
فما بالكم برأيه في الحجاب ... هي تصريحات رسمية بلا شك .
كما أن ذلك يتسق مع ما تريد أن تراه أحزاب المعارضة في الحكومة بوصفها العدو رقم واحد للشعب . و يتسق مع ما يريد أن يراه الإخوان في الحكومة بوصفها عدوا مناوئا للإسلام و المسلمين و الأئمة الأربعة . و يتسق أيضا مع ما يراه نواب الحزب الوطني في ذلك المفهوم المشبوه الملوث المسمي بالثقافة و التي يتولي وزارتها رجل مشكوك في فحولته .
إذن فقد حانت الآن لحظة الوحدة الوطنية المباركة .
لاخيار لدي سوي أن أنضم لنواب الشعب الموقرين الغاضبين , و إلي جموع المتدينين المنددين خلف نوابهم المنتخبين , و إلي حشود طلاب و طالبات الأزهر المتظاهرين , و إلي كمال الشاذلي و زوجته و ابنته المحجبتين , و إلي كتاب الأعمدة علي حواف أوراق الصحف , و إلي الشيوخ المحاضرين أمام مذابح الكنائس و إلي القساوسة الواعظين من علي منابر المساجد .....
ليس لنا الآن إلا أن نقف صفا كالبنيان المرصوص امام هذه الفتنة العاتية .
أنترك جموع المؤمنات وحدهن في مواجهة المصداقية الدينية و الأخلاقية العالية للسيد الوزير الفنان , و أمام النفوذ العالي لآرائه الدينية , أم نتركهن في مواجهه دوره الكبير في تشكيل عقل و وجدان الجماهير عبر مهرجان المسرح التجريبي و سمبوزيوم النحت و قطاع الفنون التشكيلية و أوركسترا القاهرة السيمفوني و ندوات لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلي للثقافة .
لننتفض الآن لردع هذا المخادع الذي يزعم ان الحجاب خطوة إلي الوراء .. أي وراء يقصد و هو يعلم جيدا أن ظهورنا إلي الحائط , كما أننا لا نخطو أي خطوات في أي اتجاه بعيدا عن ثوابتنا و ما وجدنا عليه آباءنا .
كما أنه كيف لأحد أيا كان أن يكون له رأي في الحجاب و هي مسألة لا خلاف عليها علي الإطلاق . دعكم من ادعاءات المغرضين أن هناك من لهم رأي آخر . فوجود هؤلاء نفسه مشكوك فيه أمام الحقيقة الساطعة أنه لا خلاف .
نحن الحقيقة و هم الأوهام .*
و إذا كان هؤلاء موجودين - لنفرض جدلا - فهم ليسوا من العلماء . فلقد أجمع العلماء و اتفق العلماء أنه لا خلاف . فاختلاف أولئك دليل أنهم ليسوا من العلماء . يسألني متحذلق : و كيف نفرق بين العلماء و بين هؤلاء المدعين المختلفين الذين لا وجود لهم ؟ . فأسأل الله له الهداية و أسأله إن كان مخلصا في طلب الحقيقة فليراسلني لأرسل له عنوان النقابة السرية لعلماء الشرع و هاتف الهيئة الشرعية الموحدة للإجماع و تحديد ثوابت الدين . و هي الهيئة التي تضم كل من يحق لهم أن يتسموا بعلماء الدين من لدن الصحابة و حتي الشيخ سيد حمدي مفسر الأحلام و علام الغيوب علي شاشة قناة المحور .
ما دمنا الآن جميعا , عدا هذا المتحذلق , نقف إلي جانب الحقيقة في مواجهة الأوهام . فلنجعل إذن من وزير الثقافة هذا عبرة , و لنذيقه جزاء سارق أحذية في مسجد جامع يوم جمعة .
ارفعوا أحذيتكم و اتبعوني !
-------------------------------
* " نحن الحقيقة و أنتم الأوهام ".. نقلا عن كلمة النائب سعد الحريري بعد تشييع جثمان الوزير بيير الجميل في بيروت