17 November 2005

! الحزب الوطني في إمبابة : خلافات عائلية و محاولة انتحار



مبكرا جدا صباح يوم الاعادة توجهت الي لجنتي الانتخابية و ملأت كل فراغات ورقة الاقتراع بعبارات احتجاجية متجاهلا أسماء رباعي الحزب الوطني المتنافس علي مقعدي إمبابة
رئيس اللجنة يعاتبني و أنا أضع الورقة في الصندوق " ينفع اللي عملتوه ده في الفرز ؟"
(رغم أنني كنت نائما وقتها )
- " يرضيك انت اللي حصل ؟ "
- "كل شيء كان تمام و الله "
" ما دام كده يبقي ماينفعش صحيح ... سلام "

في صباح اليوم التالي بعد اعلان فوز مرشحا الوطني الرسميين علي الآخرَين المنشقٌين ...تنفجر ابتهاجا ماسورة مياه عمومية في أكبر شوارع أرض الجمعية (محل اقامة مرشح الفئات رجل الخدمات) و يغرق الشارع في المياه التي تركت البيوت حتي المساء و احتفلت بالتدفق في الشوارع
لا أدري هل حدث شيء مماثل في المعتمدية ( معقل مرشح الوطني العمال ) ام لا !

يهاتفني عمرو غربية في العمل و يسألني عن تفاصيل حريق مقر الحزب الوطني بامبابة
لم أعرف بذلك الا منه ...كنت أمس في السينما ثم في عرض مسرحي بالساقية ( استراحة المحارب !) و عدت متأخرا

مساء أمس في مقر كمال خليل يحكي لنا شاب بعض التفاصيل ..
الشاب يسكن في منطقة نفوذ المرشح طارق سعيد حسانين المتحالف مع عبد المنعم عمارة (المنشقين عن الوطني) و تتبع انصارهما الي لجنة الفرز بانتظار اعلان النتائج , و انتظر حتي خرج مندوبون عنهما يزفون نبا فوزهما علي مرشحي الوطني قبل انتهاء فرز آخر صندوق من منطقة الكيت كات (منطقة نفوذ التحالف المنشق بحسب الشاب )
الا ان من بقي بالداخل فؤجيء - بحسب روايتهم للشاب - بابطال أكثر من 2500 صوت من الاصوات المؤيدة لحسانين و عمارة و تسجيل 500 صوتا لاسماعيل هلال ليتصدر النتائج بـ 12000صوت و هو الذي حاز في الجولة الاولي 6500 صوتا فقط
و تبعه وليد المليجي بـ 10000 صوت و هو الذي تصدر الجولة الاولي , ثم الخاسران ب 9000 صوت لكل منهما تقريبا
أنصار حسانين و عمارة تظاهروا احتجاجا و اشتبكوا مع قوات الأمن المركزي و هتفوا ضد مبارك " ** أمك يا حسني " و استعاروا هتافات كمال خليل ضد الحزب الوطني " أحلف بسماها و بترابها ..الحزب الوطني اللي خربها " , " باسم سبعة مليون عاطل ...كل الحزب الوطني باطل "
(هؤلاء الانصار كانوا سيصبحون انصارا للوطني " الباطل و اللي خربها " لو اختار الحزب مرشحيهم لخوض الانتخابات !)
انطلق الغاضبون يتصدرهم - بحسب شهود آخرين - بلطجية و شباب " مبرشم " نصف عار ....و احرقوا مقر شياخة الحزب الوطني في ميدان التروللي (و هو حجرة حقيرة متواضعة لا تزيد مساحتها عن 8 أمتار مربعة و ليست مقرا يعتد به ...اللهم الا من الناحية الرمزية) باستخدام زجاجات المولوتوف


و حطموا لافتات مبايعة اسماعيل هلال لمبارك و لافتات الحزب الوطني المؤيدة لمرشحيه
و هناك أنباء عن خسائر طفيفة في واجهة المقر الرئيسي للحزب الوطني بالكيت كات
أنصار عمارة - الذي يخسر للمرة الرابعة علي التوالي - احتلوا الصدارة في هذه الأحداث ...و عمارة نفسه قدم عدة مشاهد مثيرة نقلها لي صديق
في احداها روي أنه اخرج مسدسه و هدد بالانتحار فهتف انصاره بانهم فداؤه و الموت لاسماعيل هلال ...فاقسم غير حانث انه سينشر رجاله في كل مناطق نفوذه الذين سيكونون علي أهبة الاستعداد لقتل هلال في حالة اقترابه من هذه المناطق
- نقلا عن قيادات بالوطني ان افرادا من المخابرات انتشروا في شوارع امبابة و قوات غفيرة كانت علي استعداد في حال تطورت الامور -
المثير في الامر ان رجال الحزب الوطني في امبابة منفسمون بين مذعور مؤيد لاسماعيل هلال و بين شامت مؤيد للخاسرين أو لآخرين في الحزب خسروا كمستقلين امامه الدورتين الماضيتين .
هلال خرج في حراسة مشددة من مقر لجنة الفرز و طوال مساء يوم الفرز و الصباح التالي انتشرت سيارات انصار عبد المنعم عمارة التي يقودها البلطجية و هتفت " شمال يمين ..** أمك يا اسماعين ! "
هذه السيارت طافت حول محل اقامة هلال وسط ضحك و سخرية افراد الحراسة امام منزل هلال الذي أشك في تواجده به ..في الغالب هو في الاسماعيلية حيث ناخبيه الأوفياء !

ختاما ...أهالي إمبابة يطمئنون الشعب المصري , و يؤكدون ان امبابة هي موطن الأمن و السلام ,و ان ما حدث لا يعدو كونه خلافات عائلية داخل الأسرة الواحدة للحزب الوطني ...و ان الحريق الذي طال مقر هذه الاسرة المتواضع ليس الا فائضا من " الخراب " نتج عن وجود اربعة مرشحين من اعضاء الحزب في دائرة واحدة..
مما اخل بالتوازن الطبيعي و كسر احتكار البلطجة و التزوير .. و أدي للاحداث المؤسفة .
تلك التي استغلتها صحف المعارضة و بعض المحطات الاعلامية و موهت الخبر و وصفت من قاموا بالشغب بـ "متظاهرين غاضبين " , وهو ما قد يوحي أنهم من المعارضين أو أنها انتفاضة شعبية .
أهالي امبابة يستنكرون هذه التغطية الاعلامية المغرضة التي تشوه صورة امبابة في العالم المتحضر ..و يناشدون كبير العائلة التدخل للحد من خلافات عائلته المحترمة ... أوعلي الأقل حصرها داخل حدود مقرات العائلة , لعل حرائقا أكبر تفي بالغرض !

7 comments:

عمرو said...

هم يضحك وهم يبكّي!

Anonymous said...

مش عارفه ليه أفتكرت المثل الشعبى الشهير ما شفهومش وهما بيسرقوا شفوهم وهما بيتحسبوا لكن عندى رغبة عدوانية فى تغيير المثل سكتنا وهما بيسرقوا وضحكنا وهما بيتحسبوا
مروة حسن

عمرو عزت said...

لا و لسه فيه حاجات تضحك أكثر

من نتائج التحقيقات
المتهمة بحرق مقر شياخة الحزب الوطني هي سيدة اسمها " رضا عسكرية " تقود فرقة من النساء البلطجيات استأجرهن المرشح طارق حسانين ( عضو الحزب الوطني ) المحبوس حاليا قيد التحقيق
طارق هذا كان مديرا و ممولا لحملة اسماعيل هلال (مرشح الوطني الرسمي الذي فاز ) و مقابل ذلك طارق حاليا عضو المجلس المحلي ومجلس ادارة نادي الترسانة و أشياء أخري كثيرة
هذا فقط للرد علي الادعاءات المغرضة التي تروج لاضطهاد المرأة في ترشيحات الوطني
الوطني يستعين بالجميع في الانتخابات و البلطجة بدون اعتبار للدين او الجنس
و دور البلطجي لا يقل ابدا عن دور مرشح الحزب الوطني
اما عبد المنعم عمارة (عضو الوطني ايضا ) فبعد عشرين عاما من الحملات و اربع محاولات فاشلة لدخول المجلس ...يرقد الان في المستشفي و يعاني من أزمة عصبية حرجة يبدو انها كانت السبب في تهديده بالانتحار بعد اعلان النتائج
........
كان هذا موجزا لآخر تجليات الفكر الجديد و العبور الي المستقبل

hesterua said...

و لسى
مرشح الحزب الوطنى عندنا فى بورفؤاد
قال احلى كلام لدرجة انى منت قربت اصدقه وبعديها تانى يوم اللى هو انهارده والله العظيم كان جايب 10 ميكروباصات وقاعد فى قهوة فى افقر مناطق بورفؤاد بيلم الناس والستات خصوصا من بيوتها وبيقول بالحرف
يالله يا حاجة هاتى اللى معاكى فى الدور كده عشان ترزقوا كلكوا

اللى هزنى اكتر وجود بعض النساء من اصحاب عزة النفس اللى صعبت عليهم نفسهم من الوضع اللى خلاهم مقصد لكل من امتلىء جيبه بالفلوس

Anonymous said...

Very nice site! » » »

mohamed said...
This comment has been removed by the author.
mohamed said...

الحمد لله الذى اسقط اسماعيل هلال
هذا الرجل مع احترامى للرجال الذى عاث فى الارض الفساد
وقبل