25 January 2008

عن القرار الصعب


في رواية,أن الحكمة التاريخية لمبارك قد استغرقت كل هذا الوقت لتحسم أمرها. و لكن في رواية أخرى أن القدر قد صاغ السؤال بصورة أكثر سهولة ليسهل على مبارك اتخاذ قراره: تجاوز عن اقتحام الفلسطينين للحدود عبر الثغرات التي أحدثتها التفجيرات أو أصدر أوامرك بإطلاق النار على صدورهم !
لقد كان قرارا صعبا, و لكن القدر ساعده على ألا يكون شجاعا بل مضطرا .فتنفس مبارك الصعداء و عبر في تصريحاته بوجهه أكثر من كلماته عن اضطراره أمام بؤس حالة الغزاويين الجوعى الذين سمح لهم بالدخول و الأكل ثم العودة سريعا . تعبيرات الوجه المتصعب كانت تقول أنه لولا المساكين الجوعى لما أغضب إسرائيل و لما فرّج عن فلسطيني غزة حصارهم الذي يعلم أجيالهم الجديدة أن انتخاب الإسلاميين يعني الحياة معهم في معتقل كبير !
القرار الصعب الذي كان رهن حسم مبارك, أجبر أبو الغيط على ابتلاع " أنياب الديبلوماسية المصرية" و ترك اللعب بقناع الوحش البلاستيك الذي لم يصدقه أحد .. رغم أنها كانت لحظة مواتية لظهور الأنياب الديبلوماسية بعد احتكاكات مع أطراف إدارة معبر رفح : إسرائيل و الاتحاد الأوروبي بحسب الاتفاق.. بالإضافة طبعا للولايات المتحدة من قبل و من بعد, بحسب العقيدة الساداتية !
من توبيخ ليفني لمبارك, و هي التي لم تكن انتهت من لصق طوابع الكليات في استمارة الرغبات لتقدمها لمكتب التنسيق الجامعي الاسرائيلي بينما بدأ مبارك في حكم مصر, ثم قرار الكونجرس بتقليص المعونة الأمريكية الذي أعقبه إشارة أبو الغيط لنمو أنيابه, و أخيرا قرار البرلمان الأوروربي بشأن حقوق الإنسان في مصر الذى أسفر عن غضب مصري وصل للدرجة التي دعت فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إلى التلويح بقتح ملفات حقوق الإنسان في أوروبا ! ألا تكفي هذه المبررات لأن نرى طرفا من الأنياب و المخالب بقرار أسرع بالتخفيف من حصار غزة .. هذا و دع عنك أصلا اعتبارات الإنسانية و الجوار و الأخوة و الشهامة و ربما الأمن القومي .
كتب هيكل لمبارك أوائل الثمانينات في رسائله المفتوحة التي لم تنشر أنه "لا يفهم السياسة العربية لمصر ". و بعد 25 عاما تنشر رسائل هيكل متضمنة كثيرا مما يمكن أن يقال الآن, و ما يمكن أن يتأمله مبارك و يأخذه مأخذ الجد في تفكيره العميق للقرار القادم .
المستنقع لم يتحرك كثيرا بعد ربع قرن .. أطال الله عمر الجميع !

7 comments:

citizenragab said...

رسائل هيكل بها الكثير مما يحدث الان
وحلقته الجمعه الماضية علي الجزيرة تتحدث عن سيناء ودورها في الحل الفلسطيني

واضطرت الجزيرة ان تؤكد ان الحلقة تم تسجيلها منذ شهر ديسمبر الماضي

قدرتنا علي تحقيق انتصارات سياسية حقيقية بقرارت نبدو ونحن نتخذها اننا مضطرون - لانريد لعب اي ادوار - يجعلني افكر
في امتلاك مصر للعديد من الاوراق لكنها وقعت في ايدي غشيمة لاتعرف - اولا تريد ان تعرف -قوانين اللعبة


عجبتني جدا حكاية
مكتب التنسيق الجامعي الاسرائيلي

Che_wildwing said...

عفوا ياكبير
ولكن لى رأي أحب أن أوضحه في مسألة دخول الفلسطينيين لرفح
الدخول للأراضي المصرية بالقوة مرفوض
وبقاء الفلسطينيين في الأراضي المصرية غير مرغوب
بعض النازحين الفلسطينيين اليوم أبدوا رغبة في الاستقرار في مصر والبعض حاول حتى السفرإلى بلدان مختلفة
|إذا كان فتح المعابر سيكون دون رقابة جدية كافية تلزمهم العودة بعد حصولهم على متطلباتهم
فساعتها سأعتبر هذا هزيمة أقوى للفلسطينيين
فهذا ما يرجوه كل صهيوني وهو أن يترك الفلسطينيين أراضيهم
ولو كان السادة الأفاضل الزعماء والقادة يبحثون عن حل لتلك القضية
فليستخدموا نفوذهم وتأثيرهم الذين يتحدثون عنه ليلا ونهارا
فليقطعوا الغاز عن الصهاينة كما قطع الصهاينة الكهرباء و الوقود عن غزة
إذا فرض الصهاينة حصارا اقتصاديا على غزة
فليمد هؤلاء السادة العظام غزة بما يكفيها ويزيد
ولكن صدقني هذا الذي يحدث هو الحل اللذي يرضي جميع الاطراف المتواطئة
يرضي الصهاينة الذين جل ما يسعدهم أن يترك الفلسطينيين أراضيهم
ويرضى المتواطئين الذين لا يكلفون نفوسهم شيئا ويجعلوا الناس تعتقد أنهم خدموا مصالح غزة المنكوبة
لا تظن في كلامي أني لا أرحب بأي فلسطيني على أرض مصر
حتى ولو كان أبو مازن نفسه
فقط هي عملية الصالح والأصلح
فإذا كان فتح المعابر ونزوح الفلسطينيين إلى مصر هو حلا مؤقتا للأزمة
فيجب ألا يكون الحل الدائم
على الفلسطينيين أن يعودوا لبلادهم
لماذا لايحاول الذين فجروا الحدود بمتفجراتهم مع الطرف الآخر
ولماذا يسعون لتنفيذ طموحات الصهاينة
ماذا يبغى آل صهيون أكثر من نزوح أهل غزة عنها
أيها الفلسطينين
عودوا لدياركم

Azza Moghazy said...

يبدو اننى الوحيدة التى سعدت بقرار الرئيس مبارك
فمن الجميل ان النظام الممثل لمصر قد بدأ فى اتباع سياسة رد الفعل بدلا من سياسة عدم فعل اى شئ على الاطلاق
وانى لاجد فى ذلك بادرة طيبة
فالرئيس تحرك فورا مستندا الى باب سيارته بتواضع كى ينقذ ماء وجهه ووجهنا بعد انتهاك حدود الدولة التى ثبت بما لايدع مجالا للشك انها مصنوعة من الورق المقوى مما يطمئننا على مستقبلنا مع اخواننا
ولنحمد الله ان ابناء عمومتنا هم الرابضون على بوابتنا الشرقية
فمن خير ممن مددنا اليهم ايدينا بالسلام فردت الدنيا علينا بالسلام بقادر على ان يحمى حدودنا الكارتونية
فلنحمد الله يا اخى عمرو
الحياة ابسط من ذلك يا شيخ
بالله عليك متكبرش الموضوع

عمرو عزت said...

citizenragb :
أظن عامل السن و غياب الحيوية , بالإضافة لتمركز مثل هذه القرارات في يد الرئيس وحده , كل ذلك يؤثر على إيقاع القرارات .

che_wildwing :
أعتقد أن في توقعات التوطين في سيناء مبالغة بعض الشيء .
فلا أعتقد أن الحكومة المصرية ينقصها تحمل مسؤولية غزة بالإضافة للاجئين - اقتصاديا و أمنيا , و لا أظنهم- رغم كل شيء - بهذا الحمق . كما أن حماس نفسها لا ينقصها أن تقع تحت يد الحكومة المصرية .

عزة مغازي :
هناك اتفاقيات تحدد الوجود العسكري المصري في سيناء , و لكن لا أظن مع ذلك أن اقتحام الحدود كان سهلا , و لكن كان الأصعب منه و الأكثر حرجا للحكومة المصرية هو ردع الغزاويين المقتحمين . لنتخيل هذا السيناريو و قدرته على توتر الوضع الداخلي المصري قبل الوضع العربي و الدولي .
لكن كان الفعل هذه المرة في رأيي أسهل , و ربما كان الفعل المبادر سيساعد الغزاويين بشكل أكثر نظاما و لم يكن ليفتح الأمر على الاحتمالات و المخططات التي تتردد الآن .

Che_wildwing said...

طب ياعمرو
انت مش شايف ان الصهاينة صوتهم واطي المرة دي
ليه الست كونداليزا حنينة قوي المرة دي
مش مستغرب من إن مبارك يعمل حاجة زي دي
ماهو الأحسن لو كن عايز يحل إنه يفتح الحدود ويدخل المساعدات والامدادات لحد قلب غزة
وبعدين ليه حماس فجرت الفاصل الحدودي
ماكن حسنى ممكن يدخلهم من المعابر ويغديهم ويشربهم ويعمل معاهم احلى واجب
وبعدين الفلسطينين "بعض منهم" نفسهم يهاجروا ويستقروا في مصر
واتفرج على زكريا عزمى وهو عمال يحلق على الفلسطينيين اللى نزلوا المحافظات
الحكاية فيها حاجة مش مفهومة ياعمرو

حسن مدني said...

أظن الرواية
"لكن القدر ساعده على ألا يكون شجاعا بل مضطر"
أدق وأوقع، فنحن لم نر هذه الشجاعة في اتخاذ مواقف خارجية منذ زمن بعيد جدا
وإن كنا أظن أن اقتحام المعبر حاء بعد موافقة ضمنية من النظام المصري.
وهذا موقف صحيح تماما، ويصب في خانة دعم الأمن القومي المصري والعربي، بشرط أن يتزود أهل غزة باحتياجاتهم، ويعودوا لمواصلة المرابطة في غزة.. والأفضل أن تجري مصر ترتيبات لبقاء المعبر مفتوحا دائما.
تحياتي

عمرو عزت said...

che_wildwing :
ربما ما خفي من اتفاقات يوضح أشياء ليست في متناول معرفتنا الآن . و لكن "حماس " حماس الذس يصل لدرجة الحماقة و التهور أحيانا ربما يفسر الأمر بجانب " عشم " في السلطات المصرية أو فهمهم أن المصريون من الصعب أن يتورطوا في ردع جحافل منكوبي غزة .

الفلسطينيون يعيشون حالا سيئة و مفهومة بالطبع كل محاولاتهم الفردية للهروب من الجحيم الذي يعيشونه .

حسن مدني :
هذا ما توده الحكومة المصرية و ما أظن الأمور تؤول إليه , أعتقد أن روايات التوطين في سيناء مبالغة بعض الشيء . و هي بعد الخطوط الحمراء للحكومة المصرية .