميد
كمال خليل تحدث هذه المرة كثيرا و هتف قليلا و ملأ صوته مكان الراحلين بأعداد من المارة الذين اجتذبهم خطابه الساخن و تجمعوا في نهاية الصوان
( القليل منهم دخل و جلس )
فركت عيني و استعدت نشاطي و انتقلت لكرسي أبعد قليلا عن السماعة
فريق المدونين كله كان قد انتقل الي الوقوف بالخلف ... متعبا أفضل مكاني عي الكرسي
كمال خليل صارخا اعلن أن الاشتراكيين الثوريين لم يخوضوا هذه الانتخابات من أجل المقعد ...
فبه و أو بدونه سيتواصل العمل في المقر الانتخابي ليصبح مقرا دائما ...ليصحح ما راه اخطاء حركة التغيير التي تجتذب النخبة و لكنها بعيدة عن الفقراء ..و التي ترفع مطالب الاصلاح السياسي و تنسي المطالب الاجتماعية
كمال خليل دعا سواء بعد الفوز او الخسارة للاعتصام و التضامن مع اهالي بدرومات عزيز عزت حتي الانتقال الي مساكن آدمية.



و اعلن عن تواجده في المقر و في مقهي "رامي " أيا كانت النتيجة ...للتضامن و العمل مع و من أجل أهالي امبابة .
و دعا كل قوي التغيير و بالاخص قوي اليسار للتحالف من أجل العمل في الشوارع بين الكادحين .
و روي متأثرا قصة سائق التاكسي الذي أخبره - دون أن يعرف أنه كمال خليل المرشح - انه يحتفظ بكل بياناته تحت وسادة السرير
ردد كمال كثيرا " نحن الاشتراكيين الثوريين " ...لم يرقني ذلك كثيرا ...الاخوان ظلوا يعملون عقودا تحت مسمي التيار الاسلامي لتجنب المسميات الصادمة مع الاحتفاظ بمسمي جاذب
صحيح انهم الآن عادوا لاسمهم الرسمي ..و لكن بعد عقود من الحشد و ترسيخ الأفكار و المضامين و لم تبق الا اللافتة ... الم تكن تكفي كلمة " الاشتراكيين " ..تكفي معركة تصحيح صورة الاشتراكية و اخراجها من طي تجارب الماضي الفاشلة .
لا أظن ان مسمي " الثوريين " يناسب المزاج العام للمصريين ...سائق التاكسي يضع البيانات تحت وسادته لا علي طاولة في صالة بيته .
الناس علي باب المؤتمر لا علي المقاعد ...

أمام هؤلاء الناس بعد المؤتمر تجمع الشباب و هتفوا و غنوا قليلا ...بدا كاحتفال مسبق يتجاوز التفاؤل و التشاؤم و التوقعات و الحسابات
بعض الشباب اقتربوا و رددوا ...بعض المارة يحملقون فيما يحدث و يبدو عليهم التأثر...
أشعر بمفاجأة تقترب ...لا أدري من دفقة الحماس أم من ونس الرفاق و " لمة " الناس
هذا ايجابي في كل الأحوال
غدا ...في اللجنة مندوبا عن كمال سأقضي يومي ...
أتمني " ونسا " من الشباب كمراقبين ..
لا أحد يدري ما سيحدث غدا علي وجه التحديد ,و لكن أكيدا.. بعد غد سيكون مختلفا
بدءا من بعد غد يبدأ " العمل " في 13 شارع طلعت حرب بامبابة...