’’ متوسط الأحلام
متوسط الإنتاج
في صراع مع الأيام
أشباهي منتشرة .. ،،
الصورة في قناة "اللي ما يشتري يتفرج" ليست جيدة بما يكفي لتبدو، خلف الرجل وعبر إطاره الخشبي، عربات باعة الفاكهة وسيارات محافظة الجيزة تشغل وسط الطريق أمام سلم أرض الجمعية في شارع الوحدة بإمبابة، حيث كان يعتزم "أعضاء اللجنة الشعبية للدفاع عن أرض إمبابة" إقامة احتفاليتهم.
الأمن، ومعهم سيارات المحافظة، سبقوا أعضاء اللجنة إلى مكان الاحتفالية، وأمروا الباعة بترك جانب الطريق وشغل منتصفه. العديد من الجنود بملابس مدنية وقفوا أيضا على مدخل الطريق، وعدد من الضباط حاولوا بسخافة إجبار الميكروباصات على التضييق على أعضاء اللجنة الذين وقفوا إلى جانب الطريق، يفكرون في مكان آخر لإقامة عرضهم، ولما لم يعجبهم انتظارهم وتجمهرهم، أمر الضباط سيارة جمع قمامة بالانتظار بجانب الجزيرة الوسطى في مقابل تجمهرهم ليتذمر المارة والسائقون من ضيق الطريق.
الرجل في الصورة وإطاره الخشبي المكتوب تحته "قناة اللي ما يشتري يتفرج"، والذي كان من المفترض أن تبث من خلاله الأشعار والأغاني، كانا الأكثر إثارة لفضول المارة الذين وقفوا يسألون الرجل عن "قناته" وعن سبب هذا الزحام وعن ماهية اللجنة. ومن خلف إطاره الخشبي، وقف الرجل يبلغ المارة، كل على حدة، بأمر التجمهر وسببه. وفي الساعة العاشرة تقريبا، أذاعت قناة "اللي ما يشتري يتفرج" نبأ إلغاء الاحتفالية، بعد محاولة يتيمة لرفع لاقتة للجنة قوبلت بالمزيد من السخافة.
لو كان ممكنا
أن يرى الإنسان في العتمة
لو، وهو نائم .. وعيناه مغمضتان..
لو، بغير يدين
بغير أوراق
بغير أن يتكيء،
في العتمة الخالصة
في الدفء الخالص،
بعينين مقفلتين وقلب مفتوح
بجسم كسول وأفكار نشطة
لو، هكذا، يستطيع الإنسان أن يكتب
لجئتك صباح غد بأجمل القصائد
نزيه أبو عفش
من ديوان "ما ليس شيئا"
1992