21 September 2012

معاناة العائلة غير المقدسة



عزيزي السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي، عزيزي الدكتور الشيخ أحمد الطيب، أعزائي علماء الأزهر ومشايخ ودعاة المسلمين ومتابعيهم الغيورين ونشطاءهم المتحمسين وكُتابهم وإعلامييهم وسائر شبابهم وشيوخهم ونسائهم، وأخص بالذكر الإخوة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها والإخوة السلفيين وأذرعتهم ومن تبعهم وانتخبهم بحسن نية حتى يوم التمكين.
أنا أسكن في إمبابة، وعادة ما يقوم «عيّل» في الشارع بعمل طائش، كما يقوم العيال عادة بالأفعال الطائشة، وينتج عن ذلك أحيانًا أن البعض يقرر أن العالم كله يجب أن يعرف ما قام به ذلك العيل وأن رد الفعل يجب أن يكون هو البحث عن حصانات وضمانات ألا يجرؤ العيل على الإقدام مرة أخرى على الأفعال الطائشة، ويكون من نتيجة ذلك هو جمع من الناس يخلعون عادة ثيابهم عن النصف العلوي من أجسادهم ويتصارخون في وجوه بعضهم البعض وقد يحملون أسلحة بيضاء أو ملونة ويلوحون بها لبعضهم البعض، وقد يقع أحيانًا جرحى وقتلى.
في مثل هذه الأوقات أقوم بإغلاق النافذة بإحكام، لأن لدي أشياء جدية أو ممتعة أقوم بها بعيدًا عن العبث والحماقة التي تجري بالخارج، ولأنني لست شخصًا تافهًا ولا مهووسًا لكي أخطط لمنع الطيش من الوجود في العالم فإنني حتى لم أحاول التفكير فيما يحدث، ولكن يصلني بالطبع ما قاله الطفل الطائش من أكثر من مصدر، قد يكون البقال أو البواب أو المكوجي، وذلك لأن هذا العبث ينشر الطيش ويجعله أكثر بقاء في الذاكرة وفي كلام الناس ووسط أكبر عدد من الناس.
المشكلة أن هناك عائلة بعينها، أعتقد أنها تعاني من علة ما ذهنية أو نفسية، قد أدمنت هذه اللعبة لدرجة أنها تهيج كلها وتنزل عن بكرة أبيها في مواجهة العيل وحده دون أن تناصره عائلة تلعب دور المجنون الآخر، فينزل الرجال بالفانلات الداخلية يلوحون بالأسلحة والنساء يتصارخن ويلطمن، بينما بعض المهندمين منهم يلعبون دور العقلاء، يقترحون الذهاب إلى قسم الشرطة والمحكمة، وربما إضافة نصوص في الدستور وقوانين عالمية تضمن ألا تتكرر هذه الأفعال الطائشة.
 هذه العائلة أصبحت تقوم بكل طقوس المعركة دون طرف آخر إلا العيل الطائش. ورغم كل محاولات عائلة العيّل للتهدئة ومحاولة إفهامهم أن العيّل لا يمثل بالضرورة رأي عائلته كلها، وأنهم تحدثوا معه بهذا الشأن ولكنهم لا يمكن أن يعاقبوه بالقوة لأسباب ما، ورغم أنهم يُقبّلون الرؤوس والجباه ويرسلون الاعتذارات والتأكيدات على احترام العائلة التي تشعر بالمهانة من كلام العيّل، ويفعلون كل ما يمكن أن يفعلوه لتهدئة المجانين الذين يستثيرهم دائمًا كلام العيال، إلا أن هذه العائلة المُعتلة لا تهدأ وتريد ضمانات ألا يكرر العيّل فعلته.
 من خلعوا قمصانهم يريدن ممارسة التأديب بالذراع، ومن يرتدون ربطات العنق يريدونها بالذراع السياسية والقانون والدستور. هذه العائلة صارت مصدر إزعاج بائس لا معنى له، ورغم أنني أغلق النافذة كل مرة إلا أنه يسوؤني ما يقع من جرحى وقتلى حتى من بين هذه العائلة البائسة التي بدأ بعض أفرادها يضيقون منها ويغلقون نوافذهم هم أيضًا محاولين الابتعاد خطوات عن محيط التفاهة والعبث والحماقة.
 أحببت فحسب أن أشارككم إحدى مشاكل سكني في منطقة إمبابة، وأرجو ألا أكون قد أثقلت على سيادتكم وفضيلتكم وعلى عامة المسلمين والمسلمات بمشاكلي الشخصية.. والسلام.

نشر في بوابة "المصري اليوم" الخميس 20 سبتمبر

3 comments:

دردشة said...

شكرااا الله يسعد قلبك

شبكة يب said...

دردشة


دردشه

شات شبكة قلبي

دردشة ابو عريش

دردشة تعب قلبي

دردشة

دردشة

منة الله said...

سألتك على موقع
ask
عن أفكاري التي أبحث عمن أناقشه فيها و نصحتني بإنشاء مدونة ، أنشأتها و سعيدة للغاية ، شكرًا جزيلًا لك :)