23 April 2006

طلعت يا محلا نورها



أول أمس في قاعة الحكمة بساقية الصاوي , في الصف الأول من الجزء العلوي , علي يمينك أول ما تنتهي من السلم الثاني من جهة اليسار و أنت تواجه المسرح .. كنت أجلس هناك و في الصف الثاني خلفي مباشرة جلست مجموعة من الشباب الشوام الذين يحبون مارسيل خليفة أكثر مني قليلا , كان منهم فتاة ذات صوت ناعم و فتي ذو صوت أجش يصفق بعنف و مبكرا قليلا عن باقي الجمهور, حتي أنه أفزعني مرتين .
هؤلاء الأصدقاء لا يحبونه فحسب بل إنهم يحفظون أغانيه عن ظهر قلب , كما أنهم لم يفتهم حفله السابق الليلة الماضية في الأوبرا , لذا فإني بالكاد استمعت إلي صوت
مارسيل خليفة و أميمة الخليل هذه الليلة .
لم يخل الأمر من
لحظات سعيدة , خاصة تلك التي بح فيها صوتهم أو تذكروا أن مارسيل يغني الآن لا إحدي اسطواناته , كما أنهم اضطروا للتوقف أثناء الفواصل الموسيقية الرائعة . خاصة تلك التي شغلتها تنويعات بيانو رامي خليفة علي الألحان .
بدا لي أن مارسيل بقدر ما يمكن أن يسعده هذا , كان أيضا حانقا من ذلك الجمهور الذي أتي لاستعراض حفظه أغانيه عن ظهر قلب , و لا يريد أن يستمع إلي جديده أو موسيقاه في ثوبها الجديد . كما أن البعض أراد أن يحيل الحفل مؤتمرا نضاليا .
وقف د.إيمان يحيي و هتف بالفعل و ردد خلفه القليل و ضحك البعض .
مالك أيضا كان حانقا و استنكر أن تغني أميمة " طلعت يا محلا نورها " بلكنة و زيادات لبنانية , كما لم يعجبه أن " المزيكا كانت ياما " علي حد تعبيره .
هذه الأيام تنتهي السهرات عند نادي القضاة و
الاعتصام المفتوح هناك .
قبل أن نذهب ودعنا رضوى
و التقينا يحيي مجاهد و كان من المخطط أن نأخذ فاصلا من فول سعد الحرامي علي مقهي التكعيبة , و لكن ذلك الأخير لم يعد موجودا بعد ان أجبرت الشرطة كل المقاهي القريبة من الاعتصام علي إدخال مقاعدها و إخلاء الطريق تكديرا لصفو مجتمع وسط البلد . مقهي التكعيبة تقريبا ليس له داخل .

في مطعم اسمه " الفقي " في شارع شمبليون , له داخل ولا يدخله أحد تقريبا , اضطر
يحيي للتفاوض نيابة عنا مع ذلك الرجل هناك ليقنعه أنه من المعتاد أنهم يحضرون سلطات و خبز بجانب الأطباق . و ليته فشل في إقناعه و اضطررنا للرحيل , فلم نزل نعاني من عدم القدرة علي نسيان هذه الوجبة .


تناولنا الشاي جلوسا علي البساط المفروش بطول الرصيف المقابل لنادي القضاة , مسندين ظهورنا إلي علم مصر الكبير .
مالك تجاوز سريعا آثار الوجبة. الاعتصامات تجعله في حالة مزاجية فريدة .


بعد رحيلي و يحيي مجاهد . و بينما كان بعض الزملاء يصلون الصبح داخل نادي القضاة و نقابة الصحفيين , استغل " الكفار " قلة عدد الباقين للحراسة و أغاروا عليهم و سرقوا أمتعة المعتصمين وعدة الاعتصام , و لم ينقذ المعتصمون من أيديهم سوي علم مصر الكبير.
لا تزال الطبلة أيضا موجودة و
الاعتصام مستمر.


من الآن فصاعدا , علي مالك أن يؤم المعتصمين لأداء " صلاة الخوف " في مكان الاعتصام .


3 comments:

قبل الطوفان said...

سخرية الأقدار: الجمهور يغني.. ومارسيل خليفة يضطر إلى الاستماع
نعم.. البعض تستهويه فكرة أنه الأقرب إلى "بطله المفضل" من حبل الوريد.. وربما تزيد الجرعة أمام الرفاق والأحبة أو حتى الآخرين فيكشف عن موهبته في الغناء وإلقاء القصائد والهتاف!
الأهم: نات نصيباً من متعة الغناء والسهر الاتثنائي.. ونالنا من كتابتك الجميلة نصيب يستحق أن نقول لك عنه: أحسنت
فلنتواصل

mahmoud said...

أعتقد ان هذه الحفلة - على روعتها- لا تمثل مارسيل خليفة لأكثر من سبب :
تقريبا ماكانش فيه عازفين , هو الواحد على التشيللو بس و أولاد مارسيل , تمثيل شرفى يعنى , فين باقى فرقة الميادين؟ هل كانت حفلة الأوبرا على نفس الحالة ؟
مارسيل غنى الأغانى المشهورة - مش الجميلة - و المقطوعات الموسيقية كانت قليلة , هى بس المداعبة , مع ان عنده مقطوعات موسيقية حلوة جدا , و لكن كان شكله كده حابب يريح الجمهور , فغنى اللى الناس عايزاه

- رامى كان شكله مأنتخ و جاى تقضية واجب , مارسيل كان كل شوية يبص له , نظرات حادة كأنه بيقوله : اتعدل , أكاد أجزم ان فى الآخر حصلت مشادة صامتة بين مارسيل و رامى , فى الحتة اللى مارسيل طبل فيها على العود و الناس بتصفق , نظرة حادة من مارسيل كأنها بتقول ( ادخل انت دلوقتى ) , أعقبها هزة رأس من رامى ( مش داخل , خلينا نخلص بقى ) , استمر مارسيل بعدها فى تكرار الجملة اللحنية , و النقر الايقاعى على العود , الجمهور قاعد يصفق و التصفيق بدأ يبطأ من كتر ماسقفوا , فى النهاية دخل رامى بحته جاز جامدة جدا , و تم تدارك الموقف
- الناس فعلا كانت مقضياها تسميع أغانى , الموسيقى توارت خلف حماس الجماهير

على الرغم من كل ده , فكانت حفلة جامدة جدا , و حاولت التغاضى عن ما سبق و الاستمتاع بالحفلة , مارسيل برضه مهما حصل عملاق و يستاهل

فيها حاجة حلوة said...

تعلم يا عمرو جيدا انك كلما سمعت مارسيل خليفة وانت علب ال دي جي اتذمر واقولك ياعم غير ولكني بعد قراتي لوصفك ووصف رضوي احس بشوق تجاههذه الاغانيالتيلم اسمع الكثير منها بعد.اما الاعتصام ياعم مش ضروري لان الريس فال ان القضاة بالنسبة له في معزة جمال وعلاء وبطلوا افتري علي الناس