18 October 2006

! " حالة من " الكستور


حالة - كستور

مشكلتي مع فرقة " حالة " أنني أذهب إلي العروض المسرحية ملتزما طقوس المشاهدة.. أجلس بالضبط أمام منتصف خشبة المسرح أو مساحة العرض , و أبتعد مسافة ما عنها كي يمكنني أن أري المشهد المسرحي بكليته و لكي لا تفوتني أي تفاصيل هنا أو هناك ... و لكن معهم أسقط في حيرة , كيف أتابع الممثلين جميعا في وقت واحد .بينما هم يؤدون جميعا و ينسجون تفاصيلا مختلفة هنا و هناك في نفس الوقت !

ذلك لأن فرقة " حالة " ليست فحسب تقدم مسرح الشارع , بل هي فرقة شارع حقيقية . يقدمون عروضا لا هي بالمسرحيات و لا هي بالعروض الغنائية الراقصة . يمزجون الأداء المسرحي بالغناء بالرقص بالارتجال الحر مع بعض الأشعار .. لا يوجد مشهد مسرحي ذو مركز و أطراف يجذب نظر كل المشاهدين إلي أبطال . عروضهم في بيئتها الطبيعية , في الشارع , يحتل الممثلون جميعا فيها مركز دائرة الفرجة , ينسجون تفاصيلا و تنويعات مختلفة داخل المشهد الكبير . للمشهد وجوه عدة بحسب مكانك علي محيط الدائرة . كما أنك بشكل ما جزء من العرض ,و توقع أن يتفاعل معك أحدهم مرتجلا "جر شكل " أو مداعبة .

حالة - كستور

" حالة " تحافظ علي طقوس الفرجة الشعبية فهي تبدو و كأنها تقدم البهجة الخالصة في بعض الأغاني , و كأن دورها فقط " لم الناس " . بعضها كذلك , و بعضها يكون بالاضافة لذلك أحد وجوه العرض الذي تقول فيه الفرقة ما بدا لها أن تقوله عبر كلمات الأغاني الشعبية التي يحبها الناس .
في عرض " غناء بالكستور الشعبي " لا يغنون كلاما جديدا تقريبا , إنهم يغنون غناء " الكستور " . ألحان و كلمات تبدو من نسيج مثل نسيجه , محملة ببهجة قريبة و مرح دافيء و روح بسيطة . يغنون لسيد درويش " القلل القناوي "و " عشان ما نعلا و نعلا " و لشكوكو" حبيبي شغل كايرو " و " مغنواتي بلدي و خفة " .
يسخرون من الأمير الجديد قبل تنصيبه, مع عدوية :" عم يا صاحب الـ" جمال " .. إدي الواد لأبوه - الواد لسه في اللفة و عامل له زيطة و زفة ! " في رائعته السيريالية " السح الدح إمبو " . يسخرون من المعارضين الذين لا يملكون رغبة و لا خيالا لتجاوز حالة المعارضة المزمنة علي طريقة " لا و النبي يا عبده " - أو هكذا أوحت لي هذه الأغنية - و يسخرون مع عدوية أيضا في " سلامتها أم حسن " من أنفسهم و أحلامهم البسيطة التي لا تتحقق هذه الأيام ببساطة !

حالة - كستور

الممثلون أنفسهم " حالة خاصة " , فأنت أمام أداءهم المرح من الصعب أن تتوقف عن الضحك طول فترة العرض . لو شاهدتهم مرة يؤدون هذا العرض ستمتزج لديك صورهم بالكستور و ستتخيلهم به لو قابلتهم في وسط البلد و قد انتهوا من عرض أو بروفة .

" حالة " قدمت عرض كستور في حفل " غني يا بهية " و قدمته أيضا في عدة عروض خلال هذا الشهر . بخلاف عرض " كستور " قدمت "حالة " التي أسسها المخرج محمد عبد الفتاح قبل عامين تقريبا , ثلاثة عروض أخري هي " سلام مربع " و " أوزو لذيذ " و " 76 " التي تناولت التعديل الدستوري الأخير الشهير .

حالة - كستور

إذا بدا لي أن أرتدي نظارة الناقد , ففي عروض " حالة " الأخيرة بدأ عدد الممثلين يزيد بلا إثراء مناسب لتفاصيل العرض و تنوعاته . كما أن نهايات عروضهم الحالمة قليلا , أتخيلها أعمق أثرا لو كانت ساخرة أيضا .

مشكلة " حالة " الحقيقية , بعيدا عن التفاصيل , أنهم يحتاجون للشارع و لناس الشوارع , لكي تكتمل " حالة " العرض .
لن تستطيع أن تشاهدهم إلا في عرض معلن عنه في مسرح ما . لا يمكنك بدون مصادفة سعيدة أن تشاهد عروضهم المفاجئة في الشوارع و أمام المقاهي , إلا إذا كنت مقربا منهم بشكل شخصي .
لست كذلك بالمناسبة و إن كنت أود ذلك . ليس فقط من أجل مواعيد عروض الشارع , و لكن لأنهم بالفعل " حالة " رائعة و صادقة .

9 comments:

محمد أبو زيد said...

شاهدتهم في الحفلة التي أقيمت في النقابة للبلوجرز وكانوا رائعين ، وأتفق معك في ضرورة أن ينضموا ، إن صح التعبير ، للشارع ، لا أعرف إذا كنت قدرأيت مافعله سعدني السلاموني ومحمود بطوش في معرض الكتاب الماضي عندما قرروا التمرد على الندوات المغلقة التي لا يحضرها أحد وقرروا إقامة ندوتهم في الشارع يوميا ، وكان يلتف حولهم الكثير ، رغم المضايقات الأمنية لهم ، ما تحتاجة حالة هو أن يفعلوا مثلما فعل سعدني وبطوش ، ولكن كيف ومتى ، وأين ..أين ... هذا هو الأهم

so7ab said...

العزيز عمرو

اتفق معك فى وصفك لفرقه حاله فانا شاهدتهم بعد كثير من السمع عنهم من الاصدقاء وكانو فى حفله بمسرح الجزويت

فرقه حاله تملك كل امكانيات ومميزات الفرق المستقله وتتفوق كثيرا عليهم فهى تملك حاله عاليه من الصدق والتجريب فهم بالفعل يقدمو حاله حقيقيه صادقه تخرج من مشاعرهم وقلوبهم

لكن لازال ينقص للمشهد اشياء كثيره احيانا تشعر انك تحتاج لبعض الهدوء فى الحركه والصوت واحيانا اخرى تشعر بعنتريه مباشره عنيفه -لا تتسق مع حاله التجريب العاليه - فى اداء بعض الممثلين رغم امتلاك معظمهم حضور وموهبه طاغيه

اعتقد ان العدد يحتاج ان يقل او ان يعاد توزيعهم على المسرح بشكل مختلف لا اعرف بالظبط ما ينقص الفرقه نظرا لكونى لست متخصصا فى المسرح

ولكن فرقه حاله اعادتنى مره اخرى لمشاهده المسرح بعد فتره غياب وبعد بينى وبين التزوق والاستمتاع بالمسرح

Anonymous said...

السلام عليكم يا عمرو
أولاً أحب أفكرك بنفسي .. أنا م / محمد فاروق أخو عمر فاروق زميلك سابقاً في مدرسة الأورمان ..
أسعدني جداً أن أراك على شاشة الجزيرة و لأكثر من مرة ضمن مجموعة المدونين ذوي الصيت و الأبرز .. وفقك الله و زاد روحك علواً و زاد قلبك حماسة و زاد فكرك اتساعاً و زاد بصيرتك نوراً ..
بالنسبة لفرقة حالة فانا أتساءل عما إذا كان لديك أية فكرة عن وسيلة لاصطيادهم لمشاهدة فنهم الذي لم أجربه بعد لكنه أعجبني من وصفك ..
ألا تعلم حتى أي خيط يمكن أن يوصلنا إليهم ؟ .. أنا أثق في ذكائك .. حاول تجيب أي معلومة ..
خالص تحياتي و أطيب أمنياتي و كل عام و أنتم بخير

ahmad said...

بالنسبة لعروض فرقة حالة ، اتصلت بمحمد عبد الفتاح (كالابالا) لمعرفة المواعيد القادمة ، و هي كالتالي:

يوم ?? نوفمبر سيعرضون (روميو و جولييت) الساعة ? على قهوة في وسط البلد ، و بعدها في مركز الجزيرة للفنون الساعة ? ثم سيعودون للعرض في قهوة أخرى بعد المركز


?? نوفمبر" كستور" في مسرح (روابط) ، الذي اعتبره تجربة هامة تستحق الدعم و المتابعة ، لأنه جراج تم تحويله إلى مسرح ، بجوار التاون هاوس من شارع شمبليون


?? نوفمبر في (روابط) أيضا سيقومون بعمل حفلة تنكرية
و يشترطون على جميع الحضور ارتدآء زيا تنكريا ما و المشاركة به


جدير بالإضافة أن بعض من أعضاء فرقة حالة هم ممثلين أساسيين في الفيلم الروائي الطويل (عين شمس) الذي يخرجة (ابراهيم البطوط) الذي عرف بفيلم (إيثاكي) و الفيلم يصور بميزانية محدودة ، مستخدما التقنيات الرقمية ، و هم أيضا يساعدون في الإخراج ، و التسجيل الخارجي .

تحية ،
و عيدا سعيدا

عمرو عزت said...

محمد أبو زبد :
سمعت عن ندوات الشارع في معرض الكتاب السابق
حالة أيضا يجنهدون في العرض في الشوارع
المشكلة ان الجمهور الباحث عنهم من امثالنا لن يشاهدهم في الشارع لانهم لا يعلنون عادة عن هذه المواعيد

بسام /صحاب:
أجمل ما في أداءهم فعلا الصدق و البساطة
أنتظر منهم الأفضل و تجاوز عيوبهم
هم في النهاية عمرهم عامان

محمد فاروق
اهلا بك با باشمهندس
و ايه اخبارك و اخبار دمياط ؟
علمت من عمر انك قررت الاستقرار هناك

أحمد في التعليق التالي لتعليقك حل مشكلة مواعيد مشاهدة حالة
اتمني ان اراك هناك

أحمد
شكرا جزيلا علي الأخبار
و لكن الارقام تظهر علامات استفهام
هل يمكنك اضافته ثانيا ؟

عمرو عزت said...

من تعليق احمد

يوم ?? نوفمبر سيعرضون (روميو و جولييت) الساعة ? على قهوة في وسط البلد ، و بعدها في مركز الجزيرة للفنون الساعة ? ثم سيعودون للعرض في قهوة أخرى بعد المركز


?? نوفمبر" كستور" في مسرح (روابط) ، الذي اعتبره تجربة هامة تستحق الدعم و المتابعة ، لأنه جراج تم تحويله إلى مسرح ، بجوار التاون هاوس من شارع شمبليون


?? نوفمبر في (روابط) أيضا سيقومون بعمل حفلة تنكرية
و يشترطون على جميع الحضور ارتدآء زيا تنكريا ما و المشاركة به


جدير بالإضافة أن بعض من أعضاء فرقة حالة هم ممثلين أساسيين في الفيلم الروائي الطويل (عين شمس) الذي يخرجة (ابراهيم البطوط) الذي عرف بفيلم (إيثاكي) و الفيلم يصور بميزانية محدودة ، مستخدما التقنيات الرقمية ، و هم أيضا يساعدون في الإخراج ، و التسجيل الخارجي .

Anonymous said...

مواعيد عرض فرقة حالة

12 نوفمبر
الساعة 8
مركز الجزيرة للفنون
مسرحية روميو و جولييت

15 نوفمبر
مسرح روابط
بجوار التاون هاوس ش حسن المعماري متفرع من ش النبراوي من ش شامبليون - وسط القاهرة

مـهـا said...

أذا كنت متابعا لفرقة حالة يا عمرو، أعتقد انك ستعرف ان عدد الفرقة لم يتغير تقريبا منذ بدؤوا من حوالي عامين.

واتفق معك في ضرورة مشاهدة عروضهم في الشارع فعلا حيث انها تميل لشكل الفرجة المسرحية اكثر من المتعارف عليه من الأشكال المسرحية التقليدية، يعني زي ما نقف نتفرج علي الأراجوز في الشارع، أكيد طبعا حيفقد الكثير من تأثيره لو نقلناه علي خشبة مسرح بتلك المسافة الهائلة بينه و بين جمهوره. و لكن أعتقد أن أسلوب العرض هذا ليس إختياريا ’ فحالة تعرض في الشارع فعلا كلما تمكن، و قد كانت عروضهم ضمن مهرجان المسرح المستقل تقام دائماً في ساحة الأوبرا.

أختلف معاك قليلا في مسألة النهايات الحالمة هذا، فأنا أعتقد أن عروضهم تجمع دائما ما بين الفارس و البلاك كوميدي، و غالبا ما تنتهي نهاية مفاجئة لا أعرف إذا ما كانت مقصودة أم هي غير مدروسة بشكل كافي و لكني لم اتلقاها ابدا علي انها حالمة.

العيب الوحيد الذي اجده في عروضهم هو ان الخط الدرامي بها يصعب متابعته، و لا أقصد بالخط الدرامي وجوب وجود قصة من نوع ما و لكن اقصد به الخط الرابط بين المشاهد المختلفة و تسليمها لبعضها البعض. قد لا يكون هناك قصة بالضرورة و لكني أعتقد بضرورة وجود فكرة ما ،تتتابع المشاهد لبنائها في عقل المتفرج، و هو ما أعجز عن الوصول إليه في بعض الأحيان فأتوه بين المشاهد المختلفة و ان كان هذا لا يمنع من استمتاعي بها.

ربما ينطبق هذا علي انا فقط و ربما تكون عروض حالة في بعض الحيان في حاجة الي مزيد من الدراسة و لكنها بالتاكيد فرقة مسرحية جادة و تجربة هامة تحسب للمسرح المستقل في مصر، و أعتقد انه يمكننا ان ننتظر منها المزيد من التطور و النضج في الأعوام القادمة

عمرو عزت said...

أهلا مها

طنت أقصد زيادة الممثلين في العرض الواحد لا في الفرقة
بالتحديد عروض كستور الاخيرة عددهم زاد في عروضها الاخيرة بلا زيادة تاثير في رايي

اتفق معك في ان مشكلة العرض في الشارع لا يمكن حلها بسهولة
لان الظروف لا تسمح بالاعلان عن عرض في الشارع ثم يمر الامر بلا مشاكل

النهاية الحالمة قصدت بها اغنية مراجيح في نهاية عرض كستور
لم تكن بقوة باقي العرض الساخر اللاذع

هم فعلا تجربة جيدة تستحق المتابعة و الدعم ايضا