28 October 2006

! هيّ فوضى


رحم الله تلك الأيام .. أيام كانت الحكومة تعمل بتوجيهات الرئيس , و كان المعارضون يتنازعون فيما بينهم أشياء ذات قيمة ....

(1)
إذا كان لكل وزارة تخصص ما , و كانت هذه التخصصات تغطي كل شؤون و قطاعات الدولة , فما هي مهمة رئيس الوزراء ؟
الإجابة عادة تحتوي عدة كلمات من نوع السياسات العامة و التخطيط و التوجيه و التنسيق و ... وكنت قديما لا أصدق هذا الهراء و أؤمن مع المؤمنين في أرجاء مصر المحروسة أن السيد رئيس الوزراء هو سكرتير أول رئيس الجمهورية و باقي الوزراء هم باقي فرقة السكرتارية .
ذلك لأنهم جميعا لم يكونوا يفقهون حديثا عن الخطط و التوجهات , و لا رئيسهم يتحدث حقا عن تنسيق ما , بل كانوا جميعا كجوقة واحدة يتغنون بتوجيهات الرئيس الحكيمة ,و يتحنثون انتظارا لوحيه الذي لا ينطق عن الهوي .
و لكن يبدو أنني بصدد تغيير معتقدي هذا .. فما حدث مؤخرا بين وزارة الكهرباء و بين محافظة القاهرة لا يشير إلا غياب الوحي الرئاسي في هذه المسالة . مما دفع السادة وزير الكهرباء و محافظ القاهرة و رئيس الوزراء للاجتهاد .. و كانت النتيجة أن السيد وزير الكهرباء أداه اجتهاده للضرورة العاجلة لتحصيل الفواتير المستحقة المتأخرة علي دواوين محافظة القاهرة و بأي ثمن , أما السيد محافظ القاهرة فأداه اجتهاده إلي ضرورة تجاهل وزارة الكهرباء مهما كان الثمن , بينما أدي اجتهاد السيد رئيس الوزراء في التنسيق و التوجيه و التخطيط إلي إصداره أوامر حكيمة لكليهما بأن يغربا عن وجهه و ليذهبا معا إلي الجحيم بمشكلاتهم هذه و ليتدبروها فيما بينهم بأي وسائل و بأي ثمن أيضا.
و كانت المهزلة .. وزارة الكهرباء أوقفت إيصال الكهرباء لكل دواوين و مكاتب محافظة القاهرة مما نتج عنه إيقاف الحواسب و الإضاءة و تعطيل مصالح قاطني القاهرة الملاعين .. و ردت محافظة القاهرة بحزم و أوقفت كافة أعمال وزارة الكهرباء كمد و توصيل خطوط الكهرباء لأي منطقة تدخل ضمن نطاق محافظة القاهرة , و لو عاني أيضا قاطنو القاهرة الملاعين .
دعك من أن هذه المشكلة يمكن أن تحل في " جلسة عرب " بتوسط " كبير القبيلة " لتحديد مهام كلا من الطرفين و وضعه المالي ثم تحديد حل مناسب يراعي أولويات برنامج الحكومة و مصالح المواطنين .
و دعك أيضا من أن كل أطراف هذه المسخرة هم أعضاء في السلطة التنفيذية لحكومة واحدة شكلها رئيس حزب واحد و كلهم أعضاء في نفس الحزب و السيد المحافظ ليس منتخبا مثلا فلا سلطة لرئيس الوزراء عليه , بل هو معين أيضا من قبل رئيس الجمهورية و الحزب , و هناك وزارة اختصاصها الحكم المحلي يتبع وزيرها رئاسة الوزراء ..
دع عنك كل شيء إلا السؤال الحقيقي : أين حقا السيد الرئيس و توجيهاته الحكيمة و هو الذي يختار و يعين فعلا كل أطراف هذه المهزلة ؟
للأمر إذن جانبه الإيجابي , أن التوجيهات أصبحت تتوقف أحيانا . ربما كان ذلك بسبب ضعف لياقة السيد الرئيس الذهنية أو البدنية بفعل السن , أو ربما لازدواجية الحكم بين الرئيس الأب علي رأس السلطة و الوريث الابن علي رأس الحزب فعليا , أو ربما لأسباب أخري .
و مهما كانت الأسباب فالتوجيهات بدأت تغيب أو تتأخر بالفعل و السادة المسؤولون بدأوا يجتهدون . و هذا ظاهره الرحمة و لكن باطنه أن اجتهاد مثل هؤلاء - كما تري - كارثة أو علي الأقل مهزلة .
و لكن المهزلة الكبري -أو الكارثة - لا تتعلق باجتهادهم , و إنما تكمن في " النظام " ...
فالسلطات و الصلاحيات و المنح و الإقطاعات مكدسة في يد رئيس الجمهورية .. و في غيابه و غياب توجيهاته و أوامره المدعومة بسطوته , تصبح السلطة التنفيذية فوضي بلا نظام . ... و السكرتير الأول لا يملك السلطة المناسبة للترغيب و الترهيب و كثير من بقية السكرتارية و المسؤولين لا يملكون حدا أدني من الاجتهاد أو الكفاءة و لا الاحترام لأنفسهم و للمواطنين , لأداء واجبهم بلا ترغيب و ترهيب و توجيهات عليا .
في النظم التي تستند إلي السلطة المركزية القوية المستبدة , يؤذن ضعف هذه السلطة أو تفككها أو تراخيها بالفوضى و الانحلال .
إنها الفوضى التي في ظل الاستبداد , الذي يحفظ " نظاما " وهميا و استقرارا واهيا , ثم ينكشف عندما تخف القبضة قليلا عن عجز حقيقي في إدارة أتفه الأزمات .
لو كان السيد المحافظ منتخبا و كانت الوزارة مشكلة من حزب حقيقي يحوز أغلبية برلمان حقيقي لاختلف الأمر كثيرا , و لحرص كل منهما علي ارضاء الناخبين و مصالحهم و الوصول لحالة من التوازن بين المصالح المتعارضة التي يجب أن ينسق بينها رئيس الحكومة - أيا كانت صفته - حرصا علي إرضاء ناخبيه المواطنين – لا الملاعين - و مصالحهم . و ما سبق لن يكون إلا في ظل نظام يكفل حرية حقيقية لا شكلية .

الـ " نظام " الحقيقي يحتاج لحرية تدفع أصحاب المصالح المختلفة للانضباط وفقه , و السعي لمصالحهم عبر الدخول في تجربة جماعية لإقرار " النظام " و الوصول لتوازن بين هذه المصالح , في تدافع مدني تحكمه أخلاق و خبرة الأحرار .
الحرية بدروها تحتاج لـ "نظام " . الحرية ليست شيئا طبيعيا غريزيا , إنها مفهوم مدني , و وعي مؤسس علي خبرة و تجربة و أخلاق مختلفة .
عندما يصبح النظام بلا حرية , و يصبح مرادفا للاستبداد و التسلط , فإنه يقتل إمكانات الحرية و خبراتها و أخلاقها . فليس بعده إلا "حرية " بلا نظام ... أي " فوضى ".


(2)
أنا لا أعلم حقا , علام يتنازع الشباب في حركة " شباب من أجل التغيير " !
فهذا الزميل العزيز يعلن للصحافة انفصال حركة " شباب من أجل -لا مؤاخذة - التغيير" عن حركة " كفاية" الأم , بينما يرد عليه الزميل الآخر معلنا أن " شباب " لم تنفصل عن " كفاية " لأنها ليست تابعة لها أصلا و العلاقة بينهما لا تتعدي حنان الأم , ثم يردف الزميل الأخير أن الزميل الأول الذي أعلن الانفصال هو نفسه مفصول من حركة " شباب " لمخالفات ارتكبها أوجبت إحالته للتحقيق و فصله !
ما سبق يوهم أصلا أن هناك الآن حركة تسمي " شباب من أجل التغيير " , و أن لها لوائح و عقوبات . بينما يعلم كل مرتادي مقهي " البورصة " أن " الشباب " لم يعودوا يجلسون معا . و أن المجموعات المتناحرة تفرقت علي مقاه أخري من زمن .
و لكن ما تبقي من مرتادي البورصة - و أنا منهم أحيانا - لا يعلمون علام التناحر أصلا .. فلا الحركة حزب مرخص للتنازع علي الشرعية صعبة المنال , و لا هي لديها مقرات أو صحيفة ... و لا حتى يا ربي جماهير من أي نوع ارتبطت بالاسم !
لماذا التنازع إذا , و الله خصنا بلغة غزيرة الاشتقاق و تواريخا و رموزا وطنية عديدة , تمكن كل مجموعة أن تبتكر لنفسها اسما جديدا بلا مشاكل . و لهم في مجموعة 30 فبراير أسوة .
وهل الحل لمشاكل الحركة و حالتها المتردية هو الحديث عن " كفاية " و التبعية لها بينما كان داعي نشأة الحركة بالأساس جمع شباب " كفاية " للعمل بشكل لا مركزي و ديمقراطي بعيدا عن صيغة " كفاية " التوافقية و المتمركزة حول لجنة تنسيقية من " الرموز الوطنية " .
من البداية رفض مؤسسو " شباب " التبعية لكفاية , رغم اهتمامهم بالتنسيق معها . و بالفعل شاركت حركة " شباب " في بعض الأنشطة التي تحفظت " كفاية " عليها . مثل سلسلة مظاهرات الأربعاء في الأحياء الشعبية التي شاركت " شباب " فيها إلي جنب " الحملة الشعبية من أجل التغيير" رغم تحفظ " كفاية " .
الحقيقة أن فكرة تأسيس " شباب من أجل التغيير " واجهت المشكلة و لم تلتف حولها . و حاولت أن تقدم نموذجا للعمل الجماعي الديمقراطي في تجمع علني و مفتوح يضم أفرادا من تيارات عدة و مستقلين .
و كان ذلك متسقا مع مطالبة حركة التغيير بالديمقراطية و الحريات و التعددية الحقيقية و احتجاجها ضد الاستبداد و المركزية و انفراد رئيس الجمهورية بالسلطات.
و لكن كانت النتيجة علي النحو التالي .. فشلت " شباب" في إدارة اجتماعات فعالة باستنثاء الاجتماعات الأولي . الاجتماعان اللذان حاولت حضورهما - بعد ما حاول شباب ناشطون كثر إثنائي عن هذا حفاظا علي صورة " شباب " لدي - أحدهما ضم خمسة زملاء غيري لأن الأهلي كان يلاعب فريقا إفريقيا , بينما الاجتماع الثاني الذي كان حاشدا و منتظرا " للم الشمل " بعد طول غياب , كاد ينتهي إلي " لم الجيران " لفك اشتباك بالأيدي وقع علي إثر اختلاف اثنين من القادة التاريخيين للحركة !
و كانت نتيجة هذه الاجتماعات أن الحركة انقسمت لعدد من الشلل , أعلنت كل مجموعة منها أنها تمثل " الشباب " الرسميين . و بينما أمل البعض في أن الحوار سيسهم في رأب الصدع , انشقت المجموعة البريدية التي تجمع الأعضاء إلي مجموعتين بريديتين , هذه و تلك , و كلا منهما تدعي أنها المجموعة البريدية الرسمية لشباب من اجل التغيير .
هذه النتيجة المؤسفة لتجربة بدأت واعدة , و ضمت بالفعل عددا من الشباب المخلص و الرائع , ليست في رأيي إلا نتاج مواجهة المشكلة الحقيقية : المعارضة تطالب بالديمقراطية و تفتقر إلي قيمها , و تطالب بالتعددية و اللامركزية و تفتقر إلي أخلاقيات العمل الجماعي .تطالب بحق الناس في إدارة شؤونهم بلا تسلط و تفشل في إدارة عدة اجتماعات و مجموعة بريدية .
المعارضة فيما بينها تقدم مبررا لادعاءات السلطة بأن للمجتمع المصري خصوصية لا تجدي معها الديمقراطية و الحريات و أنه لا يزال يحتاج للوصاية و الرعاية الأبوية من نظام مركزي قوي .
يمكنك أن تعترض أن هذه الأخلاقيات هي نتاج الحياة في ظل الاستبداد و ليس العكس , و لكن ماذا عن هؤلاء المتحدثين عن الديمقراطية و الحرية , و أنا منهم , .. أعتقد أن علينا إعادة المحاولة مرة أخري , فما حدث ليس إدانة لأحد بعينه بقدر ما يعني أننا بدأنا نحاول التعلم متأخرا ,و لم نخلص أو نجتهد في المحاولة .
علينا إثبات أننا نتحرك و نتظاهر من أجل " نظام " أفضل و أكثر عدلا و حرية .. لا من أجل فوضي , و لا من أجل استبدال شخوص بأخري فوق الكراسي .
إذا لم نعي و نتعلم و نتمثل في حركتنا القيم التي نتحرك لأجلها , فلا يجب أن نلوم الناس لأنهم لا يتحمسون لنا و لا لها .
لا يجب أن نلومهم لأنهم لا يحبون " الحرية " التي لا نعرفها حقا ... و لا لأنهم يخافون من " الفوضى " .


-------
علي الهامش
* ينوي يوسف شاهين اقتباس هذا العنوان" هيّ فوضي " لاسم فيلمه الجديد الذي يصوره حاليا .

21 October 2006

" زي الموجة "

لو استمروا في العزف , لظللت جالسا هناك للأبد ....
تلك الموسيقي التي عزفتها فرقة " مسار " أو " مزيكا بس " الأربعاء الماضي في مسرح الجنينة .. كأنها كتبت خصيصا لأجلي.
كالموجة غمرتني موسيقاهم التي جمعت في " مسار " ما أحب من أشتات المسارات .
موسيقي التخت الشرقي المصغر مع موسيقي الحجرة الكلاسيكية مع ارتجالات و تنويعات الجاز .

رنات عود سيد درويش علي دقات إيقاع شرقي أو رقرقات رق عابث .. بيانو يراوح بين نزق كلاسيكيات شوبان و بين تسكع بيانو الجاز مع نبضات الكونترباص في خلفية أغنيات نورا جونز و ديانا كرول .


أعضاء فرقة " مسار " : حازم شاهين (عود - و مؤلف معظم المقطوعات ) و هاني بدير ( إيقاع ) و نوار عباسي ( بيانو ) و مايلز دجاي ( كونترباص) هم أيضا أعضاء في فرقة " اسكندريلا " الرائعة , التي لم تقدم فرقة مثلها أغنيات سيد درويش و الشيخ إمام و زياد رحباني .


" مسار " أطلقوا في هذا الحفل إسطوانتهم الأولي " العيش و الملح " ضمن مشروع " أصوات الشرق الجديدة " .
يضم " العيش و الملح " سبع مقطوعات . أربعة من تأليف حازم شاهين - واحدة منهم بالاشتراك مع طارق عبد الله - و مقطوعة من تأليف نوار عباسي و أخري من تأليف مايلز دجاي بالإضافة لتنويعات علي موسيقي " إيه العبارة" لسيد درويش .
غلاف  ألبوم

مشروع " أصوات الشرق الجديدة " يشمل أيضا إطلاق إسطوانات لعدة فرق موسيقية عربية مستقلة , و يهدف لإبراز هذه الأصوات الجديدة و الأصيلة البديلة وسط طوفان الموسيقي المعلبة الرائجة .
في مصر ,
بالإضافة لـ " العيش و الملح " لـ " مسار " , تم إنتاج ثلاثة أسطوانات أخري ضمن هذا المشروع : " قرار إزالة " لفرقة " الدور الأول" و "سلطاني " لفتحي سلامة و " الطرب الأصيل" لرياض عبد الجواد .


اسمع " زي الموجة " لحازم شاهين و طارق عبد الله من " العيش و الملح ".

powered by ODEO

18 October 2006

! " حالة من " الكستور


حالة - كستور

مشكلتي مع فرقة " حالة " أنني أذهب إلي العروض المسرحية ملتزما طقوس المشاهدة.. أجلس بالضبط أمام منتصف خشبة المسرح أو مساحة العرض , و أبتعد مسافة ما عنها كي يمكنني أن أري المشهد المسرحي بكليته و لكي لا تفوتني أي تفاصيل هنا أو هناك ... و لكن معهم أسقط في حيرة , كيف أتابع الممثلين جميعا في وقت واحد .بينما هم يؤدون جميعا و ينسجون تفاصيلا مختلفة هنا و هناك في نفس الوقت !

ذلك لأن فرقة " حالة " ليست فحسب تقدم مسرح الشارع , بل هي فرقة شارع حقيقية . يقدمون عروضا لا هي بالمسرحيات و لا هي بالعروض الغنائية الراقصة . يمزجون الأداء المسرحي بالغناء بالرقص بالارتجال الحر مع بعض الأشعار .. لا يوجد مشهد مسرحي ذو مركز و أطراف يجذب نظر كل المشاهدين إلي أبطال . عروضهم في بيئتها الطبيعية , في الشارع , يحتل الممثلون جميعا فيها مركز دائرة الفرجة , ينسجون تفاصيلا و تنويعات مختلفة داخل المشهد الكبير . للمشهد وجوه عدة بحسب مكانك علي محيط الدائرة . كما أنك بشكل ما جزء من العرض ,و توقع أن يتفاعل معك أحدهم مرتجلا "جر شكل " أو مداعبة .

حالة - كستور

" حالة " تحافظ علي طقوس الفرجة الشعبية فهي تبدو و كأنها تقدم البهجة الخالصة في بعض الأغاني , و كأن دورها فقط " لم الناس " . بعضها كذلك , و بعضها يكون بالاضافة لذلك أحد وجوه العرض الذي تقول فيه الفرقة ما بدا لها أن تقوله عبر كلمات الأغاني الشعبية التي يحبها الناس .
في عرض " غناء بالكستور الشعبي " لا يغنون كلاما جديدا تقريبا , إنهم يغنون غناء " الكستور " . ألحان و كلمات تبدو من نسيج مثل نسيجه , محملة ببهجة قريبة و مرح دافيء و روح بسيطة . يغنون لسيد درويش " القلل القناوي "و " عشان ما نعلا و نعلا " و لشكوكو" حبيبي شغل كايرو " و " مغنواتي بلدي و خفة " .
يسخرون من الأمير الجديد قبل تنصيبه, مع عدوية :" عم يا صاحب الـ" جمال " .. إدي الواد لأبوه - الواد لسه في اللفة و عامل له زيطة و زفة ! " في رائعته السيريالية " السح الدح إمبو " . يسخرون من المعارضين الذين لا يملكون رغبة و لا خيالا لتجاوز حالة المعارضة المزمنة علي طريقة " لا و النبي يا عبده " - أو هكذا أوحت لي هذه الأغنية - و يسخرون مع عدوية أيضا في " سلامتها أم حسن " من أنفسهم و أحلامهم البسيطة التي لا تتحقق هذه الأيام ببساطة !

حالة - كستور

الممثلون أنفسهم " حالة خاصة " , فأنت أمام أداءهم المرح من الصعب أن تتوقف عن الضحك طول فترة العرض . لو شاهدتهم مرة يؤدون هذا العرض ستمتزج لديك صورهم بالكستور و ستتخيلهم به لو قابلتهم في وسط البلد و قد انتهوا من عرض أو بروفة .

" حالة " قدمت عرض كستور في حفل " غني يا بهية " و قدمته أيضا في عدة عروض خلال هذا الشهر . بخلاف عرض " كستور " قدمت "حالة " التي أسسها المخرج محمد عبد الفتاح قبل عامين تقريبا , ثلاثة عروض أخري هي " سلام مربع " و " أوزو لذيذ " و " 76 " التي تناولت التعديل الدستوري الأخير الشهير .

حالة - كستور

إذا بدا لي أن أرتدي نظارة الناقد , ففي عروض " حالة " الأخيرة بدأ عدد الممثلين يزيد بلا إثراء مناسب لتفاصيل العرض و تنوعاته . كما أن نهايات عروضهم الحالمة قليلا , أتخيلها أعمق أثرا لو كانت ساخرة أيضا .

مشكلة " حالة " الحقيقية , بعيدا عن التفاصيل , أنهم يحتاجون للشارع و لناس الشوارع , لكي تكتمل " حالة " العرض .
لن تستطيع أن تشاهدهم إلا في عرض معلن عنه في مسرح ما . لا يمكنك بدون مصادفة سعيدة أن تشاهد عروضهم المفاجئة في الشوارع و أمام المقاهي , إلا إذا كنت مقربا منهم بشكل شخصي .
لست كذلك بالمناسبة و إن كنت أود ذلك . ليس فقط من أجل مواعيد عروض الشارع , و لكن لأنهم بالفعل " حالة " رائعة و صادقة .

07 October 2006

مائدة حقيقية

إفطار مدونين  05-10-2006



من الصعب تخيل أن يجتمع كل هؤلاء " المختلفين جدا " علي مائدة واحدة .
و لكن بعد فترة , ليست بالطويلة , من الصحبة علي المائدة الافتراضية الواحدة , أصبح ذلك ممكنا في العالم الحقيقي . و كان في غاية الروعة.
هذا هو الإبداع الحقيقي لفكرة التدوين .. فكرة ذلك المنتدي الكوني المفتوح بلا حواجز.

استمتعت بصحبة الجميع , و بطبق البطاطس !
شكر عميق لمن ساعدوا في ترتيب اليوم : الأصدقاء علي المجموعة البريدية للمدونين المصريين التي لا علاقة لها بالهيئة الحزبية العليا للمدونين .
و شكر خاص لمريم و زينب لجهدهما في ترتيب ذلك اليوم علي أرض الواقع .