21 February 2008

ما هي الصفة الملائمة ؟


عن الخبر أعلاه, المنشور في " البديل " 17 فبراير 2008 , أن "الإسعاف" رفض نقل و إغاثة شخص / مواطن / إنسان , لا يشتبه أنه من غزة, و لكن لأنه مشرد, و المشرد ليس "ذا صفة ", على حد تعبير الطبيب/الإنسان محمد سلطان مدير عام الطواريء بوزارة الصحة !
يصعب حقا وصف هذا الأمر ,و ليس لدي هذا الصباح من سعة الصدر ما يكفي لوصف أمر كهذا دون بذاءة .
ماذا برأيكم يمكن أن تكون الصفة الملائمة ؟

20 February 2008

تجاوز الحدود

كان وقتا مناسبا جدا للحديث عن "الوطن". فعلها وحوش منتخبنا الوطني, و الأعلام كانت ترفرف في كل شوارع الوطن, كل شوارع تلك المنطقة من العالم المسوّرة بحدود مرسومة بدقة تعرفها كل خريطة, و على حافة الوطن وقف وزير خارجيتنا أبو الغيط يهدد بقطع رِجل كل من سول له فرط بؤسه أن يتجاوز حدودنا متجها إلى داخل وطننا, الطارد للسكان عادة .

العلاقة بين الوطنيين رافعي الأعلام في الشوراع و بين أبي الغيط, هي الحدود التي تجمعهم معا و تعطي لهم و لنا معنى.. مثلا, لولا الحدود الجنوبية لما كنا قادرين على هزيمة السودان و تصدر المجموعة وصولا للكأس. لولا كل الحدود بين الأمم الإفريقية, أصلا, لما كنا سنعرف كيف نقيم كأسا للأمم الإفريقية .
و لولا الحدود لما كان هناك سبب ليكون أبو الغيط وزير خارجية و ليكون آخر وزيرا للداخلية . الداخل و الخارج هما داخل هذه الحدود و خارج هذه الحدود. فريقنا الوطني هو الفريق الذي ينوب عمّن هم داخل هذه الحدود و يلعب ضد كل من هو خارج هذه الحدود, و هذا الوزير يختص بما هو خارج الحدود, و عندما يتجاوز من هم خارج الحدود الحدود, لا نعرف من يجب أن يتعامل مع هؤلاء الذين هم من الخارج بينما أصبحوا في الداخل, هكذا يختلط الداخل بالخارج , و يصبح "انتصارنا" و "مجدنا القومي" الذي حققناه, كما " الأمن القومي ", الذي نسمع عنه, في خطر.

هناك مشكلة صغيرة, أن من وضعوا هذه العبارات المعرضة للخطر كانوا في أعماقهم يكرهون هذه الحدود و يؤمنون بـ" القوم " و "أمن القوم" و ليس الداخل و الخارج . ربما لأنهم كانوا حديثي عهد بالخبراء الأجانب الذي قاموا برسم الخرائط و الحدود, و لكن الأكيد أنهم كانوا يريدون رسم خرائط أخرى و كانوا يريدون حدودا أخرى.
المشكلة - الأخرى -أن المؤمنين بالقوم كانت حدودهم بعيدة فرحلوا في طلبها و لم يعودوا حتى الآن, و أصبحت حكايتهم أنهم قوم لديهم خارج ذهبوا ليضعوا له حدودا, بينما لم يستطيعوا إلى داخلهم سبيلا. و أطلق على هذه الحالة التي لها خارج و ليس لها داخل اسم " القومية العربية ".
حسنا, نحن على الأقل في الداخل - داخل شيء ما - و لدينا داخل نعرفه و حدودا وجدناها, لا يهم من أوجدها, الأهم أن نعيد اكتشافها... و هكذا,تطوع البعض و قام بكشف جغرافيّ وطنيّ, و وجد أن هناك شيئا اسمه " القومية المصرية ", هذا الشيء يلمع في القاهرة و الإسكندرية و البحر الأحمر و السلوم المصرية و في الجزء الخاص بنا من النوبة , و لكنه ينطفيء فجأة عند الحدود المرسومة . يمكنك أن تمسك بهذا الشيء, " القومية المصرية ", و تذهب باتجاه السلك الشائك الذي يؤدي دور حدودنا , شرقا أو غربا أو جنوبا أو حدود المياه الإقليمية في الشمال و الجنوب الشرقي , لتجد هذا الشيء يتوهج كرامة و عزة و إباء و "أمن قومي" و سيادة كلما اقتربت من السلك, و لكن لو أخرجت يدك لتتجاوز السلك و لو بسنتيمتر واحد إلى حدود القوم الآخرين ينطفيء الشيء فجأة. و لو وقف على الجهة المقابلة من السلك, افترض شرقا, واحد فلسطيني يمسك بـ " القومية الفلسطينية "- افترض أنه عثر عليها - سيكتشف أيضا أنها تنطفيء في الجانب الخاص بنا عبر السلك. تجاوز الحدود إذن شيء ضار للجميع, للقوميات حواف يجب على كل قوم أن يلتزموها, هناك داخل و خارج, علينا أن نعي ذلك جيدا, فلا يتجاوز أي قوم حدهم و حدودهم.

قوميتنا, للأسف, تنطفيء لو تجاوزت أيدينا الحدود عونا لمن هم بخارجها. يجب أن يعذرنا أهل غزة, ليس لديهم كهرباء و شيئنا لن ينير في ظلام داخلهم. الصبر و ليس تجاوز الحدود هو الحل حتي يتمكنوا من العثور على حدودهم , و عندما يعثرون على حدودهم ستتوهج قوميتهم في داخلهم و سيصير كل شيء على ما يرام . و حتى ذلك الحين عليهم أن يوقدوا في أجسادهم النار لكي ينيروا ظلام غياب قوميتهم, و لكي تبقى جذوة النضال و المقاومة موقدة, و عليها ستنضج مأساتهم التي ستخلدها الإنسانية الغراء التي بلا حدود, و ربما تنتهي مأساتهم بسلام يأتيهم في القريب بخبراء أجانب يمنحونهم حدودا و قومية تنير في داخلهم و تنطفيء في داخلنا و ينتهي الأمر.

09 February 2008

هدف خامس كان فرصة أفضل


بين شوطي مباراة مصر و كوت ديفوار , انتشلني بسام من الصف الأخير لمتفرجي مقهى البورصة. و أصر على أن أجلس أمامه, أمام الصف الأول من المتفرجين و على بعد خطوتين من الحامل العالي للتليفزيون.
لا أنكر أني تمكنت أخيرا من رؤية الكرة بعدما كنت, من موقعي الأول, أخمن مكانها من حركة اللاعبين . و لكن الحق أن موقعي الجديد كان يفوق اهتمامي وطموحي و من ثمّ حمّلني مسؤوليات جسيمة أرقتني طوال مدة الشوط الثاني و الوقت المحتسب بدل الضائع.
لقد كنت في موقع متقدم أمام كل هذا الجمهور المخلص في مواجهة كاميرا المصور الأجنبي الشاب, الذي وقف منذ بداية الشوط الثاني بجوار التليفزيون و صوب كاميرته نحونا, ينتظر لحظات مميزة, لا شك أن أهمها لحظات ما بعد الأهداف, و لا شك أنني كنت أفسد عمله ...
بعد الهدف الثاني لم أحرك ساكنا بينما تقافز الشباب و تبادلوا الأحضان. بعد الهدف الثالث أخرجت كفي من جيبي و صفقت في حركة مفتعلة . بعد الهدف الرابع شعرت بالحرج البالغ فتحاملت على نفسي و وقفت. و لما وجدت ذلك يزيد الأمر سوءا ويزيد الكادر واحدا يحدق في الكاميرا بشعور غامض بالذنب, حاولت حقا استدراك الأمر. فاستدرت مواجها الجمهور... و فكرت أن الصورة ستكون جيدة لو رفعت ذراعيّ عاليا.


الصورة من DenisenFamily

02 February 2008

أسباب عديدة للفرح














































































. الأصدقاء و كلماتهم التي منحتني أسبابا عديدة للفرح