31 January 2006

مسار إجباري



رضوي كانت ذاهلة و ممتقعة من الحزن , و أنا احتفظت بدهشتي الصامتة بلا تعبير.
لا زلت لا أجد كلاما معبرا في مثل هذه الأوقات , الموت يعبر عن نفسه بوضوح لا يحتاج لتعبير و تتضاءل جانبه التعازي .
رغم أن هذا لا يحدث لي كثيرا .. إلا أني فور أن علمت بالنبأ شعرت فجاة أني كان ينبغي أن أراه مرة أخري علي الأقل .
رضوي أصرت أن تري جدها مرة أخيرة بالفعل .. فألقت نظرة علي الجسد المسجي و قبلته ...و بعد أن رحل أخذت الغطاء الذي غسل عليه , و نامت تحته هذه الليلة .
أنا رأيته بعدها في كفن أبيض داخل تابوت وضعت كفي تحته , و طلب مني أحدهم أن أساعده في إعادته – التابوت - للعربة بعد ان تابعت مدهوشا جسده يغادره و ينزل محمولا الي حفرة .



صغيرا , مدركا بالكاد معني الموت , عزمت علي أن أدخر جيدا لكي أشيد لنفسي مقبرة جيدة فوق الأرض .. حجرة محكمة الغلق أوضع فيها فقط ... و لن أنسي أن أكتب في وصيتي ألا يتم وضعي في كفن و ألا يهال علي تراب ... ربما عندما يظن الناس موتي , فقط سأفقد اتصالي بهم ... إلا أنهم هم من " يقتلونني " بالفعل – أو يعذبونني – بما يفعلون .
فاضت عيناي لدقائق أمام " الحفرة " و لم أدر ساعتها – ناضجا بما يكفي الآن أن أدري - ماذا ينبغي حقا أن أفعل !


8 comments:

  1. غالبا لا استطيع التفوه بكلمات التعازي اذ اششعرها مجوفة وروتينية..

    أنا ايضا احتضنت أبي وقضيت معه وقتا طويلا حين أعلنت أمي النبأ في هدؤ متوتر

    جاورته بعد ذلك في جميع المراحل رغم زعم أهل القرية بما يصلح أو لا يصلح للنساء

    لا يزال حيا في.. لا زلنا نتحدث ونختلف كما كنا دائما.. أزوره كلما حدثت تغيرات كبيرة في حياتي أشركه بها.. ما زلت ألمسه وأداعب شعره الفضي كما كنت أفعل دائما..

    أنهم فقط يموتون حينما تصدق أنت ذلك

    ضغطة قوية على كفك وابتسامة هادئة.. انه بخير

    ReplyDelete
  2. البقاء لله يا عمرو
    و بلغ رضوى تعازيّ

    ReplyDelete
  3. إنت يا عم..
    إيه الوحشية اللي بتمارسها ضدي دي
    كفاية...

    ReplyDelete