13 August 2007

كأنما قتلوا الناس جميعا

كم كان لافتا و دالا , لو كنت شاهدت حلقة "العاشرة مساء" حول ذكري ثورة يوليو منذ أسابيع , كيف كان الشاعر الكبير سيد حجاب ينافح عن " التقدم " الذي أنجزته " الثورة " رغم كل شيء , و كل شيء هنا يشمل اعتقاله هو شخصيا مع مجموعات و تنظيمات اليسار ...

و بينما كان المفترض أن يكون المدونين الصديقين البراء أشرف و وائل عباس , الضيفين الآخرين , من الأجيال التي تدين- علي الأقل - بتعيلمها المجاني , لمنجزات الثورة الاجتماعية ... إلا أن كلاهما انتقد بشدة " الثورة" لدرجة تصل لحد محاولة مساءلة التاريخ حول ما إذا كانت الثورة استبقت حراكا طبيعيا للمجتمع و استلبته , و هو ما قاله البراء , بينما وائل عباس يتخذ موقفا شخصيا من " الثورة " بسبب جمال عبد الناصر ,لكن يتيه حبا في السادات , و لوائل في ذلك حكم !

ربما أتفق أكثر مع ما قال سيد حجاب و أتحفظ علي ما قال البراء و وائل , ولكن أنحاز أكثر لما عبرا عنه .

سيد حجاب تحدث بموضوعية و إحاطة عن مسيرة دولة " الثورة" لماذا كانت ثورة من جهة أداءها الاجتماعي و ليس من جهة أسلوب قيامها, و عبر عن موقف اليسار المصري الذي ساند توجهات الثورة الاجتماعية , و تجاوز عن موقفها من الحرية من أجل العدالة . و دفع يساريون كثر الثمن من حريتهم هم أنفسهم , و هتفوا لعبد الناصر في السجون من أجل صالح الشعب و الفقراء من العمال و الفلاحين .

البراء و وائل قالا ما لا أتفق معهما فيه عندما تحدثا "موضوعيا" عن الثورة و التاريخ و البدائل التي ربما كانت أفضل , من يعلم ! , و عن انجازات الثورة الوهمية كما يرونها أو كما وصلت إليهما .
و لكنهما في ثنايا حديثهما قصا حكايات حميمة عن التأثيرات المباشرة التي طالت عائلتيهما من قبل نظام ثورة يوليو . البراء قال ما سمعته منه قبلا , أنه لا يمكن أن ينسي أن عبد الناصر قتل جده , هكذا يقول تعبيرا عن التنكيل الذي لقاه جده في سجون نظام يوليو لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين .. بينما قص وائل – و يبدو انه لم يكن يريد ذلك – حكاية والده الذي عاني الأمرين من ضغط الأمن عليه لكي يكون عينا للأمن علي زملائه من ذوي الانتمائات السياسية .

كنت منحازا أكثر لبراء و وائل و هما لا يسامحان النظام الذي أفسد حياة مقربين منهم , علي خلاف تسامح سيد حجاب كمثقف و سياسي يفكر في " الشعب " لا في نفسه و أهله فحسب .

هل يبدو موقفهما أنانيا مقابل غيرية المناضلين الذين تجاوزوا عن حلم الحرية و الديمقراطية – التي يقال في التحليل اليساري الذائع أنها ترف البرجوازية و الطبقات العليا – و قدموا تضحية نبيلة من أجل حلم العدالة الذي رأوه يبدأ في التفتح امامهم , أم يبدو ذلك تصحيحا لموقف النخبة التي تخلت عن حلم حريتها , فتخلي العامة فيما بعد عن حلم العدالة و استكانوا , فلم يبق لا حرية و لا عدالة .

من الاختزال المخل أن يبدو الأمر و كأن القمع طال الجميع أو كأن انحياز النظام للعدالة الاجتماعية لم يغير حقا مسار حياة الملايين و لم ينصفهم .
لكن القمع طال من رفع رأسه و لم يكن أخا لنظام " ارفع رأسك يا أخي " , حتي الإخوة غير الأشقاء , الذين ظنوا أن عبد الناصر يشاطرهم بعض حلمهم الاشتراكي خاب ظنهم .
حل التنظيمات و الأحزاب و تقييد الحق في التجمع و التنظيم و التعبير, و دمج كل قوي المجتمع المدني و النقابات في كيانات موحدة تحت سلطة النظام جعل العدالة كسمكة في سنارة النظام , بينما لم يتعلم " الشعب " شيئا عن الصيد , بل بات يخشى الاقتراب من شاطيء السياسة أصلا .

ربما انحاز نظام يوليو لعامة الناس, لكنه انحاز لهم في عنايته و معيته . و بينما ادعي الثورية و التقدمية و التحرر, لم يحررهم أو يدعهم ليتحرروا لكي يتعلموا أن ينحازوا لأنفسهم .
القمع الذي طال جد البراء و أبي وائل ربما لم يصل للكثيرين من المعدمين الذين رفعت الدولة رؤوسهم للمرة الأولي , و لكن رذاذه علمهم درسا أنهم رعايا فرادى في معية النظام و الزعيم و السادة و دولتهم , و عندما أشاحت تلك الدولة بوجهها عنهم و تحولت عن مشروعها الاجتماعي الثوري لم تكن لديهم الجرأة و لا القدرة علي الدفاع عن أنفسهم و لا عما اكتسبوه . هبات يائسة ثم احتقان طويل عاجز ..و الآن يبدأ المصريون و هم يدافعون عن الأمتار الأخيرة يحاولون تعلم رفع الصوت و الرأس و يتخبطون في محاولات بدائية للتنظيم المستقل لقواهم , من نخبة " كفاية " إلي العمال المتذمرين .

لا يمكن في رأيي البحث عن بدائل للماضي , و لا النظر في التجارب في سياق آخر غير سياقها , لكن ما هو ضروري من محاكمة الواقع و البحث عن بدائل المستقبل و النظر في تجربتنا الحالية, هو ما يقتضي النظر في التجارب التي شكلت واقعنا و حددت مبتدأ نظر كل تجربة جديدة .

درس تجربة يوليو و ما بعدها إلي الآن كما يبدو لي : الكرامة المشروطة بالولاء مهانة. و الحريات و حقوق الإنسان ليسوا ترفا برجوازيا , انتهاك الإنسان ليس ثمنا عارضا لأي شيء ذي قيمة . الحرية هي السياج الحقيقي للعدالة و هي طريق إليها . و هي الهواء الذي يتنفسه المجتمع الحي. حرية و كرامة الإنسان, لمحض كونه إنسانا , طريق للتحرر الجماعي , و العكس صحيح : " من قتل نفسا ..فكأنما قتل الناس جميعا, و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ".

26 comments:

Anonymous said...

في اعتقادي المتواضع يا عمرو إن انحياز البعض لناصر (و أنا واحد منهم) ليس لمثالية تجربة ناصر و إنما لاعتقادنا أنها كانت أفضل ما رأينا
الاعتقالات و التعذيب و مصادرة الرأي لم تتوقف من زمن محمد علي إلى الآن لكن ما توقف بعد ناصر هو المشروع الذي تبنته الدولة في عهده

الانحياز للفكرة و ليس للتطبيق
(كانحياز الاسلاميين مثلاً لفكرة الخلافة برغم التطبيقات السيئة على مدى مئات السنين)
بالتأكيد لا يوجد شخص عاقل يتمنى عودة معتقلات الستينات و لا عودة الاتحاد الاشتراكي لكنني أتمنى عودة الاهتمام بالثقافة و الرؤية الوطنية و هو ما غاب عنا و بقيت السجون و المعتقلات و الاتحاد الاشتراكي بمسمياته المختلفة

تحياتي

Anonymous said...

الفقرة الأخيرة من التدوينة تستحق التعميم علي وزارة الثقافة والإعلام:

الكرامة المشروطة بالولاء مهانة؛

الحريات و حقوق الإنسان ليسوا ترفا برجوازيا ؛

انتهاك الإنسان ليس ثمنا عارضا لأي شيء ذي قيمة؛

Anonymous said...

a better attitude in discussing historic events is to try to learn from them and not to judge peoples that are already dead. I think that all the critics and supporters of the revolution will agree that the main lesson to be learned is what you said at the end: destroying the active individuals and preventing people from governing themselves will never lead to anything but misery.

Anonymous said...

كلام جميل ...لكن الوقائع تحدد رؤيتنا للأشياء...
وبيتهيألي إن الأداء بعيد عن أي إعتبارات تانية..هو المحدد لرؤيتنا للأشياء...
من هنا أنا اختلفت مع الطرفين"البراء وعباس/سيد حجاب".
لإن الطرفين أغفلوا الأداء ورؤيتهم للحالة ارتكزت على أمور
أغلبها عاطفي شخصي.
بالنسبة للأداء ..حركة يوليو ثلاث مراحل ..
ما قبل 52..من 52 إلى 54...ما بعد 54 حتى وفاة جمال عبدالناصر

وبيتهيألي إن ما تم في 54 لم يهتم أحد بقرائته أو معرفة ما تم خلال الفترة دي...
بس خلاص

البراء أشرف said...

صديقي عمرو..

على قدر ما فهمت من كلامك، أجدني متفق معك في الكثير، ربما عندي تحفظ في وجودي أنا ووائل في خندق واحد ضد الأستاذ حجاب، فعلى ما اتصور أن وجودي كان لعمل تواز بين الطرفين..

عن نفسي تعلمني التجربة يوماً بعد آخر ألا استخف بتجربة أياً كانت.. لكنه داء يا صديقي ربما أصبت أنت به عندما كنت صغيراً مثلي على شفا حفرة من عامك ال22..

فأنا أدمن الأسئلة الافتراضية.. "ماذا لو".. وربما هو السؤال الأهم بالنسبة لي "الآن" فيما له علاقة بالثورة..

غير ذلك أجدني احترم التجربة "ولا أقدرها"، وأجدني اهتم بها بشكل خاص لما بيني وبينها من جذور تبدأ بالجد الإخواني وتنتهي بالتعليم المجاني ..

شكرا يا عمرو على اهتمامك وافراد مساحة خاصة للحلقة عندك.. اسعدني ذلك كثيراً

Anonymous said...

حمدا لله على سلامتك


كنت فيييييييين يا راجل

Anonymous said...

مش هعلق بكلمة على الكلام
:)


welcome back

arabesque said...

جميل يا عمرو

أنا شفت الحلقة وجالي إحساس إننا واقفين مكبلين ومحشورين في مكلمات وتاريخ ووقائع ومش عارفين نخرج من كل ده وناخد خطوة لقدام...إنما كلامك وضح لي درس مستفاد مهم

مع ذلك..وأنا باتفرج تعاطفت أكتر مع سيد حجاب، جايز كانت حالة التصالح مع النفس ومع التجربة هي السبب.. وجايز الإعجاب بتجربة عبد الناصر (لنفس الأسباب اللي قالها تامر فوق)ا

كلامك بالنسبة لي كان حاسم ومهم في منطقة أهمية الإنسان الفرد وحقه في الحرية لأنه بيصادف هوى و اقتناع في نفسي..مع ذلك بأفكر أحيانا هل نجاح تنظيم زي الإخوان المسلمين مثلا كان ممكن يتم لو أهمية الفرد مقدمة على أهمية المبادئ و الجماعة؟
مش بأقول إن الإخوان التنظيم المثالي أو النموذج - بالعكس - لكن دي هي التجربة الوحيدة المتماسكة في مجتمعنا وبالتالي السؤال هل نجاحها مرهون بوضع قيود على حرية الفرد في سبيل المجموع؟
ولا النموذج ده بينجح في مجتمعاتنا بس لأن البيئة اللي اتربينا فيها والتاريخ اللي وعينا عليه بيغذوا النوعية دي من الأفكار والمبادئ؟

Omar Gheriani said...

أنا ليبيى و من جيل كان عبد الناصر يعنى لهم الكثير. ألا توافقننى فى الرأى ان قلت أن عبد الناصر كان يمثل مرحلة تاريخية بكل الامها و أفراحها . عبد الناصر كان رمزا لما كنا نأمل أن نكون ، فأن كان الامل يختلف عن الواقع ألا نكون يا صديقى مشاركين فى تكوينه؟ ما أريد أن أقوله هو أننا جيل شارك فى ما حدث و لا نستطيع أن نضع اللوم على شخص واحد فقط . ألسنا جيل الهزيمة؟

محمد عبد المنعم الدميرى said...

أعتقد أنه دائما ما نتشدد فى رأينا وننحاز لفكرة ونعض عليها دون الأخرة
عهد الزعيم عبد الناصر له مايميزه من عدالة وعزة وكرامة وله مايعيبه
دائما مانريد إسقاط الفرعون الإله
ولكننا لا نريد أن نتعلم أنه لا مفرله من الوقوع فى الاخطاء

abu ahmed said...

الله ينور يا عمرو
الفكرة الجميلة هنا انه لا يمكن تغيير التاريخ- ولكن يمكن التعلم منه-
تجربة ناصر خلصت ولازم ننظر للأمام
دروسها كتير- واثمانها فادحة- ولكن للامام در
وبالمناسبة- الحديث عن ثورة يوليو اجهضت ثورة وحراكا كلام اصولي- يساري
ياخوانا 26 يناير 52 كان يوم ثورة- لو كان فيه قوة أو قوى مستعدة للثورة فده كان اليوم-
الناس اتحركت من الصبح
الشرطة مضربة
والطلبة تظاهرون في البلد كلها-
ولكن لم يطرح تحرك سياسي لتغيير النظام
فالناس حرقت الخمارات-
بالمناسبة في 18 و19 يناير - الناس حرقت كباريهات شارع الهرم
وفي انتفاضة الامن المركزي 86- العساكر حرقوا كباريهات شارع الهرم- فعندما يستعصي الشر الأكبر على الاقصاء- نكتفي باقصاء الشر الصغير

citizenragab said...

التدوينة افضل ما قرات عن دوامة عبد الناصر والسادات

اعتقد ان شخصنة القضية مثلما فعل وائل والبراء كانت محاولة اخيرة للتغلب علي قوة الحجة عند سيد حجاب

لكن في المطلق البراء قد يملك بعض المنطق اما وائل فله في ارائه شئون

Anonymous said...

الكرامة المشروطة بالولاء مهانة. و الحريات و حقوق الإنسان ليسوا ترفا برجوازيا , انتهاك الإنسان ليس ثمنا عارضا لأي شيء ذي قيمة . الحرية هي السياج الحقيقي للعدالة و هي طريق إليها . و هي الهواء الذي يتنفسه المجتمع الحي. حرية و كرامة الإنسان, لمحض كونه إنسانا , طريق للتحرر الجماعي , و العكس صحيح : " من قتل نفسا ..فكأنما قتل الناس جميعا, و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ".



الله عليك يا عمرو

عمرو عزت said...

تامر :
إذا كنا نتكلم عن انحياز أفكار - كما قلت - فليس بالضرورة أن ننحاز لأفضل ما رأينا , يمكننا أن ننحاز لما هو أفضل مما رأينا .
ناصر نفسه اتخذ خطا غير مسبوقا و تقدم إلي الأمام بفلسفة ما أصبحت فيما بعد أيديولوجية لها منظرون و أتباع .

نعم , التعذيب و القمع لم يتوقفا أبدا, و لكن ألا يحق لي أن أحاكم نظاما تقدميا اشتراكيا يؤمن بالعدالة و كان " ينوي " أن يكون ديمقراطيا ..ألا يحق مساءلة هذا النظام وفق فكرته أصلا عن نفسه , لماذا كان هذا القمع ؟

مقصدي الأساسي من هذا كله , إذا اتفقت معك في شوقنا لـ "الثقافة و الرؤية الوطنية " - مع تحفظي عليها في طبعتها القومية - أليس علينا أن نحاسب من جعل أمانة حمل لواء هذه الرؤية الوطنية في عنق الزعيم وحده , الذي هو نفسه " ورث " الوطن لزعيم يخلفه فبدد هذا الزعيم هذه الرؤية الوطنية - وفق الرؤية القومية المنحازة لناصر . ألا يحق محاسبة النظام الذي ترك - باستبداده و تخريبه فاعلية البشر - " الرؤية الوطنية " نهبا للصدف و أهواء الجالس علي سدة النظام القمعي المركزي .

هذا إذا كنا أصلا متفقين علي " الرؤية الوطنية " التي أجدني أنظر إليها بريبة و أتساءل : هل الرؤية الوطنية تقوم علي تعبئة الزعيم للجماهير , أم تقوم علي إتاحة مجال سياسي يتيح للجماهير نفسها أن تشكل هذه الرؤية الوطنية و تختارها من بدائل. هل هي " رؤية وطنية " حقا ؟ يمكنها أن تعجبك أو تعجبني , لكن كيف نلصقها بالوطن بدون الاحتكام حقا بسكان هذا الوطن, اللهم إلا في استفتاءات تتم بعد تصفية كل الأطراف و البدائل الأخري .
النزعة التسلطية تفقد أعصابها أمام هذا المنطق و تبرر التسلط بان " العدالة " او " الشريعة " أو ربما " العلمانية" واجبة التطبيق ,( هي أو الخراب ) لذا فلا مجال للعبث و اللعب الديمقراطي و ترك بعض الأمر لهذه الكتل غير المأمونة و لا المستأمنة من الناس لاتخاذ القرارات المصيرية في حياة الأمم و الشعوب , الطرق التسلطية ,أعترف , أنها أقصر و أقرب و أسهل .. و لكن ها نحن نتفرج , مشروع كامل و " رؤية وطنية " تذهب أدراج الرياح و تطير طموحات العدالة مع رأس الزعيم الأب .

مختار:
أليس من المدهش أنه حتي علي مستوي الشعارات , يضيق صدر " حراس أمننا " الأفاضل : " الشرطة و الشعب في خدمة الوطن " بدلا من " الشرطة في خدمة الشعب "

محمد مصطفي :
لعلك تقصد الجدل حول الديمقراطية بين الثوار- أو ما بدا كذلك - عام 54.
الوقائع معروفة و ذائعة , لكن لم أفهم وجه استدلالك ... فالدلالات و التفسيرات ليست واحدة علي ما يبدو لي .
و لم أفهم ما رأيك أنت .

البراء :
" تجربة يوليو " معقدة جدا و هامة و من الطبيعي أن تختلف التقييمات و الانحيازات بشأنها .
أن تتقاطع تجربة كبرى مع تجربتك الشخصية, ولا شك أن هذا حدث مع كل المصريين , فهذا يضيء لك جوانب مهمة - أراها هامة للغاية - و ربما تفوق في رأيي التحليل المثالي من نقطة بعيدة خارج المكان و الزمان - و كأن المحلل يستبطن الشعب كله بداخله .
في الحقيقة محلل كهذا يحتاج أولا أن ينظر في تجارب عدة من زوايا و أركان مختلفة تنتمي لمكان و زمان التجربة قبل أن يقدم علي التفوه بكلمات من نوع " مصلحة الشعب" أو " الوطن " أو " الأمة " .
من هذا الجانب تحديدا أنحاز لقراءة الواقع من هذه الزوايا الشخصية المتعددة التي تفكك كتلة " الدولة " ثم " الشعب " و " الجماهي " لتستعير عيون بعض من هؤلاء لتنظر من خلالها , فيما أعتقد أنه مؤسس لـوعي ديمقراطي بالتجربة التاريخية , المقابل للوعي القومي و الوطني الفاشي الذي يستعين بآلام الناس في مقابل مجد الكيانات الرمزية " الأمة - الوطن - الجماهير " التي تتحول لأوثان تعوق التفكير السياسي "الإنساني " لصالح تفكير سياسي يخفي تسلطه خلف الأوثان.
طبعا من حقك ألا تقدرها, بل ألا تحترمها أصلا.
مشكلتي مع " ماذا لو " في الحكم علي التجربة التاريخية, أنها تنتمي في رأيي لسياق التخيل و الابداع الروائي . أما التقييم الموضوعي سيؤديك إلي أن التاريخ لا تحكمه قواعد , بل إرادات الفاعلين وتفاعلها. "ماذا لو" يفترض أن إرادة أحد الفاعلين مقحمة أو خارج السياق.
مشكلة ماذا لو أيضا أن من يخمن يفترض نفسه قارئا للحظة تاريخية ماضية كأنه يعلم كل تفاصيلها المؤثرة, و هذا وهم .
لكن لو تركنا التخمين فيما يتعلق بالماضي,و ذهبنا للنقد من أجل الفعل في الحاضر و المستقبل , فان الافتراضات هنا ستكون من موقع الفاعل الذي يضع نفسه في اللحظة التاريخية و يحاول أن يبحث أين يضع قدمه و إلي أي جانب ينحاز, فيحسب حساباته في اطار فاعليته و في سياق لحظة هو مشارك في صنعها ,و هذا ما اراه يصنع الوعي التاريخي غير المنفصل عن الفعل و المشاركة , هو وعي ديمقراطي بمعني ما , بينما المنطق الاول يتأمل التاريخ كأنه من صنع آخرين و سيستمر هكذا , ماكينة نتأمل عملها و نقول " ماذا لو " لم يفسد الماكينة فلان أو علان .

الصارم الحاسم :
أفترض أننا اتفقنا أخيرا علي شيء
:)

عمرو عزت said...

أرابيسك :
بالطبع , خوض تجربة " جماعية " بالمعني الحقيقي , حيث كل أطرافها مشاركون و فاعلون أصليون أمر أصعب و أعقد من التجربة " الجماعية " المركزية التي يكون فيها الفاعل الرئيسي فرد أو مجموعة صغيرة و الباقون تابعون .
و لكن بالنسبة لمثال الإخوان : فالإخوان أولا جماعة طوعية ,يمكن للانسان ان ينضم أو أن يخرج , بينما كون المرء مصريا هو شيء مختلف ,لذا فإدارة الأخوان لشؤون الجماعة بشكل مركزي ليس بالضرورة قهرا للأفراد , بينما إدارة وطن بشكل لا ديمقراطي فيه عدوان علي الاخرين , لان الجماعة المصرية ليست مبادرة طوعية من احد ,او جماعة يدخل المرء فيها مختارا ان يضخع للقيادة المركزية .
كما أن الإخوان ليس كما يشاع مطلقا ,نعم هم تنظيم مركزي , لكنه لا يقهر أفراده و هو يسمح لهم بهامش مبادرة جيد و واسع لو كنت تشترك معهم في نفس الرؤية , فقط اذا ابتعدت الشقة بين رؤاك و رؤي الجماعة يتعقد الأمر ,و لكن لا يصل الأمر لقهر , كما في شأن الجماعات اللااختيارية , و لكنك ببساطة تخرج .
يظهر تأثير المركزية في تفكير و ممارسة الإخوان و مدي مساحة السماح بمبادرة الافراد و حرية الاختلاف معهم اذا وصلوا للسلطة و اصبحوا يديرون , لا جماعة تدخل فيها و تخرج منها , و لكن وطن هو بالأساس ليس ملكا لأحد .

أعتقد أنني متفق أيضا , فالوعي الذي نصّب عبد الناصر زعيما مطلقا ,هو وعي كان ينتظر هذا النوع من الزعماء و مستعد للتخلي عن حريتة و فاعليته . لذا فإن الأمر لم يكن قمعا بالنسبة للغالبية التي انقادت طوعا , و لان المشروع كان به زخم وطني حقيقي و صادق في تقييمي , و حتي نزعة التسلط فيه كانت حقيقة و صادقة, بل و قابلة لتعاطفنا , مثل ايماننا بصدق آبائنا و هم يتسلطون علينا " من أجل مصلحتنا " .
هذا الوعي فعلا ينتج و يزكي مثل هذه التجارب و ينقاد لها , لانها انعكاس لنمط حياته الشخصية .
لذا اعتقد ان الديمقراطية في مستوها السياسي هي قيمة ضمن حزمة من القيم التي تتعلق بالسلوك اليومي و ادارة الحياة اليومية و الشخصية , و التي يجب ان تتجاور جميعا لكي يمكن للقيمة أن تعمل في المستوي السياسي .

احترام حرية الفرد الي جانب احترام الفرد نظام الجماعة , مرهون بتجربة جماعية تحررية , تقوم علي المساواة و الاحترام المتبادل و التفاوض و التشارك, هكذا تبدو لي , و لا تبدو لي تجربة تقوم علي اعلاء شأن الفرد بدون النظر للبعد الجماعي .
لذا فان احترام الفرد للمباديء التي تقوم عليها الجماعة أمر ضروري , بشرط أن يكون مشارك في صنع هذه المباديء , لا أن تكون مفروضة من قبل سلطة ما خارجة عن اتفاق المجتمع . فاحترام الفرد لمباديء المجتمع هو احترامه لحدود حقوق و حريات الافراد الاخرين , و ليس انضباط الكل وفق خطة وضعها البعض لانهم أوصياء علي المجتمع .




غرياني
عبد الناصر فعلا كان رمزا للمخلص الأبوي و المستبد العادل , و لهذا تحديدا ينبغي النظر في هذه التجربة إذا أردنا تجنب مصيرها المتكرر.
شخصنة القضية أيضا اختزال , و لكنها من جانب سمة تفرض نفسها عند النظر لتجارب كان القسط الأعظم من مشاهدها يحتل البطل قلبها .

الدميري :
أعتقد أنه علينا دائما إسقاط الفرعون الإله , و إسقاط الفرعنة الإلهية ذاتها . لكل لا يحل محل الفرعون آخر .
ما دمنا نتفق أنها أخطاء, فلننقدها . و لكن تبرير بعض الأخطاء بانها لا مفر منها, هذا أختلف معه بشدة. "انتهاك الإنسان ليس ثمنا عارضا لأي شيء ذي قيمة "
و انحدار التجربة و انقلابها علي نفسها مؤشر واضح لذلك .

أبو أحمد :
ده نورك !
أقول معك , للأمام در .
في كلامك بدا واضحا أن الغضب و السخط وحدهما لا يمكن أن يحلا محل نظام , و هذا يقودنا إلي أن الاتجاه إلي الأمام مرهون باعادة الوعي " بالتنظيم " بمعناه الواسع , لكي تتشكل قوي اجتماعية تدفع باتجاه التغيير الحقيقي .

citizenragb :
أشكرك
براء و وائل و سيد حجاب , أعتقد أنهم يعبرون عن ثلاث اتجاهات في النظر للموضوع .
و لكن لا يمكن بالطبع أن يحصل واحد نظريا وعي بتفاصيل تجربة تاريخية أكثر من واحد من الذين عايشوها .
و لكن الانحياز بناء علي قراءة هذه التجربة , ربما تعوقه ارتباطات عاطفية أو تورط ما فيها . و ربما يتميز عنه في رايي وعي قائم علي تجاوز التجربة و نقدها المتحرر من العاطفة .
في هذا الجانب أنحاز إلي جانب براء و وائل .

Anonymous said...

جميل كالعادة

تظل أسئلة كثيرة طبعاً

وبالتأكيد لا معنى لأن أعلن انحيازي لذا أو لذاك، وإن كنت أقول لك سامحك الله على ساعة ونصف جعلتني "أضيعهم" في ما كان يقال في ثلاث دقائق!!!
رغم ذلك، مقولات سيد حجاب في التنظير متماسكة، في حين أن البراء ووائل إنما يدافعان بلحم ذاكرتهما، أفه انحيازك، لكن لولا "تنظيرك" أنت للحم ذاكرتهما هما لما كان له من معنى!


ما علينا

سؤالان، على الأقل،

هل نقيس القانون على قياس الحرية أم نقول أن الحرية مقياسها القانون وما يتيحه؟
في القول الأول ميتافيزقا، وفي الثاني مخاطر الأحكام الايديولوجية والديكتاتورية!
فأين نمضي؟

لو افترضنا أن الثورة، في اليوم التالي لقيامها، قررت اجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة، من كان سيفوز؟ بالتأكيد، ليست هي، بل أحزاب القصر
الوضع في لبنان واضح،
الانتخابات غالباً ما تمنح المسيطر الفعلي شرعية صورية، إذا لم تكن توازيها حركة اجتماعية قادرة على خلخلة الموازين!!
حسناً، لنفرض أنها قبلت بالمجازفة بخسارة الحكم، أليست تفعل ذلك حينها من منطلق قناعتها باحتمال الفوز، أو على الأقل باحتمال العودة إلى السلطة بعد مغادرتها؟
وهو ما يتطلب قبولاً من المرشح لخلافتها بأن يكون مستعداً للتنازل، في الميعاد المضبوك، عن العرض إذا ما شاء الشعب ذلك.
فإذا لم تكن هنالك مثل هذه الضمانة، فإنها سترفض، مثل أي حاكم، التخلي عن الحكم، ولو كان ذلك باللجوء إلى القمع والعنف. أياً كانت المبررات وأياً كانت الأهداف الأخيرة.
إذاً السؤال: في غياب الاتفاق بين الموالاة والمعارضة على احتمال انقلاب الأوضاع واستمرارية تداول السلطة السلمي فإن كل حزب، ما إن يصل إلى السلطة، حتى يلجأ إلى كل الأساليب للحفاظ عليها. فكيف يمكن بالتالي اقناع الأطراف جميعاً بهذا التداول السلمي واستقرار قاعدة ومبدأ، وما هي الضمانات التي قد تسمح بطمأنة هذه الأطراف وكيف يمكن لهذه القاعدة أن تترسخ وأن تتمأسس؟

والسؤال الذي كان مطروحاً في المضاي على الأحزاب التي تزعم ضرورتها التاريخية وحتمية قيادتها الأبدية للدولة، مطروح اليوم بصورة خاصة على الحركات اتي تزعم ضرورتها الدينية وأن الله معها!
قبل ان تحري حتى مراجعة ولو بسيطة لأفكار الخلافة والإمامة وفقه الغلبة والذمية

على فكرة يا عمرو، أحسدك غبطتك باتفاقك مع الصارم على أمر ما!
وإن كنت أشك أن الاتفاق ذا ليس يلوح سوى على السطح، أما إذا قمنا بالحفريات اللازمة فسيعود اختلاف كثير، حتى في تقييم الثورة،
فلست أحسبك تعلن الحداد في يوم ميلادها!!

سلام

طبيب نفسي said...
This comment has been removed by the author.
Aladdin said...

منذ أيام كان بيني وبين الصديق الروائي والمترجم ياسر شعبان نقاش تناول في طرفٍ منه موضوعك.

اتفقت وياسر - بداية - على ألا ينبغي علينا إلقاء اللوم على "الحكام" فحسب، فالشعوب ايضاً نصيب من اللوم!

لي رأي دائماً ما أصرّ عليه كلما فُتِح موضوع تقييم المرحلة الحالية أو السابقة من تاريخنا خلال النصف قرن الماضية. أرى أن الجماعة دائماً أقوى من الفرد، بل هي قادرة - أحياناً - على أن تصنعه!

يمكنك القول (انطلاقاً من مقدمتي) وبكل ارتياح أن هتلر النازية كان صنيعة الألمان مثلما كان عبد الناصر الاشتراكية (والديكتاورية؟) صنيعة المصريين!!

الأمر الآخر الذي أريد التأكيد عليه أن التاريخ لا يكرر نفسه، ولا ينبغي أن يفعل ذلك، ولو قسراً. إذا كانت الشعوب الأوروبية قد حصلت على المقدار الذي نراه مناسباً جداً من الحريات والديموقراطية بل والرفاه الاجتماعية بعدما سارت شوطاً طويلاً من الحروب (بمعناها الحرفي والمجازي) على أصعدة كثيرة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن نسير على نفس ذلك الطريق الطويل للوصول إلى نفس النتيجة بعد مئات آخرى من السنين!!

الدليل الساطع على أن ثورة يوليو في العهد الناصري لم تتمثل في "شخص" عبد الناصر بقاء ما أطلق عليه مؤرخو المرحلة "مراكز القوى" حتى بعد وفاة ناصر نفسه!!!

إن نظاماً سياسياً ما لا ينتهي بمجرد "قطع رأس" زعيمه! لعل المشهد العراقي خير دليل على ما أقول بعد "قطع رأس" صدام حسين!

نقطة أخيرة أود الإشارة إليها وهي التشويه المكثف لـ"رموز" العروبة والإسلام - العدوان الأيديولوجيان الرئيسان لدولة الصهيونية المجاورة!! اكتشفت قريباً بعد اطلاعي على بعض المواد بالموسوعة البريطانية الموجزة أن تاريخ زعماء التحرر الوطني مثل ناصر ونكروما وكابيلا وكاوندا وغيرهم.

Aladdin said...

قد تم تشويهه بصورة بدت لي متعمدة!!

لا أريد أن أسير في طريق ليس بالإمكان أبدع مما كان، لكن أبسط قواعد الواقعية تخبرك بأنك لا تستطيع وحدك تغيير شعب بأكمله ولو كنت نبياً!!

لو أردنا الإصلاح (لاشك كلنا نريده) فلابد من طرح تجارب الماضي جانباً بحلوها ومرها، والقفز إلى المستقبل - إن أردنا - من مقفزٍ جديد! (يا ريت لو نقدر نقرا تاريخ شعب مثل كوريا الجنوبية الذي أصبح في نظري من الشعوب المتقدمة في وقت قصير جداً.

Anonymous said...

اذا كنا سنقيم ثورة كثورة يوليو فيجب ان يكون التقييم علي مستوي الانجازات والاخفاقات
لا علي مستوي تجارب شخصية
عتقد ان سيد حجاب استطاع تجاوز مرحلة السخط علي نظام ظلمه لانه راي ان هذا النظام ان كان ظلم بعض الاشخاص فانه افاد جموعا من الشعب لا يستهان بها
واعتقد ان عبد الرحمن الابنودي كذلك
نحن نقيم مرحلة لا تجارب لاشخاص
لا اري ان البراء ووائل كانوا علي المستوي المطلوب للحديث ولا التعبير
واحد حاسس ان جدة انظلم وانا معاه انه فعلا انظلم
وواحد شايف انه بيحب السادات وعشان بيحب السادات لازم يكرة ناصر وبالتبعية الثورة والمرحلة بكل ما فيها
لكن حد اتكلم عن الفلاح اللي كان بيشتغل عبد بالسخرة
حد جاب سيرة ان الثورة قدرت تخرج الانجليز
حد اتكلم عن التاميمم
حد قال كنا هنتعلم اذاي انا واللي زيي لو مفيش مجانيه للتعليم
حد اتكلم عن النهضة والمصانع والفنون والاداب والسينما والعمارة والجامعات والمدارس

ابدا
احنا شعب بيقيس مدي كفاءة النظام بوضعه الاجتماعي كشخص
يعني طالما راكب عربية 2007يبقي انا عايش فعلا في ازهي واحسن العصور
وبالمنطق دة
عمر مصر ما هتشوف اصلاح ولا ديمقراطيه ولا عداله
ولا خير حتي
المنطق نفسي نفسي
كل واحد بيقيس علي كيفة وعلي اعتبارات شخصية
احنا بندور ونلف في حلقات مفرغه
مؤمن تمامااااااا
ان العيب عيب شعب مش حكومة ولا سلطة ولا نظام
ولا الوم احد
فالله يولي منا علينا
رجاء يا استاذ عمرو
يا ريت بلاش الكلام الكبير شوية لان متهيالي انا باخد وقت لحد ما بوصل للفكرة
وخصوصا في ردودك
انت عارف اننا نتاج مجانيه التعليم

أبوفارس said...

دايما أجى كده بعد الهنا بسنه..
أظن الحكم على التجربه الناصريه يمكن تلخيصه فى سؤال بسيط ..
هل النظام الحالى هو أمتداد طبيعى للنظام الناصرى أم لا..؟؟
أنا أزعم أن النظام الحالى هو بعينه النظام الناصرى..
أشرح قبل محد يزعل منى..بسؤال بسيط..
هل تم فى أى لحظه من مارس ١٩٥٤ الى يومنا هذا الخروج من المفاهيم اﻷساسيه للنظام الناصرى..مثل مركزيه مؤسسه الرئاسه..حجم أختصاصات الرئيس..مفهوم الدوله..أستعمال القمع المنظم..وغيرها..وأن كان حدث مثل هذا القطع أمتى وأزاى..؟؟
أنا أدعى أننا لازلنا نعيش فى الجمهوريه اﻷولى -او الثانيه أذا أعتبرنا الجمهوريه اﻷولى أنتهت بمارس ٥٤-وبناء عليه الحكم على التجربه الناصريه موضوعيا يجب أن يأخذ فى اﻷعتبار الحادث فى مصر اﻷن ﻷنه -تانى- أمتداد طبيعى ومستمر لحركه ٥٢ ..
على المستوى العاطفى أميل لعبد الناصر ولكن بأستعمال العقل البارد..
لدى تحفظات عديده أهمها الحاله المزريه التى وصلت لها البلد اﻷن..
ولاأستسيغ فكره أن جيلى مثلا تعلم من خلال مجانيه التعليم الناصريه لسببين اﻷول أن وزاره الوفد قبيل ٥٢ وبأيعاز من وزير المعارف أيامها طه حسين أخذت خطوات هامه فى هذا اﻷتجاه وببعض الخيال يمكن أن نرى الوصول الى المجانيه الكامله للتعليم بدون دفع تمنا لها هزيمه يونيو مثلا..
التانى هو ماأهميه أن يتعلم جيلى مجانا ثم لانستطيع تعليم أبناءنا كما هو الحادث اﻷن..
وقس على ذلك كل "منجزات الثوره"..
يمكن القول أن أهم مانتعلمه من التجربه الناصريه هو ألا نكررها ثانيه تحت أى مسمى وبخاصه تكرارها تحت غطاء دينى وألا نستاهل اللى حيجرى لنا..
أسف للأطاله..تحياتى..خالد

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

فادي باشا

:)



اتفق مع عمرو في 60% من الموضوع ..
و100
%
في عودته للكتابات الثقيلة والقيمة التي ننتظرها منه


لذا لم اعلق ولم اقل رأيي...فرحة بعودته


ومازلت اعلن الحداد

عمرو عزت said...

العزيز فادي
الصارم قال أننا متفقان بنسبة 60 % و هذا جيد نسبيا

بالنسبة للسؤالين :
الأول
و من قال أن القانون خاليا من الميتافيزيقا
القانون هو فرع من الأخلاق - بمعناها الفلسفي - و هو تجسيد لسلطات تصاغ في شكل أخلاقي
كما أن نظرية الحق و افتراض حدود للفعل الانساني و اضفاء قيم عليه هي فلسفة اخلاق و ميتافيزيقا
و لكن بعيدا عن ذلك كنت أحاكم أفعال الثورة علي أفكار و مفاهيم ثورية و أحاول تأمل التناقضات في الافعال أو في التنظيرات السلطوية للثورة


السؤال الثاني المتعلق بسلوك حكومة الثورة
فانا لا اعتقد ان الثورة بعد فترة انتقالية و اصلاحاتها الاجتماعية التي تمس مصالح العمال و الفلاحين و الفقراء
لو كانت أسست حزبا لن يصبح للاحزاب الاخري معني اصلا , و لن يقف افندية المدن بمن فيهم جماهير الاخوان امام جموع العمال و الفلاحين المنتفعة مباشرة .
اضف ان لحزب السلطة في الانتخابات مكانة مميزة

لم أحاكم الثورة بشكل أساسي علي الديمقراطية التي تصل لتداول السلطة , و انما حاكمتها بشكل اساسي علي الديمقراطية في اشكالها الصغري, و ان كانت في رايي اكثر اهمية : النقابات و الاتحادات و الجمعيات و الصحف

بالنسبة لاشكاليتك الاخيرة
لا اعتقد انه يجب " اقناع" اي اطراف نظريا بالديمقراطية و التداول السلمي

و لكن اعتقد ان المجتمع المنتظمة قواه و المشاركة كلها في اللعبة , ربما تصل لهذه القناعة بعد صراعات و تفاوض و بعد تعبير الناس عن رغبتها في ان يتم الصراع بين القوي في اطار سلمي يحتكم في النهاية اليهم

يبدو الأمر أشبه بيوتوبيا و لكن تحقق بعض منه خير و بركة

عمرو عزت said...

علاء الدين
عمليا : يمكن لفرد علي سدة سلطة لديها تنظيمات قوية لبعض من الشعب أن يكون أقوي من الشعب " الفرط " غير المنظم و غير المنتظم في اي تشكيلات سياسية او اجتماعية

أتفق معك اننا يجب ان نتجه للمستقبل: لذا فأعتقد أن الاتجاه لبناء تنظيمات و روابط عديدة تمثل القوي و المصالح الاجتماعية المختلفة لتكون في توازن مع اي سلطة هو خطة جيدة للنظر تجاه المستقبل. لكي لا يظل المجتمع رهنا باهواء السلطات .

تحياتي لك

عمرو عزت said...

الأخ المجهول
رجاء كتابة اسم و لو مستعار لكي أخاطبك به بدلا من المجهول

الانجازات و الاخفافات في النهاية تؤثر علي البشر
أن تنظر للتجربة من خلال عيون عينات مختلفة من الناس هي طريقة للنظر في هذه النجاحات و الاخفافات
لذا فالتجارب الشخصية بالنسبة لي هامة جدا عند النظر لاي تجربة كبري تدعي انها حققت مصالح الناس
لا يمكن ان اتحدث عن " الناس " هكذا كتلة واحدة . الناس مختلفون و مواقعهم مختلفة و مصالحهم مختلفة

طبيعي ان ينظر الناس الي النظام عبر مصالحهم , و علي كل الناس ان تسعي لمصالحها
و اعتقد ان الديمقراطية ان لم تكن استفتاء علي المصالح لتحقق مصالح اوسع قطاعات فهي لا معني لها

أبو فارس
متفق معك أنه بالنظر للمقع و تكسير السلطة لقوي المجتمع المستقل
فان بدايات أفول عصر المكتسبات الاجتماعية للفقراء هي امتداد للعصر الذي تم اجهاض اي قوي اجتماعية مستقلة للسلطة , لذا عندما تحولت السلطة ما عاد للفقراء من طريق

تحياتي لك يا خالد

Anonymous said...

عزيزي عمرو

لست مختلفاً معاك على ما كتبت أو في أصول النظرة لكن في تساؤلات عن حدود الحرية التي تفترض أن السياسة يدب أن تبدأ انطلاقاً من كونها قيمة مفروض احترامها، وعن المبدأ أو الأصل الذي يجب أن ترتكز عليه هذه الحرية

القانون الذي كنت أشير إليه ها هنا هو نظرة وضعية للقانون تربطه حصراً بمشيئة الدولة،
في منأى عن أي مرجعية ميتافيزيقية أو حتى أخلاقية لكونه لا ينظر سوى إلى مسار اقرار القانون فقط.
طبعاً هذ التصور حدي أو طرفي وتم تجاوزه نحو نقاط ألطف لكنه لا يزال يمثل حد التفكير في مواجهة فكرة أخرى هي القانون الطبيعي،
لذا فالواقع مزيج، لكن النقاش النظري يواجه هاتين النظريتين كأساس

السؤال الثاني ينطلق من التفكر في أصل القمع، وهو في رأيي أصلان
رغبة السلطة، وخوف القمع المقابل...
لذا لم أقل إن الأحزاب الأخرى لم تكن لتشكل فائدة أو أن لا معنى لها، ولكن كنت أحسب أن تحول الثورة إلى الديمقراطية فور نجاح الانقلاب العسكري كان سيعني مجدداً تسليم السلطة إلى الأحزاب السابقة، دون ضمانة لعدم وجود قمع مقابل...
لذا لا يمكن أن ننشئ نظاماً ديمقراطيا لتداول السلطة ما لم نقبل بالغاء الخوف من القمع وباحترام الرغبة في السلطة على أساس حدها برغبة الشعب
وليس بقرار يعتبر أن الحزب الفلاني هو قائد الأمة إلى الأبد، أو الحزب العلاني هو وريث الله في الأرض!!

لذا هنالك ضرورة لاقناع الأطراف الموجودين بالتداول السلمي أساساً يحترم رغباتهم ومخاوفهم،
ولست أفهم كثيراً الفصل الذي تجريه ما بين "الأطراف" الحالية وبين قوى المجتمع وتنظيماته بما أن هذه الأطراف هي ممثلة لقوى أساسية ولتنظيمات كبرى في هذا المجتمع،
وليست طارئة عليه من خارج،
تماماً مثل مثال الطوائف اللبناني.

طبعاً كل تقدم على مثل هذه الطريق خير وبركة

لنا عودة إلى كلام كثير بشأن محمود أيضاً، بعد فاصل قصير من الغياب (حوالي 10 أيام إضافية)
:)

سلام