27 May 2012

الأسئلة كلها؟

بجد: شفيق أو مرسي؟
يمكن حمدين صباحي يدخل الإعادة؟
كلها مؤشرات غير رسمية؟  هل هناك أي أمل لأبو الفتوح؟ :)

ماذا حدث لمرسي؟
هل حقا صوت المصريون تصويتا عقابيا للإخوان ؟
هل سبب ذلك أدائهم البرلماني؟  صفقاتهم الإصلاحية قليلة الطموح ؟ قلة الثورية؟
هل سبب ذلك تشويه مخطط إعلامي - مخابراتي -  دولتي؟
هل سبب ذلك تعبئة ناجحة من البدائل الأخرى المنحازة من الثورة تحذيرا من الإخوان؟
هل أثر وجود أبو الفتوح كمرشح إخواني ( نوعا ما  - سابق - سري) أو على الأقل كمرشح إسلامي آخر؟
كاريزما الاستبن؟
الإخوان يترنحون تنظيميا؟  هيبتهم تتردى بانغماسهم في السياسة؟
هل تصبح "دعوة الإخوان" هي الضحية الأولى للخرف السياسي للإخوان؟

ما هذا الذي فعله ابن الوسخة شفيق؟
تصويت عقابي لـ"الثورة"؟ لـ "الثوار"؟
ذعر من الإخوان؟ ذعر من كل "الإسلاميين"؟
أصوات الأقباط؟
تزوير؟
حشد كل تنظيمات الاستقرار "جيش - شرطة - أجهزة دولة - مال "؟
مواطنون يرون الثورة بشكل أكثر رخاوة يسمح بانتخاب أحد رجال مبارك "الشرفاء" كتغيير؟
تصويت ضد التغيير؟
تصويت من أجل قمع "الثورة" و"الثوار"؟
فشل لكل "القوى المدنية" في أن تكون املا يعول عليه؟
بؤس الإخوان وصل لدرجة دفع المصريين لابن وسخة زي شفيق؟
هل صوت له من يرى فعلا أنه ابن وسخة؟
كيف لا يرونه ابن وسخة؟


عمرو موسي؟!


ماذا حدث لأبو الفتوح؟
هل كان مشروع تحالف قوى ثورية حوله صعب الهضم على الجمهور؟
أكان توقعا بادي البطلان أنه المرشح صاحب التحالف الأوسع فعلا وصاحب الفرص الأكبر؟
هل حال كونه "إسلاميا -  إخوانيا سابقا" بينه وبين جمهور يبحث عن بديل ثوري- مدني؟
هل أثر انشقاق الدائرة المدنية بينه وبين حمدين على فرصة ذلك التحالف؟
هل أثر ميل رهانه في اللحظات الأخيرة لجذب أصوات الجمهور المحافظ والسلفي على أصوات كتلة لا تريد إسلاميين؟
هل فشل تماما في جذب أصوات معتبرة من بين المسيحيين؟
هل كان تاريخه النقدي داخل التنظيم الإخواني والحركة الإسلامية  الذي تعرفه نخبة غائبا بقدر ما عن حملة شعبية؟
هل بدا اعتزازه بالإخوان ترددا في قطع علاقته بتنظيم الإخوان؟
هل أفلح التركيز على إخوانيته السابقة، أو الحالية التآمرية، في النيل منه؟
هل فشل تحالف أبو الفتوح في إبراز ملامح التحالف بدلا من ملامح أبو الفتوح؟
هل هناك مبالغة في تقدير تأييد الجمهور لـ"الاعتدال الإسلامي" مقارنة بالتعبيرات الأكثر راديكالية من "الإسلامية"؟
هل كانت محاولة تجاوز الاستقطاب الإسلامي - المدني، محاولة لتجاوز استقطاب يريده الناس فعلا؟
هل كان تحالف أبو الفتوح بملامحه الرخوة في الكثير من النقاط مفتقدا للصلابة الثورية التي يبدو أنها مغامرة اللحظة؟

ما هذا الذي فعله حمدين صباحي؟
هل كان حمدين نفسه يتوقع ذلك؟
هل كانت حملة حمدين قبل اللحظات الأخيرة مشروع لتحالف قوى ثورية؟
هل نجحت حملته في التحول في اللحظات الأخيرة لمشروع تحالف قوى ثورية؟
هل يعقل ما تردد عن دفع الإخوان لحمدين لتجنب وصول أبو الفتوح للإعادة؟
هل يعقل ما يقال عن دعم مخابراتي لحمدين لكي يكون مرشح توافق آمن بدلا من شفيق ومرسي؟
هل استثمر حمدين كونه المرشح الذي نوقش برنامجه وتاريخه أقل في الإعلام؟
هل استثمر حمدين كونه وجها محايدا أقرب لعموم المصريين؟
هل كان تصويتا للناصرية؟
هل كان تصويتا لليسار؟
هل كان تصويتا لمرشح مدني ثوري؟
هل كان تصويتا للمرشح المدني صاحب الفرصة الأكبر بعيدا عن الإخوان - حاليين وسابقين -  والفلول؟
هل كان تصويتا انتقاميا من المرشحين الذين  تم فرضهم في معظم وسائل الإعلام والاستطلاعات؟


لماذا لم يتحالف أبو الفتوح وحمدين؟
لم يكن واضحا لمعظم الأطراف أن حملة حمدين ذات شأن وفرصة؟
هل بدت فكرة التحالف مراهقة قبل أن تظهر النتائج؟
الطموح الشخصي لأبو الفتوح؟
الطموح الشخصي لحمدين؟

أكان يمكن التفكير في حمدين كرهان أفضل من أجل تحالف قوى ثورية لمرشح قادر على مواجهة الإخوان؟
هل كان هناك من يعتقد ذلك قبل النتائج؟
التاريخ السياسي لحمدين وتيار الكرامة هل يصلحان لمرشح يقود القوى المدنية فعلا في مواجهة الإخوان؟

كيف يمكن التفكير في التصويت لابن الوسخة شفيق أو للبليد مرسي؟
كيف يمكن التفكير في التصويت لابن وسخة من أجل حماية البلد من الإخوان؟
كيف يمكن التفكير في التصويت لمشروع نهضة التنظيم والطائفة الإخوانية من أجل إنقاذ الثورة؟
هل تبقى شيء من "ثورية" الإخوان؟
هل سينقذ التصويت لشفيق الدولة من براثن السيطرة الإخوانية؟
هل سينقذ التصويت لمرسي الدولة من عودة النظام القديم؟
هل سيؤدي التصويت لشفيق لترميم أعمدة النظام القديم؟
هل سيؤدي التصويت لمرسي في ترميم إسلامي لأعمدة النظام القديم؟

هل من المجدي التفكير في تفاوض مع الإخوان من أجل ضمانات مقابل دعمهم ضد شفيق؟
هل يمكن التفكير في دعم ابن الوسخة شفيق تحت أي ظرف؟

نقاطع؟
نبطل أصواتنا؟
هل يمكن أن تمثل حركة واسعة لإبطال الأصوات انتقاص من شرعية الرئيس القادم وبصقة في وجه ابن الوسخة والبليد معا؟
ها؟

24 May 2012

صمت انتخابي


يستلم ورقة من أمام طاولة ذات مفرش أبيض وسط مساحة خضراء، يمشي ببطء وهو يحدق في ورقته، يركب منطادا يعلو به ببطء أيضا، يحلق المنطاد. 

يتسع المشهد، طاولات ذات مفارش بيضاء، متناثرة في مساحة خضراء واسعة، المنطاد يحلق وسط سرب شبيه، فرد وحيد في كل منطاد، منكس الرأس تجاه ورقته، يفكر، وبين الحين والآخر ينظر إلى الأفق أو يتأمل منطادا مجاورا. يضع علامة ما. يتجاوز المنطاد النيل ويهبط في المساحة الخضراء في الجهة الأخرى منه. يسلّم ورقته إلى طاولة ذات مفرش أبيض ، يمشي بلا كلام مبتعدا وسط المساحة الخضراء الواسعة بينما يهبط منطاد آخر ويتجه آخر إلى طاولة أخرى.

حلم.

21 May 2012

عندما لمس سلافان أذن السيد سيرو



حكاية فلسفية عن الجسد في الثورة المصرية تستلهم روح سلافان بطل رواية "اعتراف منتصف الليل" لجورج ديهامل، كانت  كلمتي في ندوة "الكتابة والجسد" في المركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة، السبت الماضي 19 مايو 2012
يمكنكم سماعها هنا  مع ترجمة إيطالية تقاطعني كل دقيقتين، وتقديم بالغ الكرم  من صديقي فادي عوض.



15 May 2012

هيا بنا نفشخ الشعور القومي

الصورة للفنان عمرو ثابت

قال المعتذرون من حكومة حماس أن ماحدث "تصرفات فردية"، وهذه تحديدا هي المشكلة.
مساحة السلطة المتروكة للأمن الداخلي في الشوارع لضبط الناس وتصرفاتهم وفق أهواء الجنود وتقديراتهم عن الأمن والاستقرار والسلوك الإسلامي القويم يبدو أنها كالعادة ومثل باقي الأنظمة القمعية الأمنية تفوق مساحة ضبط القادة السياسيين لجنودهم.
التصرفات الفردية لجنود الأمن في النظم الأمنية هو تفويض لا غنى عنه لتخويف الناس وتربيتهم على الخوف من "النظام" وإيثار السلامة. السياسيون دورهم أن يتحدثوا عن النظام الجميل، والاعتذار عن بعض ما يشوبه من تصرفات فردية ترصدها الكاميرات أو تتوجه إلى من لهم ظهر.
يبدو أن وجودنا في غزة، وكلامنا، قد ذهب فعلا إلى حدود احتمال بعض ضباط الأمن الداخلي فنفد صبره وبدأ في استخدام التصرفات الفردية المعتادة مع وفد دولي، ولكن بقدر من الحذر، بدلا من تكسير العظم بكعوب البنادق أو السحل مثلما يحدث مع الشباب الفلسطيني.
لم أكن أتوقع أن ينفد صبرهم، وبعدما نفد، راجعت نفسي للحظات، باعتباري كنت مشتركا في إنفاد صبرهم. وفكرت إن كان ذلك سيحول دون عودة بالفيست إلى غزة مرة أخرى. رغم تأكيدات المسئولين المعتذرين رفيعي المستوى، من يصدق المسئولين أصلا!
ولكني لم أشك لحظة أننا يجب أن نتجاوز الصمت التضامني مع المستبدين العرب أثناء حروبهم مع الأعداء. لا أحتمل رائحة الرحلات القذرة للتضامن مع صدام حسين والقذافي في حروبهما المتخيلة وصمودهما المتخيل أمام الصهيونية والامبريالية. ولا يفوتني تحية أسلوب الأول في الصمود والممانعة وهو ما انتهي ببلده تحت الاحتلال، وأسلوب الثاني الذي انتهى بالبلد متحررا فوق جثته مع بعض التدخل الدولي. نعم، هي شماتة في الأسلوب القمعي في حماية الشعور القومي من التفتت من أجل مقاومة احتلال أو ممانعة إمبريالية. وها هو الأحمق الثالث بشار الأسد تتداعي سلطته، رغم كل جهوده في القمع الذي أبدع في ابتكار تهمة "إضعاف الشعور القومي" لمحاكمة أصحاب الآراء التي تتجرأ وتنتقد نظامه المقاوم متجاهلة أنه في مواجهة مع إسرائيل وأمريكا. بلا أي ذوق ولا شعور قومي!
سعيد أن كثيرين في وفد بالفيست تجاوزوا تلك الحالة ولم يمنعهم تضامنهم مع غزة تحت حصارها الإسرائيلي- المصري. أن يذكروا "الطرف الثالث" في الحصار: حكومة حماس.  يوسف رخا وخالد الخميسي وسحر الموجي يؤكدون على نفس المعنى.
أحرّض أيضا بعض أصدقائنا الغزّاوية الذين شعروا بوخز الضمير لأن تلك الانتقادات يمكن أن تصب في صالح إسرائيل، أحرضهم على عدم الرفق بـ"الشعور القومي" الذي كان دائما مطية المستبدين مدعي المقاومة الذين ينتهي الأمر دائما على يديهم إلى هزائم قومية مروعة، بدءا من عبد الناصر إلى صدام والبقية تأتي.
المجتمعات الحرة هي التي تضع إسرائيل في الركن عمليا، وتضعف شعورها القومي بالتفوق الحضاري وسط محيط من الجهلة المستبدين.
لا تعنيني المشاعر القومية في كلا الطرفين التي تقود صراعا من أجل حمية قومية أو دينية. وأعتقد أنه حان الوقت لفشخ الشعور القومي وتجاوزه إلى روح الجماعة التي تدافع عن حريتها وكرامتها وحرية وكرامة كل واحد فيها قبل أن تفكر في  الهوية والأراضي والحدود.
أهلا بوفود ما بعد انطلاق الثوات العربية، أدامها الله علينا. سنحيا كراما.

12 May 2012

آيس كريم في قطاع غزة



في 2008 وتحت ضغط حصار خانق على قطاع غزة من جانبين، الاحتلال الإسرائيلي والتخاذل المصري، اقتحم الغزاوية الحدود المصرية إلى سيناء، لقضاء حوائجهم من المواد الغذائية وخلافه.
ساعتها انقسم المصريون بين متعاطف مع الإخوة في غزة وبين مهاجم لفعلتهم النكراء في تجاوز الحدود وانتهاك «السيادة المصرية». ساعتها كتبت في مدونتي عن «تجاوز الحدود» ساخرًا من هؤلاء محبي الحدود أكثر من حبهم للإخوة الفلسطينيين والغاضبين من تجاوزهم للحدود والساكتين عن تجاوز قمعهم للحدود.
أعتقد أن الخلاف بين الفريقين أعمق من الخلاف حول تجاوز تلك الحدود إلى خلاف حول مفهومهم للسياسة نفسها، الخلاف بين رؤية للسياسة باعتبارها وضع حدود أمام حياة البشر من قبل سلطات تدعي حمايتهم، لأنها تعرف الأصلح والأنفع لهم، أم أن السياسة من وجهة نظر المقموعين هي التجاوز المستمر للحدود التي تضعها السلطة ودفعها للتراجع وإفساح المجال أمام الناس، ليعيشوا بحرية وكرامة وليس تحت الحماية والوصاية؟
ها أنا الآن في غزة، ذهبت مع وفد احتفالية فلسطين للأدب «بلفاست» الذي يجوب مدن فلسطين، وهو هذه المرة في غزة  تضامنًا معها ضد حصارها. وهناك أخبرني رجل الأمن الداخلي لحكومة حماس أن أي حركة لي خارج الفندق وخارج  الجدول المخطط هي تجاوز للحدود يجب أن يعلموا بشأنه حتى لو كان للسوبرماركت، وعلمت من الأصدقاء المدونين الغزاوية أن تعبيرهم وحركتهم مهددين دائمًا من قبل أمن حكومة حماس، بعضهم تم اعتقاله، بسبب ما كتبه على «فيس بوك»، وبعضهم تم ضربه واعتقاله، لمشاركته في مسيرات خرجت دون إذن سلطة حماس، سواء كان خروجًا سياسيًا لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس الذي يكسر شوكة الوحدة الفلسطينية أو مطلبيًا، احتجاجًا على الإدارة المتردية للطاقة وأزمة الكهرباء.
استمعت من شباب مدونين مستقلين ومن كوادر قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن ضربهم بالهراوات، لخروجهم في تظاهرات متضامنة مع الثورة المصرية أو السورية أو لخروجهم في مظاهرة الاحتجاج ضد سوء إدارة أزمة الكهرباء، وسمعت من آخرين عن «الأمن الفكري» الذي تقيمه حكومة حماس بالتوازي مع قمع مماثل تقوم به حكومة فتح في الضفة الغربية، حيث تتم مصادرة الصحف التي تصدر من الطرف المعارض سواء في غزة أو الضفة.
شباب آخرون كانوا حذرين من انتقاد ممارسات حكومة حماس ضد حريات المجتمع الفلسطيني، يقولون إننا لا نريد أن نزيد الانقسام الفلسطيني، ومهما كان فنحن إلى جانب المقاومة التي تقوم بها حماس ضد إسرائيل وضد فتح التي تتخذ موقفًا رخوًا من الاحتلال. وكان ردي عليهم هو أنه إذا كانت المقاومة من أجل الحرية فلا يعقل أبدًا أن نتنازل عن الحرية تحت مبررات المقاومة.
كان ما سبق هو ملخص كلمتي التي ألقيتها في الحفل الختامي لاحتفالية فلسطين للأدب في «دار الباشا» بجوار الجامع العمري في غزة. وسط كلماتنا في الحفل كان الأمن الداخلي يصوّر بفجاجة كل المشاركين والحضور، وعندما قامت صديقة فلسطينية بتصوير رجل الأمن وهو يصورنا تقدم آخر إليها بفجاجة واختطف كاميرتها من يدها وسط غضبنا واحتجاجنا.  كانت الكهرباء قد انقطعت عن القاعة وظننت أنها الأزمة العادية للكهرباء، ولكن الزملاء المنظمين قالوا لي إن الأمن قطعه عمدًا، وأمروا صاحب المكان بوقف الندوة فورًا.
احتل رجال الأمن المكان وسط غضبنا وقالوا إننا لا نمتلك تصريحًا ! رغم أن مندوبين لوزارتي الداخلية والثقافة استقبلانا على معبر رفح ورحبا بنا وبالاحتفالية، وأذكر جيدًا تصريح مندوب وزارة الداخلية بأننا يمكن أن نتحرك بحرية بالغة وأن نزور كل ما يعن لنا حتى السجون، لنرى الحالة المتقدمة لحقوق الإنسان!  ولكن من يصدق رجال الأمن؟ 
سألت رجل الأمن، الذي يبدو أنه يقود الكتيبة الباسلة التي أوقفت ندوتنا: «ما الجديد؟ هذا حفلنا الختامي ولنا أربعة أيام نتحدث في ندوات عامة» قال لي: «هذا بسبب كلمتك التي افتريت فيها علينا وقلت إننا نقمع الحريات»، ثم اكتشف بنفسه خطأ كلامه، فأضاف باسمًا «فجئنا نؤكد كلامك!». أي والله قال ذلك.
حاول أن يضيف جادًا أنه يتابع صفحاتنا على الإنترنت وانتقادنا للأمن الداخلي وتابع انتقاد علاء عبد الفتاح  للنظام الفلسطيني على إذاعة من الإذاعات وحاول وعظنا  أن علينا احترام الدولة المضيفة وألا نتحدث عن حكومتها بشكل غير لائق.
«حكومتنا بتتاجر فيكم» قالها لنا شاب من رفح ونحن نسير وفق جدولنا المحدد، لنزور المخيمات البائسة والأنفاق التي تحاول كسر الحصار والمباني والمناطق التي هدمها الاحتلال، وقال لي شباب آخرون إن كل الوفود الأجنبية تدخل لترى استعراض السلطة لبؤس غزة ولنماذج مبالغ فيها من الحصار، لكي تستخدم السلطة تقاريرهم، لتؤكد الظلم الكبير الواقع عليها. وهو حق، ولكنها لا تسمح لهم  برؤية المزيد عن الوضع الداخلي وسوء الإدارة وقمع التحركات المعارضة والحرة والمستقلة ولا الكلام عن ذلك.
أهدانا الشاب من مخيم رفح، الذي شتمنا، آيس كريم وقال:« هذا هدية من الشعب الفلسطيني، نحن لا نموت هنا، لا تدعوا السلطة تتاجر فيكم».
 ندوتنا التي اقتحمها الأمن وكانت خير ختام لاحتفاليتنا التي كشفت الحصار المزدوج، حصار الاحتلال لقطاع غزة اقتصاديًا وحصار سلطة حماس الذي يأخذ المجتمع الغزاوي رهينة تحت مبررات صراعها السياسي مع فتح، وتحت مبررات كونها مقاومة للاحتلال تخشى الخونة والجواسيس. 
خالص تحياتي  للشاب صاحب البقالة في مخيم رفح، وأشكره بحرارة على الآيس كريم وعلى النصيحة.