16 August 2009

عشر ملاحظات وتحية


يوم 2 أغسطس بدأ المتضامنون مع حق هبة نجيب في العودة إلى مصر الكتابة على مدوناتهم بعد أن أنشأت بنفسها مجموعة على الفيس بوك، وفي يوم 9 أغسطس كانت هبة نجيب في مطار القاهرة.

قد يوحي ذلك أن المشكلة كانت بسيطة، أو أن حملة التضامن صادفت قرب انتهاء المشكلة وحلها على مسار آحر، ولكن لا شاهدا أفضل من هبة لينفي ذلك وليقول لنا أن التضامن معها بالفعل قلب المعادلة وأنهى أزمة 3 سنوات في أسبوع.
الصورة الأكثر دقة- كما يبدو لي- أن محاولات هبة المتواصلة وتمسكها الشديد والمدهش بحقها هو العامل الأساسي الذي أتاح أن تنتقل حملة تضامن من خانة أضعف الإيمان لتكون عاملا مساعدا في تغيير فعلي على الأرض.
هذه الصورة تدفعنا لألا نبالغ في قدرات وإمكانات حملات التضامن على الإنترنت أو في الإعلام، ولكنها تدفعنا أيضا لأن نعرف أنها ليست بلا تأثير، والتفاصيل قد تكون فيها ملاحظات جديرة بالتأمل لكل من يهتم بالإنترنت كمساحة للنشاط والتضامن والتشبيك بين المهتمين بمناصرة قضايا أو قيم مشتركة.

أولى هذه الملاحظات أن السعي على الأرض في مسارات مختلفة للمطالبة بالحق أو الاعتراض على مظلمة كان ضروريا لتحديد وجهة الحملة الإعلامية، التي لم تخرج كنداء في البرية بل حملت مطلبا محددا موجها إلى جهة محددة: حق مواطنة مصرية في العودة لبلدها ومسئولية الخارجية المصرية عن ذلك، بالإضافة لتحديد العقبات التي تعترض نيل هذا المطلب رسميا وتهدد كسب التعاطف مع القضية: نظام السعودية المستند للتقاليد الأسرية المحافظة التي لا تقبل استقلال البنت بحياتها.

ثانيا، هناك دور كبير لشجاعة هبة وقرارها بتحمل تبعات حملة تضامن إعلامية ستتعرض بسببها لاتهامات أخلاقية، وقرارها بخوض معركتها من زاوية حقوقية صارمة: حقي كمواطنة في العودة لبلدي، فقط لأنني أريد، كما كتبت في مدونتها. ورفضها التركيز على ظروف سيئة أو استثنائية لجلب التعاطف، رغم اضطرارها لذكر بعض التفاصيل تحت إلحاح الإعلام الذي يريد قصة أكثر إثارة وحيوية من قضية حقوقية تستند لحق قانوني مجمد في السياق الاجتماعي.

ثالثا، هناك الآلاف من شكاوى المصريين في الخارج يتململ الإعلام المؤسسي قبل النشر عنها. القاريء مل من هذه المظالم ولم يعد هناك ما يثيره في حالة بعينها بعدما تحول الأمر إلى مظلمة واحدة كبيرة لا تثير إلا الأسف على حال البلد وقيمة الإنسان فيه.
ما حدث إن الإعلام بالفعل تململ وتلكأ في نشر قضية هبة، إلا بعدما وجد في حملة الإعلام الشعبي- المدونات، فيس بوك، تويتر- قصة جذابة وجدلا مثارا بالفعل دوائره بدأت في الاتساع. وحضور ذلك واضح في عنوان مداخلة برنامج 90 دقيقة : تشتكي والدها عبر الفيس بوك وفي تفاصيل خبر المصري اليوم وفيديو موقعه.

رابعا، الإعلام الشعبي أكثر جرأة وحرية في إثارة القضايا التي تصطدم بالقيم التقليدية والأفكار السائدة متحررا من أجندات رأس المال أو معيار الجاذبية الجماهيرية التي تحدد خيارات الإعلام المؤسسي. ولكن هذا الأخير يمكنه متابعة الإعلام الشعبي والتعلل به أحيانا لإثارة مثل هذا النوع من القضايا، كما حدث في بدايات الاعتراف بوجود التحرش الجنسي.

خامسا، لا يمكن أبدا تجاهل أن الإعلام المؤسسي لا يزال صاحب التأثير الأكبر والقدرة الأكبر على طرح قضية على قطاعات أوسع من الرأي العام والضغط على المؤسسات الرسمية ومساءلتها. في قضية هبة كان لنشر المصري اليوم التاثير الأكبر في الضغط على أطراف القضية (الخارجية، السلطات السعودية، الإخوان المسلمين، وأسرة هبة) لكي يصل الأمر لاتفاق سريع وحل للمشكلة.

سادسا، تبعا للملاحظة الخامسة تبرز أهمية المساحات المخصصة في الإعلام المؤسسي لنقل أو عرض محتوى التدوين. فقد تكون هذه المساحات هي الجسور الأسرع لتفعيل حملة تضامن تبدأ في ساحة الصحافة الشعبية. وهو ما يمكن أن يكون مدخلا لإعادة النقاش حول التصلب في قضية الملكية الفكرية فيما يخص إعادة نشر محتوى من المدونات.

سابعا، ما يمكن قوله مختصرا "لا تحقرن من التضامن شيئا"، فما قدمه كل واحد ظانا أنه أضعف الإيمان كان جزءا من دائرة تتسع لتزيد من تأثير وقوة الحملة. حتى الذين كتبوا متشككين أو ومعترضين ساهموا في ذلك ووسط كثرتهم ازدادت الهالة على دائرة التضامن التي استفادت من النقاش والجدل لتبدو واضحة أكثر في خطابها وفي بلورة القضية بفضل كتابات مميزة وجريئة.

ثامنا، اتصال حملة التضامن بموضوعها يزيد من جديتها. كانت هبة في قلب حملة التضامن بشجاعة، رغم تبعات ذلك.
والتواصل معها أتاح لمتضامنين تقديم خدمات جانبية على الأرض كانت عظيمة الفائدة.

تاسعا، عندما أثارت حملة التضامن تغطية إعلامية نشطت جهات ومؤسسات كانت تتعامل مع الحالة باعتبارها صفحة في ملفاتها، ولكنها لم تعد كذلك بعد اقترابها من أن تكون قضية جدل عام.
التشبيك مع الجهات والمؤسسات ولكن عدم الاعتماد عليها بشكل كامل يساعد في تنشيط حركتها ومعاونتها. وفي قضية هبة، الجهات التي اهتمت بالأمر لفترات مختلفة بأقدار متفاوتة كانت تستعد للدخول على خط المعركة الإعلامية والقانونية التي نشطت من جديد لولا الانتهاء السريع للمشكلة.

عاشرا، في مثل هذه اللحظات تبرز أكثر أهمية وفاعلية كل الجهود التجميعية، سواء التي تهدف لتقوية تأثير التدوين مثل مجمع "العمرانية" الذي خصص واجهته طوال الحملة للتدوينات التي تناقش القضية، أو مجموعات الاهتمام المتعلقة بالأمر مثل مبادرة "كلنا ليلى"، التي شهدت مجموعتها البريدية النقاش والتحضير للحملة وساهم عدد كبير من أعضائها في الكتابة أو المساعدة بطرق مختلفة .

أخيرا، هذه اللحظة وغيرها تؤكد دائما على أهمية حركة 30 فبراير المباركة بكل أجنحتها المفتوحة والمنفتحة على كل المجموعات والمتقاطعة معها والمتغلغلة داخلها وداخل الإعلام المؤسسي والمجتمع المدني وكل شيء حي.

17 comments:

عدى النهار said...

رغم تعاطفي مع هبة ورفضي لتعنّت والدها (إعتماداً على ما روته هبة) إلا إني كنت ومازلت ضد اللجوء للعلنية فى التعرّض للمشكلة لما فى ذلك من تشهير مهما حاولت هبة تجنّبه

أعتقد أنه كان من الأفضل لهبة إعطاء محاميها فى مصر الوقت الكافي لإدارة القضية ضد وزير خارجية مصر وسفير السعودية قبل اللجوء للإعلام والنت. لكن يبدو أن مساعدة هبة فى محنتها لم يكن الهدف الأول والأوحد

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

كما توقعت ابوها هو من اتخذ القرار وليس ضغط المدونين كما تقول ولكن لانه رأى ان الموضوع يتفاقم من ناحية البنت وحالتها النفسية فاتخذ القرار الاصلح

حاول قدر الامكان لم الشمل والحفاظ على بيته لكن ماذا سيفعل ان كانت هي لا تريد لهذه الدرجة

وهذا يدل على انه شخص محترم....لم يرد طبعا الكلام علانية لانه لن يجعل اسرار بيته مشاع للي يسوى واللي... فلم يرد في الاعلام كما انتظر بعض الاطفال....ولن يخرج للفضائيات ليدافع عن نفسه ضد اتهامات بنته بان يقول هو وجهة نظره ايضا من ناحيته فهو كأب " مش هيشرد لبنته" حتى وان استعانت ببضعة اطفال بالنسبة له عشان تاخد حقها كما تقول


ربنا يستر عليها في مصر وهتعرف غلطتها والفرق بين العيشة في السعودية والعيشة في مصر
:)


والتبعة عليها وعليكم


طبعا رأيي مش هيعجب حد لانه عكس رأي القطيع في هذا الموضوع

ahmad said...

الصارم الحاسم:

استيقظ ، وشرب قدحا من قهوة ، و انزل للشارع.
انظر .. و تملى

رأيك هو رأي القطيع يا عزيزي ، و العشرين مدونا اللذين دعموا الفتاة هم ليسوا قطيعا
انهم بعض حشائش برية سيدوسها القطيع بعض قليل.
احتسي القهوة

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

ماشي يا عم احمد...يمكن اما اعدت قراءة ما كتبته وجدت ان اسلوبي كان حادا قليلا وكان المفروض تخفيفه....لكن العشرين مدونا كما تقول تعاملوا مع الموضوع بعاطفية ناتجة عن خلفيتهم\خلفيتنا اللي اصبحت فيها خندق المعارضة اللي احنا فيه والاحساس بالظلم هي المشاعر الاساسية وعنوان الساعة بالنسبة لنا فاصبح كل من "يبدو" انه مظلوم متعاطف معه من ناحية معظمنا كمدونين بشكل مطلق وبدون تفكير عميق دون النظر في التفاصيل وما هية وكيفية الاصلح لحل اي موضوع على حدة وليس بتطبيق القواعد التي في اذهاننا دون تفكير ناضج - معذرة

انا معجب بوالدها جدا ولو كان مندفع واهوج مثلا لكان اصر على حبسها وكما رأينا الضغط على القنصلية لم يؤد لشئ...لكن الحل جاء من ناحية الاسرة نفسها

mido said...

هذه السيدة تستحق التضامن أكثر من هبة نجيب و لكن يبدو انه لا حياه لمن تنادى

ahmad said...

الصارم الحاسم:

لا يوجد هنا من يحاول نيل نيشان البطولة أو المناضلة على حساب أحد.
و قد تعلم أن العشرين ناشطا - ان اسميتهم كذلك - كانوا اعضاء مجموعة بريدية ناقشت الأمر ، و شملت اصوات عدة بين متعاطف و متكاسل.
كون الأب قد استفاق أو عدل من موقفه فهو أمر يحسب له - إن كان كذلك فعلا- و لسنا في محل ذكر من كان البطل و من المناضل و من الشهيد هنا، و إنما كفانا أن الأمور تتحرك في الاتجاه الصائب وفق رأيي المتواضع.

أما إن كنت تحسب تدوينة عمرو هذه و رؤيته التحليلية تخضع لما تسميه: "طبيق القواعد التي في اذهاننا دون تفكير ناضج" ، فلك الله

تحية

مصعب رجب said...

طيب ممكن يا سيد عمرو أفهم ما دخل الإخوان المسلمين بالموضوع

على حد علمي - وأنا أحد أعضاء الجماعة - أنه لم تصدر لنا أي تكليفات بتأييد أو مهاجمة هبة نجيب وقضيتها ، بل إن القضية من الأساس لم تتم إثارتها إطلاقا خلال كل اللقاءات السابقة .

أرجو من مدون احترمه بشدة مثلك أن لا يلقى بالاتهامات جزافا وأن يذكر الأدلة على ما يقوله من كلام .

جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمرو عزت said...

عدى النهار :
هبة حاولت 3 سنوات دون اللجوء للعلانية، والمحامين قالوا أن القضية ربما تستغرق سنة أو سنتين.

الصارم الحاسم:
يدهشني يقينك وأنت تتحدث عما لا تعرف وعمن لمن تعرف
حقيقي

أحمد:
دعنا نتفائل بأن الحفنة تزيد وتصبح أقدر على مواصلة الحياة ومناورة دهسات القطيع

أبو أسامة:
أين الاتهام؟
أنا لم أتهم الإخوان المسلمين بشيء في هذا السياق.
فقط ذكرتهم ضمن من حركهم الضغط، وهذا لا يعني أنهم متسببون في المشكلة.
انتماء والد هبة للإخوان وأنها سعت لوساطة قياداتهم جعلهم طرفا بشكل ما.
بالإضافة أن وصول الأمر للإعلام، وما نشرته المصري اليوم نقلا عن مدونة هبة عن دور الإخوان في حرب أفغانستان وانتقادها لمجتمع الإخوان في السعودية سبب حرجا بالغا للبعض، وفي الأيام الأخيرة تحركت وساطات في أكثر من جهة لإنهاء الموضوع.

عمرو عزت said...

ميدو:
هناك نقاش يجري الآن في المجموعة البريدية لمبادرة "كلنا ليلى" لدراسة كيفية مساعدة هذه السيدة
http://groups.google.com/group/kolenalaila?hl=en

عدى النهار said...

أنا قصدت بالتحديد محاميها فى مصر الذي أشرت إليه فى تدوينتك بأن نشر "المصري اليوم" لتصريحه الخاص بإقامة دعوى ضد وزير الخارجية المصري وسفير السعودية كان له التأثير الأكبر فى الضغط على أطراف القضية

من متابعتي لموضوع هبة من بداية الحديث حوله ، هذه كانت أول مرّة توكّل محامي فى مصر

التعجيل بإثارة الموضوع إعلامياً بالإسم والصوت والصورة والبيانات العائلية ، كل ده كان تشهير لا داعي له

لكن كما ذكرت فى تعليقي السابق ، مساعدة هبة فى محنتها لم يكن الهدف الأول والأوحد.. هذا "ما بدا لي" :) من بداية الحديث عن المشكلة

محمد هيكل said...

جميل كشف الحساب هذا لحمله تضامن

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

أحد

آمين ....وحد يطول يبقى في معية الله....والحمد لله معنديش اي مشكلة خالص في اني اتبع اوامره طالما ثبتت هذه الاوامر مش اتفلسف وافتكر اني بعد 1400 سنة هأجيب التايهة وافسر الآيات والاحاديث "على مزاجي" وبما يريحني في الحياة وهأعرف ما قاله وما لم يقله الرسول وأكدب الرواة بعد 1400 سنة عشان ابرر لنفسي اي شئ هأفعله
:)



عمرو
:)

يا راااااااااااجل ...انت اللي مستغرب
:)
ياللا ...استحمل صديقك اللدود...بجملة الحاجات الغريبة اليومين دول

لوشايف حاجة فتي وكلام غير حقيقي تقدر توضح ما اشكل علينا او ما لم يعمله القراء الضعفاء
:))

عمرو عزت said...

عدى النهار:
هبة وكلت المحامي قبل سنتين، وفكرة الدعوى القضائية ليست جديدة ولكن الجديد هو أنها ستكون بالتوازي مع حملة إعلامية وتضامن من عدة مؤسسات حقوقية ودولية.
لو كانت هبة لجأت للنشر من أول يوم كان يمكن أن نناقش ما تقول، لكن اللجوء بعد 3 سنوات أكيد يعطي مؤشرا أن ذلك كان الورقة الأخيرة التي تجنبت اللجوء إليها.
أما النوايا فلسنا في مجال نقاشها، يعلمها الله وأصحابها.

الصارم الحاسم:
أقصد كلامك عن والدها وتقييمك له ولها وكيف انتهى الأمر.
التفاصيل الآن تخص حياة هبة الشخصية، وهي تحملت ما يكفي اضطرارها لإعلان بعضها بسبب إلحاح الإعلام لمعرفة التفاصيل. ولكن أظن أن من لا يعرف المزيد من التفاصيل عليه التريث في إصدار الأحكام.

hartaka said...

جميل يا عمرو
دا احسن دليل علي جدوي التضامن ومدي التأثير الي ممكن يعملة حتي ولو بسيط

عايزين كلام من دا كثير

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

على فكرة انا كل كلامي الان وسابقا لم اقيم فيه هبة نفسها على الاطلاق ....كان كلامي عن المدونين وتعاملهم مع الموضوع

اما والدها فحكمي عليه مما ثتم نقله وقوله ...لم احلله ولن احلله بالطبع لكن بالنظر الى ما نقلته انت هنا وما قيل في مدونة هبة فما قلته لا يعد افتاءات على الاطلاق واجده شخص محترم حتى وان كان في الحقيقة متشدد قليلا كأب لكن من وجهة نظري اتفهم هذا جدا فالافضل ومن يربي افضل هو الاب الذي فيه من التشدد ولكن دون تعنت ولا ظان انه كذلك

هي فقط هبة المخنوقة من النظام العام في السعودية ولها بعض الحق في هذا ولكن ليس كل الحق.... ومخنوقة ايضا انها ولدت فوجدت هذا خيارها الوحيد وتمنياتي في هذا ان تعرف يوما طالما انها اختارت ان تجرب الآخر ان ما تربت عليه بالطبيعة وبدون مجهود وما وضعه الله في طريقها واصطفاها له هو فضل من الله يحسدها عليه الكثير من الابناء

دماغ ماك said...

المكتب الاعلامي لحركة 30 فبراير يرسل اعطر التحيات للي ما بداله من اللي زي ما هو عايز.

موقع جوجو الشامل said...

السلام عليكم
موقعك جميل جدا
اتمنىان تزور احدى مدوناتى بالاسفل شكرا لك

موقع الزمالك

موقع جوجو الشامل

موقع الاهلى المصرى 101

موقع اخبار الكورة المصرية,الاوربية,العالمية,الاهلى

موقع النادى الاسماعيلى ,اخبار الاسماعيلى

موقع تعليم الفوركس للمبتدئين اون لاين

موقع شباب بيك