التدوين ترحيبا بعودة علاء – صاحبنا العزيز و صاحب مجمعنا – واجب . و لكن التدوين الاستباقي لعلاء أجهض ما خطر ببالي من افكار ترحيبية .
كنت سأذكر أشياء من بينها أني أتفق مع ما قاله ابن عبد العزيز سابقا من أن أكثر ما يميز علاء أنه شخص منطقي . ربما لأنه شخص واضح و متسق مع نفسه , يفكر و يعيش بصوت عال .
الحوار مع علاء ممتع و ذو جدوي بالتأكيد, فهو ممن لا يقعون في حبائل التعابير الرنانة و لا الأفكار الجوفاء و لا يستخدمهما تبريرا . بل يرتب الأفكار ترتيبا جيدا و يحاول صياغة كلماته بدقة حتى و هو يستخدم العامية .
كتب علاء عن حمدي قناوي و نقل ما كتبه عم حمدي بعد الإفراج عنه . و وجدت فيما كتبه عم حمدي عن مهارة علاء في إدارة الحوار و ترتيب الأفكار رأيا مطابقا لرأيي ... نقترب الآن من إجماع , هل من معترض !
ما دونه علاء أيضا بعد خروجه مباشرة , هو دليل آخر علي وضوح تفكيره , فهو التقط ما ينبغي حقا أن يقال .. فذكر لقاءه الدال بشباب الإخوان المسلمين في لاظوغلي . هو خارج و هم داخلون بعد اعتقالهم بتهمة إقامة معسكر ترفيهي في مطروح .
شباب الإخوان علي عكس المتوقع - لدي البعض - احتفوا بعلاء و أبدوا اهتمامهم بالمدونات و هنئوا علاء بالإفراج و أشاعوا جوا من البهجة بنكات و أغان شعبية .
هذه اللقطة الدالة حرص علاء علي أن تكون أول ما يسجله قبل أن يهتف في تدوينته تحية لهؤلاء الشباب : " ألف تحية للإخوان " , و يذكرنا ألا نردد أن الشرقاوي و كريم فقط من تبقيا بالداخل .... هناك أيضا المئات من شباب الإخوان .
ذكرني علاء بشيء كنت أود أنا أيضا تسجيله .. فمالك روي لي أنه أثناء رحلته إلي لاظوغلي – أيضا – هو و أكرم الإيراني , شاهدا في طرقات المبني خارج الزنازين معتقلين إسلاميين عرايا إلا مما يستر عوراتهم . . معصوبي الأعين .. ..يمر عليهم الناس في الطرقات بلا اكتراث .. بينما هم يرددون آيات من القرآن أو يرددون الأذكار ... بعضهم كما روي مالك يقضي حاجته في مكانه وفي ملابسه ... و لا رحمة بهم بالطبع تأخذ الحثالة الجلادين في المبني القذر .
أكرم الإيراني تعرف علي أحدهم : الشيخ عبد الله السماوي – المعتقل من فبراير الماضي - .. و ذهب إليه و سلم عليه و شد من أزره ...
التقيت الشيخ عبد الله السماوي مرة واحدة منذ عدة سنوات , في حفل إفطار رمضاني يقيمه سنويا كاتب إسلامي و يدعو إليه أطيافا مختلفة من الإسلاميين بالأساس .. من المفكرين المستقلين إلي رموز الوسط و الأخوان و حتي بعض الدعاة السلفيين .
افترش عبد الله السماوي الأرض بحوار بعض الشباب لضيق المكان و رفض أن ينضم لموائد للكتاب و المفكرين .. لم أكن أعرفه .. و لم أتوقع كونه أكثر من رجل سلفي .. و لكن ذلك العدد ممن أصروا علي مصافحته و تقبيل رأسه في تبجيل جعلني أسأل عنه لأعرف أنه منظر لتيار متأثر بسيد قطب يسمي تيار " العزلة الشعورية " .
أكبرت تواضعه و ارتحت لابتسامته الدائمة المستكينة .. وفي الندوة بعد الإفطار ارتحت للهجته الهادئة السمحة و إن لم يرقني كلامه .
لا أعتقد أنه يلزم هنا تقديم الديباجة المكررة عن التضامن معه و المطالبة بالإفراج عنه رغم الاختلاف الشديد و هكذا ....
فقط أردت أن أذكر هذا ... و أشعر بسخافة أن أنهي ما أكتب بالهتاف : أطلقوا سراح شباب الإخوان .. أفرجوا عن عبد الله السماوي .. و لكن أفكر ماذا يمكن أن نفعل ليمكن لنداءاتنا هذه أن تغير شيئا .
مرحبا بعودتك يا علاء ..